الأمل بالتغيير جمع متظاهري وول ستريت الذين يخيمون منذ ثلاثة أسابيع ضمن حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; الاحتجاجية التي لا قائد فيها. وافتخر بعضهم بالانضمام الى حركة مستلهمة من quot;الربيع العربيquot; وشكّلوا عالمًا مصغرًا بأناس مختلفين جاؤوا من كل ميل وصوب.

جمعهم الأمل بتغيير النظام... النظام الذي يمنحالأغنياء الحقوق وتزداد فيه أعداد الفقراء

نيويورك: بلهجة ملؤها التفاؤل يقول سوم اسكانداني (27 عامًا) في ساحة زوكوتي في وول ستريت، حيث يخيم منذ ثلاثة أسابيع متواصلة متظاهرون من حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; الاحتجاجية، quot;هنا تجدون عالمًا مصغرًا، لديكم أناس مختلفون تمام الاختلافquot;.

ويقيم هذا الناشط بالقرب من مكان الاعتصام، وهو يقرّ بأنه يعود في كل ليلة الى منزله للمبيت لبضع ساعات، ولكن وعلى بعد بضعة أمتار منه تقف لين ويفيل، العجوز المتقاعدة من بنسلفانيا (شرق)، وهي بعكس جارها الشاب، تقول إنها لم تعد إلى منزلها منذ 17 ايلول/سبتمبر، اليوم الذي تعرفت فيه الى هذا الحشد الفرح المخيم في الساحة في قلب الحي المالي في مانهاتن.

وتقول هذه الناشطة السابقة ضد حرب فييتنام quot;لقد جذبت الى هنا، كما لو أن مغناطيسًا جذبنيquot;.

وبعض المتظاهرين عاطلون عن العمل، في حين أن البعض الآخر ترك عمله للاعتصام، وبعضهم يعلن عن عمره من دون أي تردد، في حين ان البعض الآخر يقرّ بصوت خافت أن سنه لا يتعدى السابعة عشرة، ولكن هؤلاء جميعًا يجمعهم أمر واحد: انه الامل بالتغيير.

وفي ما يلي نماذج من بعض هؤلاء الذي quot;يحتلون وول ستريتquot; تيمنًا باسم حركتهم quot;احتلوا وول ستريتquot; التي لا قائد لها.

- كايسي اونيل (34 عامًا): استقال من وظيفته الادارية في اوكلاند في ولاية كاليفورنيا (غرب) للمجيء والاعتصام في وول ستريت. وصديقته فعلت الامر نفسه. يقول quot;عندما ذهبت لم أكن أعلم كم سيصبح عليه عددناquot;.

بالنسبة اليه، المطلوب هو تغيير النظام، النظام الذي يمنح الأغنياء، كما يقول، كل الحقوق، ولا تنفك فيه أعداد الفقراء تتزايد. هو فخور بالانضمام الى حركة مستلهمة من quot;الربيع العربيquot; ومستمرة quot;من دون اي ترخيصquot; وتثير، كما يضيف، مشاعر التضامن. ويقول quot;إنه أمر لا يصدق أن ترى الناس يأتون الينا من كل انحاء البلادquot;.

واونيل مجاز بالفلسفة والعلوم السياسية، ولا يساوره اي قلق من احتمال أن تفشل الحركة او ان يستولي عليها رجال السياسة.

- لين ويفيل، مسنّة تعمل حاليًا في الاهتمام بالحدائق، وهي متقاعدة في هوليدايسبورغ في بنسلفانيا. جاءت الى نيويورك لرؤية ابنتها، ومذاك لم تغادر. تقول quot;لم افوّت الا بضعة ايامquot;، وهي تمضي نهارها في كتابة اللافتات او في توزيع نشرة quot;صحيفة وول ستريت المحتلةquot;.

وبشديد الفخر تخرج لافتة صغيرة كتبت عليها quot;الربيع العربي، الصيف الاوروبي، الخريف الاميركيquot;. وتقول انها ناضلت طوال حياتها، مشيرة الى انها طردت من الجامعة، لأنها كانت تحتجّ على الحرب في فييتنام.

وتضيف بصوت ملؤه الفرح quot;ارى جيلي يبني علاقة مع هذا الجيل الجديد، هم ليسوا بحاجة الى من يملي عليهم اهدافهمquot;، مشيرة الى انها ديموقراطية خاب املها من الرئيس باراك اوباما، ولكن ستصوّت له مجددا quot;بالنظر الى ما لدينا في الجهة المقابلةquot;.

- بيرل مور (17 عامًا) تقيم في حي كوينز في نيويورك، وتبيت منذ عشرة ايام في المخيم. على فراشها المنفوخ بالهواء تشرح هذه الشابة الافرو-اميركية التي صبغت شعرها باللونين الفضي والزهري، وتوقفت عن الدراسة، وتحلم بالالتحاق بمعهد لتعلم تصميم الازياء، كيف انها quot;تشارك في الثورةquot; لانها تريد quot;مستقبلاquot;.

وتقول quot;الاقتصاد غيّر حياتي برمتهاquot;، مشيرة الى quot;الوظيفة المكتبية الصغيرةquot; التي يقوم بها والدها، وهو رب لأسرة من خمسة اطفال، تواجه صعوبة متزايدة في الموافقة بين الراتب الشهري والاعباء المنزلية.

واطلقت مور على خيمتها اسم quot;فرنسا الغربيةquot; لانها تحب quot;الطعام الفرنسي والشبان الفرنسيينquot;.

- سوم اسكانداني (27 عاما): ايراني نشأ في لاس فيغاس، وهو مؤلف ومصور يعمل بالاستكتاب. كان في البدء يأتي الى المخيم خلال ايام العطلة، ولكنه قرر في النهاية البقاء، وهو يشارك بحماسة وفعالية في المخيم، حيث تشكلت مجموعات لتلبية الاحتياجات اليومية للمشاركين فيه والزوار. ويقول quot;الناس يريدون ردًا سريعًا، نحن نعمل في سبيله، وسيكون لنا رد خارقquot;.

يقر اسكانداني بانه لا يواجه ضائقة مالية، وبأن لديه الوقت الكافي لمنحه الى هذا المخيم. ومن المقرر ان يغادر قريبًا في رحلة عمل الى فرنسا، الى مدينة كان على البحر المتوسط، وهو التزام يتردد اليوم في الغائه، ولكنه يقول quot;حالما أرجع سأعود فورا الى هناquot;.