انتقد معارض سوري بارز تاريخ تيارات الإسلام السياسي وجماعة الأخوان المسلمين في سوريا، ورأى أنها تخوض معارك لأسلمة السياسة وتسييس الدين، وتحاول القفز على سدة قيادة الحركة السياسية وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد والسيطرة على معارضة الخارج وصولاً إلى الداخل مستثمرة موقع تركيا.

يرى معارض سوري ان quot;الاخوان المسلمينquot; يخوضون معركة لأسلمة الإنتفاضة

باريس: اعتبر المعارض الكردي السوري البارز صلاح بدر الدين في تصريحات خاصة لـquot;ايلافquot; أنه quot;تاريخيًا، وبعدما حققت حركات التحرر الوطني في بلداننا، ومن بينها سوريا، خطوة الاستقلال وطرد المستعمر منذ نهاية القرن التاسع عشر أخفقت في انجاز المهام الأخرى من اقتصادية وتنموية واجتماعية، وعجزت عن حل المسألة القومية، وبالتالي عن ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل مكونات الوطنquot;.

وأضاف: quot;لا شك أن المسؤولية في هذا الإخفاق المدوّي تقع على عاتق التيارات، التي اعتبرت نفسها من القوى القومية والشيوعية والاشتراكية، مما حفز التيارات الاسلامية السياسية للظهور على المسرح ومحاولة ملء الفراغ الناشىء في موجة أصولية متصاعدة، اختلطت فيها مفاهيم متعددة ومتمايزة في العمل التكتيكي، مجمعة على البحث عن السلطة بطرق شتى، عنفية وارهابية خيرية علنية وسرية، أفرزت أقصى التطرف، مثل تنظيم القاعدة وأشد أنواع الجهل والظلامية مثل حركة طالبانquot;.

وأردف قائلاquot; إنها قدمت أيضًا منظمات سياسية شمولية، مثل الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية ndash; المتناسلة ndash; ورغم تنوع دروبها ظاهرًا إلا أنها تجمع على واجب استلام السلطة بكل السبل والوسائل على مبدأ quot; الاسلام هو الحلquot;.

وأكد quot;منذ ما يقارب أربعة عقود نشطت جماعات الاسلام السياسي من دون القدرة على استلام الحكم في البلدان العربية سوى في حالة قطاع غزة، التي لم تكن بمعزل عن وسيلة الانقلاب العسكري واستخدام العنف، ومن ثم حجب الحريات بالقهر وانتهاك حقوق الانسان، وفرض قوانين جائرة على المواطنينquot;.

وقال quot;في العديد من البلدان، ومن بينها سوريا، لم تبل جماعات الاسلام السياسي بلاء حسنًا في العمل المعارض، ولم تقطع صلاتها الخفية وشبه العلنية بالأنظمة الحاكمة في الكثير من المراحل، بالرغم من حدوث بعض الاستثناءات المتقطعة في بعض المراحل، عندما تمت المواجهات الدامية ذات الطابع المذهبي، التي أضرّت بالمعارضة الوطنية الديموقراطية، وأخلت بمعادلة صراعها مع نظام الأسد الأب.

وفي وقت لاحق انفردت حركة الاخوان السورية بنسج علاقات خاصة مع نظام الأسد الابن من وراء ظهر المعارضة السورية، وبوساطات من المركز الدولي للاخوان المسلمين وتركيا، الى درجة إنها أعلنت تجميد معارضتها على الملأ، ولكن النظام هو الذي رفض الاتفاق معها. كل ذلك خلق نوعًا من عدم الثقة والحذر بين معظم أطراف المعارضة الوطنية الديموقراطية من جهة وبين جماعات الاسلام السياسي وقوتها الأساسية حركة الاخوان السورية من الجهة الأخرىquot;.

