اعترف مسؤولون أميركيون أنّ الولايات المتحدة لا تكاد تحظى بأيّ نفوذ يمكّنها من فرض تلك العقوبات التي يطالب بها الرئيس باراك أوباما على سوريا، ورأت صحيفة النيويورك التايمز أن المشكلة التي يواجهها الآن الرئيس أوباما تتشابه مع تلك المشكلات المتعلقة بكوريا الشمالية وماينمار.



رغم تأكيد البيت الأبيض يوم أمس الاثنين أنه يبحث فرض عقوبات جديدة ضد سوريا ndash; يُنتَظر أن تستهدف على الأرجح أصول كبار المسؤولين المحيطين بالرئيس بشار الأسد، إلا أن مسؤولين أميركيين اعترفوا بأن سوريا تخضع بالفعل للعديد من العقوبات وأن الولايات المتحدة لا تكاد تحظى بأي نفوذ يمكنها من فرض تلك العقوبات، على حسب ما نقلت عنهم اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.

وفي هذا السياق، قال أحد مسؤولي الإدارة الأميركية الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية النقاش المتواصل بشأن الخطوات القادمة quot; نحن نتحدث عن دولة يُقدر حجم اقتصادها تقريباً بحجم اقتصاد مدينة بيتسبرغ نفسه ( التابعة لولاية بنسلفانيا). وهناك إجراءات يمكنك أن تتخذها لزيادة نطاق العقوبات، لكن الأثر المالي ضئيلquot;.

ورأت صحيفة النيويورك التايمز أن المشكلة التي يواجهها الآن الرئيس أوباما بشأن سوريا تتشابه مع تلك المشكلات المتعلقة بالتعامل مع كوريا الشمالية وماينمار، اللتين تخضعان للعقوبات منذ مدة طويلة. وفي حالة سوريا، حظرت الولايات المتحدة بالفعل في 2006 المعاملات مع البنك التجاري السوري. وفي مطلع 2007، اتهمت أربع منظمات بحثية حكومية بالعمل على نشر أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم اتخذت قراراً بمنع التعامل معها. لكن في نهاية ذلك العام، حين وجدت إسرائيل مفاعلا نوويا قيد الإنشاء في الصحراء السورية وقامت بتدميره عبر هجوم جوي، لم تتخذ الولايات المتحدة أية إجراءات أخرى. ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تبحث الآن عن عقوبات معينة ضد قادة سوريين، رغم أنه من المحتمل أن تكون معظم أموالهم وثرواتهم موجودة الآن في أوروبا أو لبنان.

ومضت الصحيفة تقول إن أوباما توقف أيضاً ndash; حتى الآن ndash; عن مطالبة الرئيس بشار الأسد بأن يتنحى، ولم يعلن ( كما فعل مع الزعيم الليبي معمر القذافي ) عن أن الأسد قد فقد السلطة الأخلاقية التي تؤهله لقيادة بلاده، ولا يبدو، من الواضح، أن الإدارة الأميركية تعمل من وراء الكواليس على التخفيف من إحكام قبضة الأسد على الحكم، مثلما هو الوضع مع الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح. وبسؤاله عن الطريقة التي تبرر من خلالها إدارة أوباما تعاملها مع بشار الأسد بهذا الشكل المختلف للغاية، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن مسألة اختيار القائد ترجع في الأساس إلى الشعب السوري. وأضاف quot; كما أن ليبيا تشكل موقفاً متفرداً. فنحن لدينا أجزاء كبيرة من البلاد تقع خارج نطاق سيطرة معمر القذافي. كما أننا نتعامل مع نظام القذافي الذي يتحرك ضد شعبه بطريقة عسكرية منسقة، فضلاً عن أننا نحظى بدعم الجامعة العربية فيما نقوم به من عمليات داخل الأراضي الليبيةquot;.

وقال مسؤولون من الإدارة الأميركية إنه وفي الوقت الذي يفتقرون فيه للعديد من الوسائل الاقتصادية الفعالة، فإنهم يعتقدون أن الرئيس بشار الأسد يتعامل بحساسية مع الأوصاف التي تتحدث عن أن نظامه وحشي ومتخلف. وقال أحد مسؤولي إدارة أوباما البارزين quot; ينظر بشار إلى نفسه على أنه زعيم غربي. ونحن نتوقع صدور ردود أفعال من جانبه إن اعتقد أننا نحصره في سلة واحدة مع الحكام المستبدينquot;.