سوريون ولبنانيون يحرقون صور الأسد خلال تظاهرة منددة بنظامهفي طرابس شمال لبنان

استمر النظام السوري في حملات الدهم والإعتقال في مختلف المدن السورية، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين يوم أمس السبت، خمسة منهم في مدينة حمص. كما أسفرت عمليات المداهمة في حي القصور عن مقتل الناشط الحقوقي عبد الرحيم إبراهيم النجيب.


نيقوسيا: أفاد مصدر حقوقي أن مدنيين قتلا فجر الأحد في ريف حماه (وسط سوريا) فيما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية بلدتين في ريف درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيين قتلا فجر الأحد في بلدة قلعة المضيق الواقعة في ريف حماه، مشيرًا إلى أن جنازتهما تحولت إلى quot;مظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظامquot;.

جنوبًا، اقتحمت قوات أمنية بلدتي داعل وأبطع، التي سقط فيها قتيل برصاص الأمن أمس خلال تفريق مظاهرة. وقد أزالت الحواجز التي نصبها الأهالي في الشوارع والطرقات، بحسب المصدر. واكد المرصد ان إطلاق رصاص كثيف يسمع في بلدة بصرى الشام (ريف درعا).

واشار الى اضراب عام تشهده بلدات وقرى محافظة درعا منذ اربعة ايام، كان من المقرر ان يدخل في حالة عصيان مدني في يومه الخامس. يأتي ذلك غداة مقتل ثمانية مدنيين في عمليات دهم واطلاق رصاص في سوريا، خمسة منهم في مدينة حمص، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأعلن مصدر رسمي أن الرئيس السوري عيّن محافطين جديدين لمحافظتي ادلب وريف دمشق، اللتين تشهد مناطق فيهما اشتباكات وحركة احتجاجية. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الأسد أصدر quot;مرسومًا يقضي بتعيين ياسر الشوفي محافظًا لإدلب، والمهندس حسين مخلوف مخلوف محافظًا لريف دمشقquot;، بدون ان تضيف اي تفاصيل.

وقتل ثمانية مدنيين السبت في عمليات دهم واطلاق رصاص في سوريا، خمسة منهم في مدينة حمص، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المرصد في بيان قتل quot;خمسة مدنيين خلال مداهمات واطلاق رصاص قناصة في احياء القصور وبابا عمرو والنازحين وباب الدريب وعشيرةquot; في حمص.

وأضاف أن quot;مواطنًا (قتل) قبل قليل في بلدة ابطع في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية لتفريق تظاهرةquot;. وتابع quot;قتل ايضًا مواطن في بلدة سرمين في محافظة ادلب اثر اصابته برصاص قناصة في الرأسquot;.

وكان المرصد أورد أن quot;مواطنًا (قتل) في بلدة معرحرمة فجر السبت في ريف محافظة ادلب اثر اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقونquot;.

الى ذلك، ذكر المرصد ان quot;ضابطًا وعنصرين من حفظ النظام قتلوا بإطلاق رصاص من مسلحين يعتقد أنهم منشقون، كما قتل مساعد اول في المخابرات العسكرية من حي باب الدريب (في حمص) قال الاهالي إن الأمن اعتقله امس، وسلم جثمانه اليوم، ولم يتسن للمرصد التأكد من هذه الروايةquot;.

وكان المرصد لفت في السياق نفسه الى ان quot;اكثر من خمسة الاف عنصر من القوات المسلحة السورية وقوات الامن دهمت فجرًا قرى زملكا وحمورية وكفربتنا وسقبا وعربين وحرستا في ريف دمشق، واعتقلت عشرات من السكانquot;.

واعلن المصدر نفسه مقتل 19 شخصًا برصاص الأمن الجمعة، هم 15 في حمص (وسط)، واثنان في حماه (وسط)، وواحد في إدلب، وآخر في جاسم التابعة لريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.

وقال ناشطون إن عملية مداهمات شرسة جرت يوم أمس في حي القصور، أسفرت عن مقتل الناشط الحقوقي عبد الرحيم إبراهيم النجيب (40 عامًا) بعد مداهمة منزله.

في تلك الأثناء، تم تخفيف الحصار العسكري المفروض على مدينة القصير في ريف حمص عند الحدود مع شمال لبنان يوم أمس، حيث عادت الكهرباء والماء والاتصالات، وانسحب الجيش من بعض الأحياء، وذلك بعد عمليات مداهمة وتمشيط لكل بيوت المدينة من دون استثناء، مع عدد من القرى المحيطة بها التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام.

وبحسب توثيق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل في مدينة حمص خلال الشهر الجاري في الحملات الأمنية والعسكرية المستمرة 114 مدنيًا، واعتقل أكثر من 2100 موطن.

أحمدي نجاد يدين quot;المجزرةquot; في حليفته سوريا

إلى ذلك، ادان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد quot;عمليات القتل والمجزرةquot; في سوريا في مقابلة اجرتها معه quot;سي ان انquot;، في أقوى انتقاد إيراني حتى الآن لما يدور لدى الحليف الرئيس لطهران على خلفية أعمال قمع مستمرة منذ سبعة أشهر للمعارضة.

وقال أحمدي نجاد بحسب مقتطفات من المقابلة نقلت بالفارسية على موقع هيئة البث الحكومية الإيرانية على الانترنت السبت، quot;نحن ندين عمليات القتل والمجازر في سوريا، سواء كان القتلى من قوات الامن او من الشعب والمعارضةquot;.

وتابع quot;لدينا صيغة واضحة بالنسبة إلى سوريا تنطوي على ان يجلس كل الاطراف معًا للتوصل الى تفاهم.. ومن ثم فإن اعمال القتل تلك لا يمكن أن تحل اي مشكلات، وعلى المدى الطويل ستؤدي الى طريق مسدودquot;.

جاءت تصريحات احمدي نجاد، التي تعدّ الأقوى حتى الآن التي يصدرها مسؤول إيراني ضد نظام بشار الأسد، بينما تواصل دمشق قمعها للاحتجاجات المنتشرة على صعيد البلاد، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص منذ منتصف آذار/مارس، غالبيتهم من المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة.

ونقل عن احمدي نجاد قوله quot;حينما يتعرّض الناس للقتل، فإن هذا يفتح الطريق أمام مزيد من النزاعات.. لا ينبغي أن يحدث تدخل خارجي (في سوريا)quot;. وتابع quot;موقف اميركا لن يساعد. لا ينبغي أن يحدث تدخل اجنبي. ينبغي ان يساعد الجميع على ان يسود التفاهم في سورياquot;.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها، سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل، بينهم 187 طفلاً على الاقل منذ 15 اذار/مارس، بحسب الامم المتحدة، التي حذرت من مخاطر وقوع quot;حرب اهليةquot;. ويتهم النظام السوري quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.