واعتبر بدر الدين أن quot;جماعات الاسلام السياسي، وبينها حركة الاخوان السورية، تخوض عمليًا معركة أسلمة السياسة وتسييس الدين، وترفض مبدأ فصل الدين عن الدولة والشعار التاريخي (الدين لله والوطن للجميع) وهي بذلك تبثّ الفرقة والانقسام عمليًا في المجتمع السوري، المعروف بتعدده الديني والمذهبي والقومي، من دون مراعاة نصف مكوناتهتقريبًا المشكل من غير المسلمين السنة ومن غير العرب، وهذا بحد ذاته يخلق إشكالية أخرى في وجه التوافق والاتفاق مع جماعات الاسلام السياسي، بل يضاعف الحذر وعدم الاطمئنان أكثر وأكثر، وينعكس سلبًا على هدف توحيد المعارضة السورية في هذه الظروف العصيبةquot;.

ولفت الى أنه quot;أظهرت تطورات الأحداث في خضم الربيع العربي، وخاصة في تجارب الثورة والانتفاضة في تونس ومصر وليبيا، أن جماعات الاسلام السياسي، التي كانت أقل الأطياف مشاركة وتضحية، حاولت ركوب الموجة لتنال الحصة الأكبر من مغانم العهد الجديد، بل أكثر من ذلك، تجهر برغباتها في أسلمة الثورات، واقامة إمارات دينية بأجندة خاصة، بخلاف كل ادعاءاتها حول الحكم المدني واستخدام المصطلحات التي تفسر بأكثر من معنى، ماجعل القوى الشبابية الثائرة والتيارات الديموقراطية تشخصها بقوى الثورة المضادة، وتشير اليها بأصابع الاتهام حول تواطؤها مع بقايا مؤسسات النظم الاستبدادية المنهارة من عسكرية وأمنية وحزبيةquot;.

وأشار بدر الدين الى انه quot;منذ الآن ونحن مازلنا في أول الطريق وشعبنا ينزف وانتفاضتنا الثورية في منتصف الدرب، تحاول جماعات الاسلام السياسي، وخاصة حركة الاخوان السورية،القفز على سدة قيادة الحركة السياسية السورية، وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد، والسيطرة على معارضة الخارج وصولاً الى الداخل مستثمرة موقع تركيا، التي يحكمها الآن حزب اسلامي، في غياب عربي واضح وتجاهل دولي فاضح، ومستغلة تشرذم الصف الوطني المعارض، وتعقيدات الحالة السورية وبأساليب ملتوية والكثير من اللف والدورانquot;.

وأضاف: quot;لا بد من ايجاد حل للأزمة الراهنة بانحسار الاخوان المسلمين الى مواقع حجمهم الحقيقي كتيار بين قوى وأطياف عديدة والتخلي عن أحلامهم الخيالية في محاولات أسلمة الانتفاضة الثورية السورية ضمن خطة واسعة تشمل ساحات أخرى بمباركة الحكومة التركية الباحثة عن مصالحها القومية والاقتصادية وترك المعارضة الوطنية الديموقراطية لتقوم بإعادة رصّ صفوفها انطلاقًا من شرعية الداخل، وأرى أن السبيل الى ذلك يمر بالعودة الى اعلان أنقرة في اقامة quot;المجلس الوطني الانتقاليquot; بنسخة معدلة موسعة يسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف التيارات والمراكز من أجل تنظيم عملية اعادة بناء مجلس وطني انتقالي عبر الحوار والتشاور والتوافق يستمد الشرعية من الانتفاضة أولا وآخرًاquot;.

