يهدف المجلس الوطني السوري الذي أُعلن تأسيسه في اسطنبول يوم الأحد إلى تمثيل المعارضة السورية أمام المجتمع الدولي وتقديم بديل عن نظام الرئيس بشار الأسد ليسد بذلك ثغرة كانت الانتفاضة تعاني منها منذ يوم اندلاعها.

واعرب ناشطون عن الأمل في أن ينفخ تشكيل هيئة موحدة تتحدث باسم المعارضة حياة جديدة في الاحتجاجات ويشجع المجتمع الدولي على تطوير دعمه للانتفاضة. ولكن شكل هذا الدعم ما زال احدى القضايا التي لم تتفق عليها قوى المعارضة في وقت تتزايد الأصوات الداعية إلى تدخل حلف شمالي الأطلسي بين المحتجين في داخل سوريا مع اصرار المعارضين في الخارج على معارضتهم لأي تدخل خارجي، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست.

ولكن كثيرين أعربوا عن ارتياحهم لوجود منبر تستطيع المعارضة أن تتحدث من خلاله بصوت واحد بعد اشهر من المماحكات والبدايات الكاذبة. ونزل سوريون الى الشوارع في انحاء البلاد تأييدا لتشكيل المجلس.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المحامي الأميركي السوري، ياسر طبارة، عضو المجلس أنه quot;بعد 40 عاماً من الظلم وستة اشهر من سفك الدماء لدينا أخيرًا معارضة موحدةquot;. واضاف طبارة أن المجتمع الدولي كان ينتظر منذ فترة ظهور بديل عن نظام الأسد وهيئة يستطيع أن يتفاوض ويتحادث معها. وقد توفرت الآنquot;.

وأكد أعضاء في المجلس أنه لن ينسخ دور المجلس الانتقالي الليبي الذي شُكل على جناح السرعة ليكون حكومة بديلة في الأسابيع التي اعقبت اندلاع الانتفاضة الليبية. وسيكون المجلس السوري شكلاً من اشكال البرلمان يناقش سياسة المعارضة ويصوغ توجهها.

وكان دبلوماسيون غربيون حذوروا في احيان كثيرة من أن غياب حركة معارضة موحدة من أكبر العقبات في طريق الانتفاضة السورية. وفي غياب معارضة متلاحمة أو بديل واضح المعالم للنظام، احجمت قوى دولية وكثير من السوريين عن رمي ثقلهم وراء المساعي الرامية إلى اطاحته خشية نشوء فراغ في السلطة في بلد له أهمية إستراتيجية كبيرة.

وكانت محاولات عديدة اخفقت في تشكيل اطار موحد للمعارضة بسبب الخلافات بين الاسلاميين والعلمانيين، بين معارضة الخارج والمحتجين في الداخل، بين المعارضة التقليدية والناشطين الشباب الذي وفروا ما موجود من قيادة في الحدود الدنيا على رأس انتفاضة عفوية أساساً، على حد وصف صحيفة واشنطن بوست.

واعرب الناشط شكيب الجابري المقيم في بيروت عن تفاؤله بالمجلس الجديد quot;لأنه مجلس شامل نستطيع أن نقول إنه يمثل الثورة شرعياًquot;. وتوقع الجابري أن تعمل الخطوة على اعادة تفعيل الاحتجاجات ومخاطبة المجتمع الدولي بصوت واحد.

ولكن مراقبين يشكون في تمكن المجلس من إيجاد صوت موحد، مشيرين إلى غياب الاتفاق على حمل السلاح أو الدعوة الى تدخل عسكري خارجي على غرار عمليات حلف الأطلسي التي ساعدت في اسقاط النظام الليبي. وأكد البيان الصادر في ختام اجتماع اسطنبول استمرار المقاومة quot;السلميةquot; رافضًا التدخل الخارجي رغم دعوته الأمم المتحدة الى تقديم حماية أكبر للمدنيين السوريين.

وفي هذا الشأن، قال الناشط المقيم في واشنطن رضوان زيادة عضو المجلس إن الوضع يتردى بسرعة على الأرض حيث quot;تدور حرب ويدعو أهل الداخل إلى كل ما يمكن ان يقدم اليهم من عونquot;. واعرب زيادة عن اعتقاده بأن غالبية المعارضين السوريين يؤيدون الآن التدخل العسكري ولكنه توقع سجالات مريرة داخل المجلس. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن زيادة قوله quot;أن البعض يضغط من اجل التدخل والبعض الآخر ضده لكن المعارضين قلة. وسيكون هذا أصعب قرار يتخذه المجلسquot;.

وجاء تشكيل المجلس بعد يوم على اعلان النظام السوري أنه سحق المقاومة في بلدة الرستن التي اصبحت معقل العسكريين المنشقين في محاولتهم لتنظيم معارضة مسلحة باسم الجيش السوري الحر. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن إن 17 شخصاً قُتلوا في عملية النظام الأمنية التي استمرت خمسة أيام.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ناشط من الداخل طلب عدم ذكر اسمه quot;أن المجلس الوطني السوري خطوة جيدة جداً، ولكننا بحاجة إلى تحرك أكبر من المجتمع الدولي. فنحن حقًا نشعر بأننا وحدنا ونشعر أن لا أحد يساعدنا. وبعد كل ما شاهدناه من سفك الدماء فاننا نريد أي نوع من المساعدةquot;.