دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد أن الخطوات التي تتخذها بلاده ترتكز على quot;الإصلاح السياسيquot; وquot;إنهاء المظاهر المسلحةquot;، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان الاسد اكد خلال استقباله وفدا من دول تجمع الالبا quot;ان الخطوات التي تقوم بها سوريا ترتكز على محورين اولهما الاصلاح السياسي وثانيهما انهاء المظاهر المسلحةquot; في البلاد. ونقلت الوكالة عن الاسد قوله ان quot;الاصلاحات لاقت تجاوبا كبيرا من الشعب السوريquot;.

واكد ان quot;الهجمة الخارجية على سوريا اشتدت عندما بدأت الاحوال في الداخل بالتحسن لان المطلوب من قبلهم ليس تنفيذ اصلاحات بل ان تدفع سوريا ثمن مواقفها وتصديها للمخططات الخارجية للمنطقةquot;، بحسب الوكالة. ولفتت الوكالة الى ان الاسد قال للوفد quot;بالرغم من ذلك فان عملية الاصلاح مستمرة وهي تتم بناء على قرار سيادي غير مرتبط باي املاءات خارجية ومن اي جهة كانتquot;.

وحذرت سوريا الاحد من انها ستتتخذ quot;اجراءات مشددةquot; ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري الذي يضم عدة تيارات معارضة واعلن عن تشكيله مؤخرا من اسطنبول معتبرة انه quot;غير شرعيquot;.

وقال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزراء خارجية دول منظمة الالبا ان quot;اي دولة ستعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها اجراءات مشددةquot;. وانشئ quot;المجلس الوطني السوريquot; في اواخر اب/اغسطس في اسطنبول ويتألف من 140 شخصية يعيش نصفهم في سوريا. ولم يكشف عن اسماء المعارضين في الداخل لدواع امنية.

واعلن عن تاسيس المجلس باعتباره quot;اطارا لوحدة المعارضة السوريةquot; يضم اطرافا متنوعة من المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الاسد. ويضم المجلس خصوصا معارضين مستقلين، والاخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية، والمجلس الاعلى لقيادة الثورة السورية ويحظى بدعم من الهيئة العامة للثورة السورية، وممثلين للاحزاب الكردية والاشورية.

وهدد المعلم الدول التي لا تحمي البعثات السورية بأنها ستعامل بالمثل في دمشق، في إشارة إلى حوادث الاقتحام التي شهدتها 5 سفارات سورية في دول أوروبية. وأشاد الوزير السوري في المقابل بكل من الموقف الروسي والصيني الذي ورد في مجلس الأمن، مؤكدا تواصل الاتصالات مع القيادة الروسية التي ترفض أي تدخل اجنبي في الشأن السوري، على حد قوله.

ونفى علم بلاده بوجود وساطة روسية مرتقبة مع المعارضة السورية، داعيا إياها إلى الجلوس إلى طاولة الحوار. وأضاف قائلا: quot;نحن مع الحوار مع المعارضة، ومع السير في برنامج الإصلاح الشاملquot;.

واقتحم سوريون أمس السبت وفجر اليوم الأحد مباني السفارات السورية في كل من ألمانيا وبريطانيا وسويسرا وبلجيكا احتجاجاً على مقتل المعارض السوري مشعل تمو، فيما عبًّرت الحكومة السورية عن احتجاجها على اقتحام مبنى سفارتها في العاصمة النمساوية.

وأعلنت الشرطة الألمانية أن نحو ثلاثين متظاهراً اقتحموا السفارة السورية في برلين فجر الأحد حيث التقوا السفير السوري. وأوضح متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية أن أعضاء المجموعة اجتازوا السياج الفاصل حرم السفارة ووجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع السفير quot;الذي يعيش في هذا المكانquot;.

وأضاف أن السفير سارع إلى الاتصال بالشرطة الألمانية وطلب منها quot;اتخاذ تدابير على الأراضي السوريةquot; في إشارة الى الوضع القانوني للسفارة.

واقتحم خمسة سوريين مبنى سفارتهم في لندن بعد ظهر السبت، ورفعوا علم الاستقلال وعلم سوريا الحالي والعلم الكردي لمدة أربعين دقيقة، فيما قام أحدهم بتكسير إحدى النوافذ، قبل أن تتمكن الشرطة البريطانية من إلقاء القبض عليهم، حسب الناشط ثائر الحاجي، وهو أحد الذين اقتحموا السفارة.

ونوه حاجي في اتصال مع quot;العربية.نتquot; بعد دقائق من الإفراج عنه، أن أربعة آخرين مازالوا قيد التحقيق لدى الشرطة البريطانية، مُرجحاً انتهاء التحقيق معهم مساء الغد على أبعد تقدير.

وأضاف حاجي أن ما يقارب مئة متظاهر قاموا بإغلاق الطريق أمام السفارة أثناء عملية اقتحامها تعبيراً عن غضبهم على مقتل تمو. واعتبر حاجي أن اقتحام السفارة كان سببه الاحتجاج على مقتل المعارض مشعل تمو والمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، حسب تعبيره.

في الأثناء ذكر ناشطون أن اقتحاماً للسفارة السورية جرى أمس في سويسرا، في وقت ذكر آخرون أن السلطات البلجيكية ألقت القبض على أحد المتظاهرين الذين هاجموا السفارة السورية في بروكسل وحاولوا اقتحامها مرات عدة، احتجاجاً على مقتل مشعل تمو، والذي اتهمت المعارضة السلطات السورية باغتياله.