معارض سوري: الموقف الروسي بين المصالح الخاصة والاستراتيجية

وردًا على سؤال حول الموقف الروسي، قال المعارض السوري خالد صطوف، المقيم في كندا،لـquot;ايلافquot;، quot;اننا نتفهم ان لروسيا مصلحة في الابقاء على قاعدتها في طرطوس، بعدما فقد معظمالحلفاء السابقين ايام الاتحاد السوفياتي، فأصبح معظمهمإما أعضاء في الحلف الاطلسي، أو استضافت قواعد له، ونفهم استماتتها في الحفاظ على سوق السلاح وقطع الغيار في سوريا وايران وغيرهما، ولكن أن يصل الموقف العار الى هذا الحد من التغاضي عن آلاف الادلة على دموية النظام في سوريا، ومساواة الضحية بالجلاد، فهذا غير مقبول، وكذلك التحذلق الساذج باعطائه المزيد من الوقت قبل اي تفكير بتأييد اي موقف حازم بحق النظام، ومنها دعوة المعارضة إلى الابتعاد عن quot;المتطرفينquot; من دون ان يحددوا من هم المتطرفينquot;.

واعتبر quot;ان ذلك الموقف هو تكرار ساذج ووقح للمواقف الروسية المشينة في تمسكها بآخر معاقل الديكتاتورية، التي تحاول ان تركب لها اطرافاً من الخشب الذي لم يرثوا غيره من غابات الاتحاد السوفياتي الشاسعةquot;.

وقال quot;ان الدلالة الأهم هو اما فقدان القيادة أية قدرة على التعلم من تجارب ليبيا ويوغسلافيا والعراق. واما البحث عن سعر افضل لتغيير الموقف وعلى الارجح السببين معًا، حيث ان المراقب يلاحظ بسهولة وجود اشارات للموقفين المتناقضين في ان واحدquot;. وأكد quot;أجل يقولون انهم مع الشعب السوري، ولكن اي شعب؟ طبعًاquot; الخانع والذليل، والذي لايرتضوه لشعبهم ولكن هيهاتquot;!! كما أشار.

وأكد quot;أن الشعب السوري عرف طريقه الى الحرية والكرامة والديموقراطية وسيعرف كيف يتعمل مع من خذلوه في داخل الوطن وخارجه فقد quot;جنت على نفسها براقشquot;.

ما يجري في الرستن جريمة من النظام

وقال الناشط السوري عبد اللطيف المنيّر المقيم في الولايات المتحدة الاميركية لـquot;ايلافquot; quot;نستطيع أن نصف ما يجري في مدينة الرستن السورية قرب حمص، بأنها جريمة من الدرجة الأولى، إذ بتعريف القانون، هناك مجرم، وشاهد وضحية، وأداة الجريمة. ومن هنا نعتبر أن المجرم هو النظام السوري، وشهوده العالم بأجمعه، الذي يرى ويسمع عمّا يحصل في الرستن ويقف صامتاً من دون تحرك، ومعه بعض المدن السورية وناسها، الذين لم يهبوا لنجدة أهلهم في حمص والرستن!quot;.

وأكد quot;أن هذه المدينة السورية، التي رفضت أن تقبل المذلة وطبقت شعار (الموت ولا المذلة) فعليًا على أرض الواقعquot;. وقال quot;الضحية هم أهالي الرستن المقاومون لأشرس أنواع القتل عمداً مع سبق الإصرار. أما أداة الجريمة فهي جيش النظام السوري وآلياته وطيارنه، ويعزّ عليّ أن اقول هذا هو الجيش العربي السوري، كما أفهمونا في المدارس على أنه حامي الوطنquot;.

وأوضح المنير quot;أن ما يجري هناك منذ أيام وارتفاع عدد الضحايا هو جريمة من الدرجة الأولى مع سبق الإصرار والترصد وأنتهاك صارخ أمام عيون العالم، وأكبر جرائم الإبادة الجماعية، واسفي على الجامعة العربية ومعها مجلس الأمن على صمتهم الغريب، لو كان الذي قتل مجموعة من الطيور، لوقف العالم معهمquot;، متسائلاً quot;هل تعلم أيها العالم، ان الذين يقتلون في سوريا هم بشر، لهم لون الدم نفسهوالتكوين نفسهلباقي شعوب العالم المتحضر؟quot;.