فيما يتابع المواطنون العراقيون نهاية عقيد ليبيا معمر القذافي ومقتل ولديه وتشرّد افراد عائلته الآخرين فإنهم يستذكرون في أحاديث مع quot;إيلافquot; النهاية نفسها التي انتهى إليها رئيسهم السابق صدام حسين، فيما اعتبر قادة عراقيون مقتل quot;الطاغيةquot; بأنه عبرة للمستبدين من أمثاله داعين الشعب الليبي إلى الحفاظ على مكاسبه والدفاع عن ثمرة ثورته من خلال توحيد صفوفه والسعي إلى تحقيق وبناء دولة ديمقراطية ينعم فيها بالرفاه والأمان والسلام.


القذافي حين اعتقاله جريحا

اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نهاية العقيد القذافي عبرة لكل الطغاة المفسدين الذين يستحيون النساء ويسرقون الأموال. وعبر عن الامل في ابتعاد quot;شبح الحربquot; عن الشعب الليبي ويبعد عنه شبح التشتت الداخلي ليحافظوا على بلدهم واحدا موحدا تحت خيمة الإسلام الحقيقي .. وقال الصدر في بيان:

باسمه تعالى

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (أفأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لايشعرون ...). فانظروا كيف هي عاقبة هذا الطاغية الملعون الذي عاث في الارض فسادا يقتل الشعب ويستحيي النساء ويسرق الاموال .. فهذا وعد الله للمؤمنين ان عاقبة المفسدين سوء الدار بعد ان وعد المؤمنين بالنصر ..

فأسأل الله ان يكونوا على قدر المسؤولية ليبعدوا شبح الغرب ونفوذه عنهم وشبح التشتت الداخلي في ما بينهم ليحافظوا على بلدهم واحدا موحدا تحت خيمة الاسلام الحقيقي المحمدي . فشكرا لله أن جعل هذا الطاغية عبرة لباقي الطغاة أمثاله ليتعظ من يتعظ وكما نصر الله الشعب الليبي فهو قادر جل جلاله على نصرة كل مظلوم في مشارق الارض ومغاربها.

ومن جهته، هنّأ رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الشعب الليبي quot;بمناسبة الانتهاء من نظام معمر القذافي مبتهلا الى العلي القدير ان يأخذ بأيدي الشعب الليبي جميعا صفا واحدا الى ناصيات التوفيق والسداد والاستقرار لما فيه مصلحة الشعبquot;. واستذكر quot;أهم المبادئ التي نهضت عليها الثورة الشعبية الليبية من احترام لحقوق الانسان وإرساء الحريات وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وادخال الاصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية ومغادرة زمن الدكتاتوريات وتأسيس تجربة البناء الديمقراطي وتحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الشعب الواحدquot;.

وخاطب المسؤول العراقي الشعب الليبي quot;في مناسبة كريمة مثل هذه لا يسعني الا ان احييكم اصالة عن نفسي ونيابة عن نواب الشعب ومبجلا تضحيات شهداء ليبيا الذين سقطوا دفاعا عن المبادئ السامية ضد دكتاتورية القذافي التي حاولت ترويض الشعب وفقا لقياساتها الفئوية الضيقةquot; .

أما حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي فقد بارك للشعب الليبي quot;انتصار ثورته التي تكللت بقتل الطاغية معمر القذافي الذي حاول على مدى اكثر من اربعين عاما كسر ارادة الشعب الليبي وتغييبها ولكن إرادة الجماهير التي ثارت بوجهه كانت اقوى من طغيانهquot; كما قال واضاف ان هذا اليوم التاريخي في حياة الشعب الليبي سيكون مفصلا للانتقال الى الحياة الحرة الكريمة وإسدال الستار على حقبة قاسية من الانتهاكات والقمع وبناء ليبيا جديدة تحكمها قيم الحرية والعدل.

وقال انه quot;بهذه المناسبة التي طويت فيها صفحة اخرى من صفحات طواغيت العصر ندعو الشعب الليبي الى الحفاظ على مكاسبه والدفاع عن ثمرة ثورته من خلال توحيد صفوفه والسعي الحثيث لتحقيق وبناء دولة ديمقراطية ينعم فيها الشعب الليبي بالرفاه والامان والسلامquot; .
ومن جانبه قال المالكي ان نهاية quot;الطاغيةquot; القذافي ستكون بداية مرحلة جديدة من الامن والاستقرار في ليبيا.

وتقدم المالكي quot;بالتهاني الى الشعب الليبي الشقيق والمجلس الانتقالي بمناسبة التخلص من الطاغية القذافي الذي حكم ليبيا اكثر من اربعة عقود كانت مليئة بالظلم والطغيانquot; كما نقل عنه بيان رسمي تلقته quot;ايلافquot;. واضاف ان تشابه مصائر الطغاة في العراق وليبيا وغيرهما دليل على قدرة الشعوب على إلحاق الهزيمة بالحكام المستبدين مهما تفرعنوا والإمساك بزمام أمرها وصناعة حاضرها ومستقبلها.

