بيروت، الوكالات: أعلن مسؤول في المجلس العسكري لمدينة مصراتة، التابع للمجلس الوطني الانتقالي، ان جثمان الزعيم السابق معمر القذافي الذي كان معروضا منذ الجمعة في احد برادات المدينة، دفن ليل الاثنين-الثلاثاء في quot;مكان سريquot; بعدما اقيمت عليه الصلاة.

وقال المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه ان جثمان القذافي، وكذلك جثماني ابنه المعتصم ووزير دفاعه ابو بكر يونس الجابر اللذين عرضا مع جثمانه في احد برادات مصراتة، دفنت جميعها quot;ليل الاثنين الثلاثاءquot; معا في نفس quot;المكان السريquot;.

وبحسب حراس كانوا يتولون الحراسة في سوق مصراتة حيث كانت الجثامين الثلاثة معروضة، فان موكبا من اربع او خمس سيارات عسكرية نقل الجثامين في وقت متأخر من ليل الاثنين الى مكان مجهول. واوضح المسؤول في المجلس العسكري ان ثلاثة رجال دين من انصار القذافي اقاموا صلاة الغائب قبل دفن الجثامين. واضاف ان اثنين من ابناء وزير الدفاع السابق، هم معتقلون لكن افرج عنهما بالمناسبة، حضروا مع والدهم الدفن.

واوضح المصدر quot;رأيت رخصة الدفن التي ورد فيها ان القذافي اصيب برصاصتين في الرأس والصدر وان جسده يحمل اثار عمليات جراحية قديمة واحدة في قفا عنقه واثنتين في بطنه وواحدة في ساقه اليسرىquot;.

أميركا ناقشت سيناريوهات الثورة الليبية قبل مقتل القذافي

وعلى صعيد متصل، عقد البيت الابيض اجتماعاً مساء يوم الأربعاء الماضي، لمدة 90 دقيقة لمعالجة السيناريوهات التي تلوح في الأفق الليبية، وتحديداً البحث عن إجابة لسؤال دقيق: كيف سيكون أسلوب التعامل مع الديكتاتور الليبي العقيد معمر القذافي، إذا ما تم القبض عليه حياً، سواء في ليبيا أو في البلدان المجاورة؟

وبعد مضي أقل من 24 ساعة على هذا الاجتماع، لم يعد من المجدي استكمال النقاش. قتل العقيد القذافي بالرصاص، بعد إجباره على الخروج حياً من أحد أنابيب الصرف الصحي وتوفي لاحقاً متأثراً بجراحه جراء طلقات نارية. وتعهدت السلطات الليبية بإجراء تحقيق في كيفية مقتله.

لكن اجتماعات البيت الأبيض واللقاء الذي جمع بين زعماء المجلس الليبي المؤقت ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قبل يومين، أثبت مدى حساسية هذه المسألة والتناقض الذي أثارته في كلا الجانبين.

في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; إلى ما ورد على لسان بعض المسؤولين الأميركيين حول إنقسامات حادة داخل المجلس الانتقالى بشأن تقرير مصير العقيد القذافى حيث رأى البعض ضرورة أن تتم محاكمة القذافى داخل ليبيا، بينما اعتبر البعض الاخر أن محاكمته سوف تثقل كاهل المجلس الانتقالى بعبءٍ ثقيل إلى جانب العديد من المشكلات الأخرى التى يعانيها بالفعل.

ولفتت الصحيفة إلى أن التناقض على الجانب الليبى انعكس بدوره على الجانب الأميركى إذ يتخوف البعض من إنعدام المصادر الكافية التى تمكن الليبين من إجراء محاكمة عادلة للقذافي فيما قلق البعض الآخر من أن تعتبر ضغوطاتهم على الليبين لإرسال القذافي الى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، تعدياً على سيادة الدولة الليبية.

وفي سياق آخر، نقلت الصحيفة عن أحد كبارالمسئولين بالادارة الأميركية قولهquot;إن التحدي الاكبر أمامنا تمثل فى كيفية تأمين التوازن بين السيادة الليبية وبين إجراء تقييم صريح حول إمكانية أن يحظى القذافي بمحاكمة عادلة وفقاً للمعاييرالدوليةquot;.

وقال مسؤولون أميركيون إن كلينتون كانت قد استعرضت الخيارات المتاحة أمام الليبيين موضحة أهم المبادىء الأساسية التى تستند عليها المحكمة الجنائية الدولية، وأشارت إلى أن القرار بشأن مكان محاكمة القذافي يعود لليبيين دون سواهم .

وعرضت الولايات المتحدة مساعدة الليبيين في وضع نظام قضائي يستطيع التعامل مع قضية بمثل هذا الحجم فضلاً عن إعداد خطط حول كيف يجب أن يتفاعل المجتمع الدولي فى حال وردت أنباء تفيد بمنح القذافي اللجوء السياسي فى إحدى دول العالم الثالث مثل تشاد أو غينيا الاستوائية.

وأشارت الـ quot;نيويورك تايمزquot; الى أن القضية الليبية تتشابه كثيراً مع تلك الفترة التى تلت سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين غير أن الاختلاف هنا هو حرص إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تجنب إعتماد النهج ذاته الذي اعتمدته إدارة سلفه جورج بوش فى حربها على العراق حيث ساهم الإفتقار إلى عنصر التخطيط والإعداد للفترة ما بعد صدام فى استشراء حالة النهب والسلب والفوضى فى البلاد.

وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن مقتل القذافي كان من بين الثلاث سيناريوهات التي تمت مناقشتها خلال جلسة البيت الابيض يوم الاربعاء الماضي.