بدأت الاحتجاجات التي يشهدها شارع وول ستريت المالي في نيويورك في ما يعرف بحركة quot;احتلوا وول ستريتquot; بدأت تلقي بتداعياتها على المحال التجارية والمطاعم في الشارع. وفي ظل استمرار التحركات، تتصاعد الصرخات من أصحاب المتاجر مؤكدين أن الاحتجاجات تضرّ بهم وبأموالهم، ولا تؤثرفي البنوك والمصارف، فيما يكتظ السيّاح لمتابعة الأحداث المشوقة التي تشهدها المنطقة.



سيّاح يزورون شارع وول ستريت لمواكبة التظاهرات الاحتجاجية

لميس فرحات: يقول أحد العاملين في وول ستريت إن الشارع محتل من قبل الزوار لا المحتجين. ويشير إلى أن الشارع يشهد اكتظاظاً من التجار إلى رجال الصيانة وهم في طريقهم الى العمل، إضافة إلى العديد من السيّاح الذين يسألون عن مراكز الاحتجاجات لرؤيتها أو المشاركة فيها.

وعلى الرغم من أنّ الاحتجاجات تتمركز في وول ستريت، إلا أن الشرطة عمدت إلى وضع الحواجز الموقتة في كثير من المناطق المحيطة والشوارع العريضة المجاورة، الأمر الذي أدّى إلى تحويل أقصر رحلة إلى مغامرة استكشاف طويلة. قيادة السيارات ممنوعة في وول ستريت، لكن أخيراً تم إغلاق الرصيف، ما أدى إلى عرقلة العاملين وتنقلاتهم ووظائفهم.

يقول ديفون جونسون (33 عاماً) وهو عامل صيانة مصاعد في المنطقة إن التدابير الأمنية جعلت من التنقل بين مقر عمل وآخر تحدياً جسدياً هائلاً. ويضيف: quot;انه إزعاج كبير، لقد اعتدنا على الانتقال مباشرة من مكان إلى آخر، ونضطر في كثير من الأحيان إلى حمل قطع غيار تزن نحو 100 باوند من الشدات والفرامل المستخدمة في المصاعدquot;.

أما فنسنت اليسي، شريك إداري في مطعم quot;ستيك هاوس بوبي فانquot;، فيقول إن تجارته انخفضت بنسبة 50 % منذ بدء الاحتجاجات. وقال: quot;انهم لا يضرّون البنوك الكبرى، بل يضرّونني والعاملين مثليquot;.

وفقًا للسكان، أجبر أيضاً العديد من الباعة المتجولين على الانتقال، لأن الأرصفة التي كانوا يعتاشون منها تحتلها الآن المتاريس. وقال مايكل كابلان، (24 عامًا)، نائب الرئيس الأول في شركة استثمار بالقرب من مركز البورصة، والذي يسكن في المنطقة، إن الاحتجاجات لم تؤثرفي عمله، ولا حتى بشيء يذكر. لكنه اشار إلى أن المسيرات الليلية التي ينظمها هؤلاء مزعجة للغاية، لا سيما عندما يعمدون إلى استخدام الصفارات والآلات الموسيقية. وأضاف كابلان أنه لا يستطيع النوم وكأنه quot;يتمدد وسط ملعب كرة القدمquot;.

على الرغم من أن كابلان يعترف بحق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم، إلا أنه يعتقد أنهم لم يقدموا رسالة واضحة، ولا حتى محاولة من أجل الإمساك بزمام المسؤولية الشخصية. quot;كنت في مثل عمر هؤلاء الشبان، وكنت بحاجة إلى تسديد قسط كليتي، لكنني طرقت الابواب، وبحثت عن عملquot;.

وقال فرانك (72 عامًا) رئيس مجلس ادارة شركة وليام سادليار، وهي شركة للنشر في وول ستريت، إن quot;الناس الذين يشعرون بالإحباط أتوا إلى المكان الخطأ. فلا دخل لشارع وول ستريت المالي بمسألة خلق فرص العملquot;.

وعلى الرغم من الأزمة التي يشهدها شارع وول ستريت، يبدو أن العديد من السيّاح يشعرون بالحماس والرغبة في متابعة تطور الدراما الاميركية. فيوم الثلاثاء الماضي، توجهت ثلاث مسيرات بصمت على طول شارع وول ستريت، وحمل أفرادها لافتات ضد المصارف، في حين واكب ضباط من الشرطة التظاهرات ببطء عن ظهر أحصنتهم.

ويبدو أن المشهد هذا أثار إعجاب السياح الذين يتابعون بعدسات كاميرات حركة المسيرات في كل خطوة. وفي وقت مبكر من بعد ظهر أمس، سئم انريكي فيلالباندو (36 عاماً) سائح من المكسيك مع زوجته، من التحديق بالمباني الخالية، وقال: quot;أتينا لمشاهدة الاحتجاجات، لكننا لا نرى شيئاً. اين يمكننا التوجه لمشاهدة المسيرات؟quot;.