رغم تحقيق الرئيس الأميركي باراك أوباما إنجازات كبيرة في سياق محاربة الإرهاب بعد القضاء على زعيم القاعدة، اسامة بن لادن، ثم على انور العولقي، إلا أن شعبيته تنخفض وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2012.


تشير تقارير أميركية إلى أن مقتل الزعيم في تنظيم القاعدة أنور العولقي قد رسّخ صورة الرئيس الأميركي باراك أوباما مطارداً لا يلين لعناصر تنظيم القاعد وساهم في تلميع صورته في نجاحه في الحرب ضد الإرهاب.

وارتفع رصيد الرئيس أوباما الجماهيري بعد اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في مايو/أيار الماضي، وتكلل هذا الانتصار بنجاح أميركا في استهداف الامام المتطرف الاميركي-اليمني انور العولقي، المرتبط بتنظيم القاعدة والعدو رقم واحد لواشنطن.

لكن على الرغم من ذلك، تشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن نجاح أوباما في محاربة تنظيم القاعدة لم يساهم في دفع شعبيته بسبب عدم قدرته على معالجة الازمة الاقتصادية المتفاقمة التي تمر بها بلاده، في ظل البطالة ومعدلات النمو المنخفضة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته (نيويورك تايمز وقناة سي بي أس التلفزيونية) أن نسبة تأييد الرئيس أوباما ارتفعت بعد اغتيال بن لادن من 46% إلى 57% ولكنها انخفضت مرة أخرى في يونيو/حزيران إلى 48% بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية.

وبعد عشر سنوات من هجمات 11 ايلول/ سبتمبر عام 2001، حل انعدام الأمن الاقتصادي مكان الأمن القومي بالنسبة للأميركيين، الأمر الذي ترك لأوباما رصيداً ضعيفاً بالنسبة لرقمه القياسي في ملاحقة وقتل الإرهابيين، وجعل منه quot;فاشلاًquot; في انقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها.

وقال ديفيد وينستون، خبير استطلاعات الرأي، انه quot;في حين يرى الناس ما حدث بأنه ايجابي، إلا انه ليس كافياً للتعويض عن القلق حول كيفية التعامل مع المشكلة الرئيسية وهي مسألة الوظائف والاقتصادquot;.

وأظهر استطلاع للنيويورك تايمز/ سي بي اس في منتصف سبتمبر ايلول 43 في المئة فقط من الاميركيين يؤيدون اداء اوباما، في حين أعلن 50 في المئة عم عدم تأييدهم لسياسته. لكن بعد وفاة بن لادن، أشارت الاستطلاعات في ذلك الحين إلى أن 57 في المئة ايدوا أوباما مقابل 37 في المئة لم يوافقوا على سلوكه.

ويشكو كثير من الديمقراطيين من أن أوباما يبدو ضعيفاً في معارك ميزانيته مع الجمهوريين في الكونغرس وانه على استعداد لتقديم تنازلات.، في حين اشار استطلاع رأي اجرته قناة (سي ان

وعلى الرغم من اعتبار نسبة التأييد التي فاز بها أوباما مرتفعة في مجال محاربة الإرهاب، إلا أن طريقة تعامله مع الأزمة الاقتصادية لم تنل استحسان الاميركيين، وجعلت هذه الأرقام تصل إلى معدلات منخفضة.

وقال بيتر هارت دال، خبير استطلاعات الرأي للحزب الديمقراطي، إن الرئيس أوباما في مأزق لأن الوضع الاقتصاد سيء بشكل رهيب، لكنع توقع أن جهوده في مكافحة الارهاب ستكون في صالحه في انتخابات العام المقبل. واضاف: quot; الديمقراطيين يكونون عادة في موقف داعم عندما يتعلق الأمر بالدفاع الوطني والإرهاب، ولا أحد سوف يكون قادراً على نكران انجازات أوباما في مجال الدفاع الوطني quot;.

في الوقت الراهن، وعلى الرغم من الفارق بين سجل أوباما للأمن القومي وشعبيته بشكل عام، يعتبر عدم تاييد الاميركيين لجهوده بسبب انشغالهم بالوضع الاقتصادي، عامل احباط مستمر داخل الادارة الاميركية.

وقال دان فايفر، مدير الاتصالات في البيت الابيض، إنه quot;من الصعب أن تسيطر انجازات الرئيس اوباما في مكافحة الاهرهاب على الهموم الاقتصادية التي تشغل الأميركيين في كل وقت. لكن عندما نصل الى العام المقبل، فإن الرئيس سيكون لديه شعبية كبيرة لنجاحاته في السياسة الخارجيةquot;.

واشارت الصحيفة إلى أن تذمر الاميركيين من سياسة أوباما لم تقتصر فقط على فشله في ادارة الأزمة الاقتصادية، فعلى صعيد مكافحة الإرهاب، لا يشعر الاميركيون بالحماس في العمليات ضد الإرهاب، وباستثناء بن لادن، يعارض هؤلاء العمليات العسكرية ضد الشخصيات الارهابية الأخرى الغامضة وغير المعروفة.

ووصف بيتر كينغ، رئيس لجنة مجلس النواب حول الأمن الداخلي، عملية قتل العولقي بالـquot;انجاز الهائل للرئيس أوباما والرجال والنساء في مجتمع الاستخبارات الأميركيquot;، لكن صدرت مذكرة عن قيادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب صباح يوم الجمعة تحت عنوان quot;يوما صعبا بالنسبة للبيت الأبيضquot; تشير إلى أن مقتل العولقي كان قضية داخلية غير متعلقة بالأمن القومي.

وختمت الصحيفة بالقول إن المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لا يهتمون إطلاقاً بالحديث عن الأمن القومي، وتعكس مداخلاتهم وخطاباتهم الهموم الاقتصادية فقط، على الرغم من ايجادهم صعوبة في تشويه سجل أوباما في مجال مكافحة الارهاب.