الدبابات شاركت في عمليات اقتحام المدن السورية

تذهب بعض الأقليات في سوريا إلى دعم نظام الرئيس بشار الأسد في ظل ما يصوّرهالإعلامالرسميعن أن ما يجري في البلاد هو هجوم عسكري مدعوم من الخارج ضد سوريا وأمنها.


يواظب إعلام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية على تصوير حركة التظاهرات الشعبية السلمية على أنها هجوم عسكري مدعوم من الخارج. ودائماً ما يستعين بمصطلح quot;العصابات المسلحةquot; عند الحديث عن العشرات من الآلاف الذين تعرضوا للخطف أو التعذيب أو القتل من جانب القوات الموالية للنظام الحالي.

ومع هذا، لم يستطع النظام أن يُقَدِّم أي أدلة جادة تثبت وجود مؤامرة من عدة أطراف خارجية ضد بلاده. كما لم يقدم تفسيراً بشأن التناقضات الواضحة بين ما يقوله وبين الآلاف من مقاطع الفيديو المصورة الموجودة على موقع اليوتيوب وكذلك روايات شهود العيان عن تصويب قوات الأمن البنادق والمدافع صوب حشود من العزّل.

ورغم ذلك، أُخِذت الدعاية التي قام بها النظام السوري في تعامله مع المتظاهرين بمحمل الجد من جانب بعض الأطراف، التي كان أبرزها غالبية طوائف الأقلية المنتشرة في البلاد. وهو ما حذرت منه مجلة فورين بوليسي الأميركية بقولها إن دعم تلك الأقلية لهذا النظام السادي سوف يشوه لا محالة العلاقات الطائفية في البلاد مستقبلاً.

وتابعت المجلة حديثها في هذا السياق بقولها إن هؤلاء السوريين السنة الذين غضبوا من وقوف الأقليات إلى جوار ديكتاتورية الأسد يجب أن يتذكروا أولاً أن كثيرا من العلويين والمسيحيين، وكذلك كثير من الدروز والإسماعيليين، قد التحقوا بالثورة، وأن كثيرين منهم قد دفعوا الثمن. وأضافت أن السنة يتعين عليهم كذلك أن يتذكروا أن العلويين والمسيحيين لديهم أسباب وجيهة في ما يتعلق بتخوفهم من حدوث تغيير، إن لم يكن ليصدقوا الدعاية التي يقوم بها النظام في مواجهته مع الثوار.

ثم تحدثت المجلة عن الإشكالية التي يعيشها العلويون منذ فترة طويلة، في ظل وجود خلاف سياسي حول ما إن كانوا يعتبرون مسلمين أم لا. ولفتت فورين بوليسي أيضاً إلى أن الإمبراطورية العثمانية لم تتعامل معهم حتى على أنهم quot;أهل كتابquot;، وهو ما يعني أنهم لا يتمتعون بأي حقوق قانونية، على عكس المسيحيين واليهود وتيار الشيعة. وقالت المجلة إن معظم العلويين اليوم ليسوا متدينين على وجه الخصوص.

غير أن المجلة الأميركية واصلت الحديث بلفتها إلى عدم أهمية الوضعية الدينية التي يحظى بها العلويون، سواء كانوا مسلمين أو حتى أهل كتاب. وتابعت بتأكيدها على أهمية حصولهم على الحقوق نفسها والمعاملة نفسهاباعتبار أنهم مواطنون سوريون.

وفي السياق نفسه، أوضحت المجلة أن الشيء الوحيد الذي نجح النظام في فعله بذكاء خلال الأشهر الستة الماضية هو اللعب على مشاعر الخوف لدى الأقليات. بيد أن المخاوف من مواجهة مصير العراق أو لبنان نفسه لا تقتصر على الأقليات فحسب. وشددت المجلة على أهمية أن يكون لدى هؤلاء المسيحيين والعلويين الذين ما زالوا يدعمون الأسد قدر أكبر من الثقة في الشعب السوري ومستقبل سوريا. وأكدت أن عليهم أن يدركوا أن هذا النظام في طريقه للانهيار، سواء لاحقاً أو عاجلاً، وأن الطريق الوحيد الذي من شأنه أن يضمن للأقليات حقوقها هو أن تشارك تلك الأقليات في الثورة وتناضل من أجل الظفر لرؤيتها الخاصة بوضع البلاد المستقبلي.

ثم تحدثت المجلة عن إبداء البعض اعتراضه على الثورة التي تشهدها البلاد حالياً فقط لتخوفهم من الإسلام. كما أوضحت أيضاً أن الطائفية السورية ليست واقعاً حتمياً. وقالت في ختام حديثها إن السيناريوهين اللذين يثيران مخاوف الأقليات ( وتقريباً جميع الأشخاص الآخرين ) هما بروز الإسلام المتعصب ونشوب حرب أهلية طائفية.