انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلاً من روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يُدين quot;قمع الاحتجاجاتquot; في سوريا. واعتبرت كلينتون أن المجلس quot;أخلّ بمسؤوليتهquot; عندما فشل في تبني مشروع القرار الأوروبي.


صورة مأخوذة من شريط فيديو تظهر جنودًا يعذبون متظاهرين سوريين

عواصم: انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء كلاً من روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يُدين النظام السوري لقمعها المحتجين، معتبرة أن الشعب السوري quot;لن ينسى ذلكquot;.

واكدت كلينتون خلال زيارة الى جمهورية الدومينيكان أن المجلس quot;أخلّ بمسؤولياتهquot; عندما فشل، بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، في تبني مشروع القرار الأوروبي، الذي كان يتضمن تهديدًا، بعمل محتمل ضد الرئيس السوري بشار الأسد بسبب قمعه الاحتجاجات.

وقالت الوزيرة الاميركية خلال مؤتمر صحافي quot;نحن نعتبر أن مجلس الأمن أخلّ أمس بمسؤولياته. إن الدول التي اختارت استخدام الفيتو ضد مشروع القرار سيتحتم عليها أن تقدم إلى الشعب السوري تبريرها الخاصquot; لخطوتها هذه.

واضافت كلينتون، التي تزور جمهورية الدومينيكان للمشاركة في منتدى وزاري حول اميركا اللاتينية، ان quot;الشعب السوري لن ينسى ذلكquot;.

واستخدمت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، الثلاثاء الفيتو، ما حال دون تبني مشروع القرار، الذي قدمته الدول الغربية، وينصّ على quot;إجراءات محددة الأهدافquot; ضد القمع الدامي للتظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وصوّتت تسع دول لمصلحة القرار، فيما صوّتت ضده روسيا والصين. أما جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان، فقد امتنعوا عن التصويت.

وأسفرت اعمال القمع في سوريا منذ منتصف اذار/مارس عن أكثر من 2700 قتيل، بحسب آخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة قبل اسبوعين.

واشنطن ستواصل العمل

في وقت سابق، أعلنت الخارجية الاميركية أن إدارة باراك أوباما ستبقي الضغط على النظام السوري، وذلك غداة إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار يدين القمع في سوريا.

وقالت المتحدثة فيكتوريا نولاند إن quot;الولايات المتحدة ستواصل العمل مع أكبر عدد من الدول لزيادة الضغط على النظام السوري (...) إن عدد الدول المستعدة لتضييق الخناق على النظام يزداد وسيزداد. سنعمل معهاquot;.

واضافت ردًا على الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع قرار يدين قمع النظام السوري للتظاهرات المناهضة له quot;نعتقد بحزم أن التاريخ سيؤكد من كان على حق، ومن اتخذ الموقف غير الملائم خلال هذا التصويتquot;.

وتوقفت نولاند، على غرار السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، عند quot;خيبة الامل والغضب الكبيرينquot; حيال الموقفين الروسي والصيني، واللذين تجليا على المدونات والمواقع الالكترونية التابعة للمعارضة السورية.

وتابعت quot;بعدما وقفت يومًا تلو آخر ضد الإهانات والرصاص والتعذيب والاعتقالات، تم التخلي في هذا التصويت عن المعارضة السورية الشجاعة والسلمية في شكل واسعquot;.

quot;التزام اخلاقيquot;

من جانبه، أعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الأسف لعدم توصل مجلس الأمن الى قرار حول العنف quot;غير المقبولquot; في سوريا، وقال: quot;علينا التزام أخلاقي لمنع المزيد من إراقة الدماءquot;.

إلا أن دمشق اعتبرت إسقاط القرار quot;يومًا تاريخيًا بوقوف روسيا والصين ضد الظلمquot;، حسب تعبير بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري.

وكان مشروع القرار قد أسقط، على الرغم من تأييد تسع دول من مجموع 15 دولة عضو في المجلس، وامتناع جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت.

ويقول مراقبون إن التصويت على سوريا كرّس الانقسامات العميقة القائمة بين الدول الأعضاء في مجلس الامن، وخصوصًا دائمة العضوية، على خلفية عمليات حلف شمال الأطلسي ضد أهداف ليبية حكومية تحت تبرير قرارات من مجلس الأمن.

quot;تشجيع العنفquot;

أما المعارضة السورية، التي تشكل لها مجلس قيادة في إسطنبول الاحد، فقد قالت إن الروس والصينيين quot;يشجّعون العنفquot; بإفشالهم قرار الإدانة من المجلس.

وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، المظلة السياسية الجديدة للمعارضة السورية، من باريس الأربعاء إن quot;دعم بشار الأسد ومشروعه العسكري الفاشي لن يشجّع الشعب السوري على الالتزام بثورة سلميةquot;.

واضاف انه quot;من أجل تفادي الانزلاق نحو العنف، يحتاج المجتمع الدولي التحرك بشكل مختلف لإدراك المخاطر التي نواجهها في هذه اللحظة التاريخيةquot;.

سوريا تنفي تهديدها بقصف المدن الأردنية

في سياق آخر، نفى السفير السوري لدى الأردن بهجت سليمان تقارير صحافية تحدثت عن تهديدات أطلقها مسؤولون سوريون تتحدث عن قصف مدن أردنية في حال قدمت عمّان تسهيلات عسكرية لضربة محتملة ضد سوريا.

وأصدرت السفارة السورية في عمّان بيانًا تناقلته وسائل إعلام أردنية وسورية، قالت فيه إن quot;بعض المواقع الإلكترونية العربية.. نقلت عن زيارة لمسؤول عسكري سوري إلى العاصمة الأردنية عمّان، يوم الجمعة الماضية.. والحديث عمّا قيل إنه جرى أثناء اللقاءين المذكورينquot;.

وأضاف البيان quot;إنّ ما ورد في المواقع المذكورة، لا أساس له من الصّحة، جملةً وتفصيلاً، وإنّ سوريا أوضحت، أكثر من مرّة، أنّ عدوّها الوحيد هو (إسرائيل) ومَنْ يدعمهاquot;.

وكان موقع الكتروني كويتي، ومواقع أخرى عدة،قالت إن quot;لقاءً سريًا ومغلقًا جمع الملك عبد الله الثاني بمدير المخابرات السوري آصف شوكت في وقت مبكر من فجر الجمعة الماضي، تم عقده في القصر الملكي في العاصمة عمّان، وحضره مدير المخابرات العامة محمد الرقادquot;.

ونسبت تلك المواقع إلى quot;مصادر أردنية شديدة الخصوصيةquot; قولها إن quot;شوكت أكد للملك عبد الله خلال اللقاء السريع والعاصف أن دمشق لا تخطط لأي شرّ تجاه عمّان، لكنها مضطرة لاعتبار الأردن دولة معادية، إذا ما استجاب الأردن لضغوط قطرية يقدم بموجبها تسهيلات عسكرية واسعة النطاق، إذا ما تقرر توجيه ضربات عسكرية أميركية بقيادة حلف شمال الأطلسيquot;.

وأضاف شوكت، وفقًا للموقع الكويتي أن quot;القيادة العسكرية السورية ستتعامل مع أي تآمر من هذا القبيل بقصف مدن أردنية بصواريخ (سكود) التي تملك دمشق منها الكثيرquot;.

وبحسب التقارير، التي تناقلتها مواقع إخبارية، فإن العاهل الأردني أبلغ شوكت أن quot;عمّان لا تخاف تهديدات عسكرية من أي نوع، وأنها ستنصاع لأي قرار دولي بشأن سوريا، وستشارك في أي عمليات عسكرية دولية، نصرة للشعب السوريquot;.

غير أن بيان السفارة السورية في عمّانأكد أن لا صحة لتلك التقارير، وأن quot;كل ما واجهته سوريا وتواجهه من ضغوطات وتهديدات ومخططات دولية وإقليمية، يعود إلى إصرار القيادة السورية ورفضها المتواصل، تزوير وُجْهَة الصراع المصيري بين العرب والصهاينة، ورفضها الشديد تحويل العدوّ إلى صديق، والصديق إلى عدوّ.. فكيف بالشقيق، الذي يبقى شقيقاً، مهما كانت الظروف والملابسات؟quot;.

ولم يصدر أيتعليق رسمي من الحكومة الأردنية على بيان السفارة السورية، كما لم تصدر الحكومة بيانًا حول زيارة مدير المخابرات السوري آصف شوكت، أو تفاصيل أي رسائل حملها مسؤولون سوريون إلى العاهل الأردني في ذلك الشأن.