صنعاء: طالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاربعاء بضمانات خليجية واوروبية واميركية لتوقيع المبادرة الخليجية مع الاتفاق على جدول زمني لتنفيذ هذه المبادرة التي تنص خصوصًا على تسليم صالح السلطة لنائبه وانتقال السلطة بشكل سلمي.

وقال صالح في لقاء مع قيادات الحزب الحاكم الذي يتزعمه quot;حاضر انا لأوقعquot; المبادرة الخليجية، مضيفًا quot;تعال قدم ضمانات لتنفيذ المبادرة الخليجية، قدم الضمانات، نريد ضمانات خليجية واحد، اثنين أوروبية، ثلاثة أميركيةquot;. واضاف في تصريحاته بالعامية التي نقلتها وكالة الانباء اليمنية quot;هذه ثلاث ضمانات لا بد ان ترافق المبادرة الخليجيةquot;.

واشار الرئيس الى انه من ضمن الضغوط التي تمارس عليه القول quot;وقعوا بدون قيد او شرط، وقعوا وبعد ذلك نبحث تزمين الآلية المزمنة. اولا اثبتوا حسن نواياكمquot;. وخلص الى القول quot;لا بأس، قلنا حاضرين ان نوقع على المبادرة، لكن لا تريدوننا ان نبحث الآلية المزمنةquot;.

ويصرّ صالح، الذي رفض مرارا توقيع المبادرة الخليجية، رغم تاكيده دومًا موافقته عليها، على الاتفاق مع خصومه على جدول زمني لتنفيذ الخطة التي تنص ايضًا على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات رئاسية، ومن ثم نيابية.

الا ان المعارضة تؤكد انه تم الاتفاق خلال حوارات مباشرة وغير مباشرة مع الحزب الحاكم ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي على الية زمنية مشرفة لتنحّي صالح، لكن الاخير عاد ورفضها. وحصلت هذه المحادثات برعاية مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر.

في هذه الاثناء، وصل وفد من المعارضة البرلمانية اليمنية الى العاصمة الروسية لاجراء مباحثات مع المسؤولين الروس، لاسيما وزير الخارجية سيرغي لافروف، بحسب ما افادت مصادر من المعارضة. وقال القيادي في المعارضة محمد باسندوة لقناة العربية ان الموقف الروسي من الملف اليمني quot;مختلف عنه من الملف السوريquot;، ملمحا الى ان روسيا لن تعرقل اي قرار يصدره مجلس الامن حول اليمن.

وحول مطالبة صالح بضمانات خارجية، قال باسندوة quot;هذا امر لا يعنيناquot;، مشيرًا الى ان دول الخليج، وخصوصًا السعودية، متمسكة اولا بتوقيع المبادرة الخليجية قبل البحث في مسألة الجدول الزمني. وذكر باسندوة ان الوفد سيلتقي لافروف الخميس في موسكو.

ياتي ذلك فيما اعلن دبلوماسي غربي الاربعاء ان مجلس الامن الدولي سيتبنى في نهاية هذا الاسبوع او في بداية الاسبوع المقبل قرارًا يدين اعمال العنف في اليمن، الذي بات الوضع quot;سيئاquot; فيه على قوله.

واضاف هذا الدبلوماسي الذي طلب التكتم على هويته ان مشروع قرار قد وزع على البلدان الخمسة عشر الاعضاء في المجلس مساء الثلاثاء. وسيناقش مشروع القرار الاربعاء على مستوى الخبراء، ثم يطرح للتصويت في نهاية الاسبوع او بداية الاسبوع المقبل. واوضح هذا الدبلوماسي quot;لا اتوقع اي مشكلة كبيرةquot; حيال اقرار النص، مضيفا quot;نحتاج خمسة عشر صوتًا للبلدان الاعضاء (في مجلس الامن) لتمرير رسالة تدين اعمال العنف في هذا البلدquot;.

والاعضاء الخمسة الدائمون في المجلس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) موافقون جميعًا على تبني النص، كما قال الدبلوماسي. ورغم الاحتجاجات المستمرة منذ مطلع العام والضغوط الدولية والاقليمية، يرفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يتولى الحكم منذ 33 عامًا والمتهم من قبل خصومه بالفساد وبقتل المتظاهرين، التنحي.

وقد قتل 861 شخصًا على الاقل واصيب 25 الفا منذ بدء التظاهرات، كما تفيد رسالة لحركة الشبيبة اليمنية ارسلت في بداية تشرين الاول/اكتوبر الى الامم المتحدة.

صالح يتهم المعارضة بعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية

وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أبدىاليوم استعداده الشخصي أو نائبه للتوقيع على المبادرة الخليجية متهما في الوقت نفسه المعارضة بعرقلة تنفيذها.

واتهم صالح في كلمة امام اجتماع اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم المعارضة اليمنية بعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية، مشيرا الى أن المعارضة quot;اشترطت تقديم ضمانات خليجية وأوروبية وأميركية لتنفيذ المبادرةquot;، ومعتبرا ان تلك الطلبات quot;جاءت من باب المماطلة لعدم الوصول الى حل بهدف الدفع نحو تدويل الأزمة اليمنيةquot;.

وقال صالح الذي رفض التوقيع على المبادرة الخليجية ثلاث مرات في الكلمة التي بثها التلفزيون اليمني ان quot;المعارضة اليمنية رفضت الحوار حول تزمين الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية على الرغم من انها كانت قد توصلت مع نائب الرئيس ونائب رئيس حزب المؤتمر الى اتفاق حول اكثر من 80 في المئة من القضايا المتعلقة بالأزمة اليمنيةquot; قبل عودته من الرياض في منتصف الشهر الماضي.

وأضاف أن حل الأزمة اليمنية لن يأتي من الخارج، وان الحل لابد ان يكون من الداخل، مشيرا الى انه quot;من الصعب على المجتمع الدولي معرفة حقائق وخصوصيات الشعب اليمنيquot; وان القرارات الدولية quot;قد لا تخدم مصلحة اليمن، وقد تؤدي الى مزيد من الأزمة والتفرقة والخصومة السياسيةquot;.

وقال صالح انه يؤيد حق الشباب في الاعتصامات ويتفهم مطالبهم، ويقف الى جانبهم، غير أنه قال ان قوى المعارضة اليمنية والشخصيات العسكرية والقبلية التي اعلنت مساندتها للثورة الشبابية السلمية quot;قامت بسرقة ثورة الشباب وطموحاتهمquot;، وأنها quot;تستخدم الشباب كدروع بشرية لتحقيق أهدافها الخاصةquot;.

واشار الى أنه quot;غير مستعد لاستخدام القوة لحسم الامورquot; وأنه مستعد للحوار والتفاهم مع المعارضة اليمنية والقوى العسكرية والقبلية للخروج مما تمر به البلاد.

وأكد صالح أنه لن يرحل عن السلطة الا اذا طلب منه من رشحوه في انتخابات 2006 ذلك مضيفا quot;هذا وطني .. انا تربيت وترعرعت وتعسكرت .. وترأست في هذا الوطن .. واكلت من خيرات هذا الوطن وتثقفت ثقافة هذا الوطن وفهمت ماذا يريد الوطنquot;.