وعبر عن الامل في ان quot;تشكل نهاية القذافي بداية مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والديمقراطية في ليبيا الشقيقةquot; .. داعيا quot;الشعب الليبي الشقيق بهذه المناسبة الى الحفاظ على الوحدة والتلاحم لبناء ليبيا جديدة يسودها العدل والحريةquot;.

وكان المالكي أكد خلال استقباله في بغداد في السادس من الشهر الحالي رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود أحمد جبريل استعداد بلاده لدعم ليبيا ومساعدتها في اعادة الاعمار والبناء ووقوفها مع الشعب الليبي في مواجهة التحديات التي تواجهه على المستويين الداخلي والخارجي . واشار الى وجود اوجه للتشابه بين النظامين السابقين في العراق وليبيا وخصوصا في مجال هدر ثروات وحرمان الشعبين وانتشار مظاهر الفقر والعوز في البلدين.

وأشار المالكي إلى ضرورة العمل لبناء دولة المواطنة التي تركز على الاهتمام بالمواطن وتنمية البلاد في شتى المجالات وتجاوز تركة الأنظمة الاستبدادية التي سعت الى تفتيت المجتمع وتفكيك مؤسسات الدولة .

ومن جهتها اعتبرت القائمة العراقية ان نهاية القذافي تشكل مثلا لما يمكن ان ينتهي اليه الطغاة الذين تحكموا برقاب شعوبهم . واعتبر الناطق الرسمي باسم القائمة حيدر الملا نهاية القذافي بأنها خاتمة عهد لكل طاغية مستبد .

وفي اتصالات هاتفية أجرتها quot;إيلافquot; مع عدد من المواطنين العراقيين داخل بلدهم فقد اشاروا الى انهم يتسمرون امام شاشات التلفزيون منذ امس وهم يتابعون نهاية حاكم ليبيا السابق ومقتله وأولاده وتشتت أفراد عائلته.

وأكدت الطالبة الجامعية عتاب عبد اللطيف أن نهاية القذافي ومقتل ولديه وهروب زوجته وابنته الى الجزائر تذكرهم بنهاية الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي انتهى بالإعدام وقتل ولديه عدي وقصي فيما تشتت افراد عائلته الآخرين وخاصة زوجته وبناته الثلاث بين الأردن واليمن.

واعتبر المدرس جاسم العبيدي أن نهاية صدام والقذافي جاءت نتيجة ممارستهما للظلم والطغيان طيلة عقود تراوحت بين الثلاثة والاربعة عانى فيها شعباهما الويلات والكوارث والحصار الاقتصادي الدولي الذي افقر البلدين وارجع امكاناتهما عقودا اخرى في مختلف المجالات. ولاحظ ان تشبث صدام والقذافي بالسلطة رغم جميع المؤشرات المحلية والخارجية التي كانت تؤشر إلى نهاية محتمة هو الذي أدى إلى نهايتهما quot;المأسويةquot;.

أما الموظف قيس محمد الرفاعي، فقد عبّر عن أمله في ان يتمكن الليبيون من توحيد كلمتهم وتوحيد صفوفهم وتوحيد قواهم وحصر السلاح بيد الدولة والإسراع بالإجراءات الديمقراطية الهادفة الى بناء دولة مدنية متمنين ان لا تشهد ليبيا الظروف الصعبة التي يعيشها العراقيون منذ سقوط نظامهم السابق والحرب الطائفية التي ضربت وحدتهم وأمنهم واستقرارهم وحصدت الآلاف من أرواح أبنائهم.

لكن العسكري مهدي عبد الله استذكر الكيفية التي عثر فيها على صدام في حفرة في احدى مناطق الغرب العراقي وخروج القذافي من حفرة مماثلة ليقبض عليه قبل مقتله . وقال إن حكم الله العادل أنهى القذافي وهو مختبئ كالجرذ بعد أن ظل يصف ثوار شعبه طوال الأشهر الماضية بالجرذان.

وكانت القوى السياسية العراقية قد أيّدت الثورة الليبية ضد نظام القذافي لدى اندلاعها كما أكد مجلس النواب العراقي تأييده لتطلعات الشعب الليبي في الحرية والتطور واقامة افضل العلاقات مع شقيقاته الدول العربية. ولا ينظر العراقيون بارتياح إلى النظام الليبي السابق وزعيمه القذافي لمواقفه المؤيدة للنظام العراقي السابق ومشاركة ابنته عائشة في لجنة الدفاع عن صدام حسين خلال محاكمته امام المحكمة الجنائية العراقية العليا والتي حكمت عليه بالاعدام الذي نفذ فيه نهاية عام 2006. وكانت الحكومة العراقية قد اعترفت في حزيران (يونيو) الماضي بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا.