أسرى فلسطينيون محررون وقادة من حماس خلال زيارتهم للشيخ يوسف القرضاوي في الدوحة

أكد الأسير الفلسطيني المحرر والمبعد إلى قطر،محمد دغلس أنه ورغم قساوة الإبعاد خارج فلسطين، إلا أن خروجه من السجون الإسرائيلية أعاده للحياة من جديد، وتحدث دغلس لـquot;إيلافquot; عن تفاصيل عاشها السجون الإسرائيلية بعد أن حكم عليه بالسجن 1630 عاما.


يؤكدالأسرى الفلسطينيون المحررون المبعدون خارج فلسطين في إطار صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت مؤخرا، بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية وتضمنت الإفراج عن الاجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرا وأسيرة، أنهم يعيشون حالة أفضل من بقائهم في السجون الإسرائيلية التي قضوا فيها سنوات طوال.

وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت أحكاما بمئات السنين على الأسرى الفلسطينيين ومنها أحكام بالمؤبدات وآخرون فرضت المحاكم الإسرائيلية أحكاما حتى لو قضوا وتوفوا داخل السجون بحيث لا يخرجوا منها لا أحياء ولا رفاتا.
وبحسب الأسرى المحررين فقد بعثت صفقة شاليط أو صفقة وفاء الأحرار الحياة من جديد في نفوسهم، وأكدوا أن قبورهم فتحت عليهم وبعثوا إلى الحياة من العدم.

quot;تجرعنا مرارة السجن والسجان، وذقنا ويلات وعذابات جسام، قهر ومعاناة، وعزل وإهمال طبي، وتفتيش واقتحام للغرف وانتهاك لأبسط مقومات الحياة التي كفلتها القوانين الدولية للأسرى، هكذا كنا في القبور التي تسميها إسرائيل سجونquot; بهذه الكلمات أوجز عدد من الأسرى المحررين الذين أبعدوا إلى قطاع غزة وخارج فلسطين معاناتهم داخل السجون الإسرائيلية.

الأسير المحرر المبعد إلى قطر محمد وائل دغلس من قرية برقة بمحافظة نابلس والذي كانت السلطات الإسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن مدة 1630 عاما بدعوى تنفيذ عمليات ضد مصالح إسرائيلية والمساعدة في عمليات تفجيرية أسفرت عن مقتل إسرائيليين كان من بين المشمولين في صفقة تبادل الأسرى التي وقعت بين حركة حماس وإسرائيل.
دغلس تقرر إبعاده خارج فلسطين وتحديدا إلى قطر بعد أن نقل من السجن إلى معبر كرم أبو سالم على حدود غزة ومن ثم إلى العريش ومطار القاهرة ونقل إلى قطر.

الأسير المحرر محمد دغلس

وفي اتصال هاتفي أجرته quot;إيلافquot; مع الأسير المحرر محمد دغلس الذي أبعد إلى قطر، قال: quot;الحمد لله رب العالمين على هذه النعمة التي لا تقدر بأي ثمن فالحرية لا يساويها شيء، فبهذه النعمة خرجنا من مقابر الأحياءquot;.
وأوضح أن الحكم بمثل هذه الأحكام والمؤبدات كان يتوقعه عندما تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية ولكن ما أثار انتباهه بعد الحكم حين قال القاضي الإسرائيلي للحاضرين في المحكمة الإسرائيلية أنه أوصى دولة إسرائيل وأوصى حكام إسرائيل المتعاقبين بأن quot;هذا المعتقل لا يصح إطلاق سراحه بأي عملية سلام، أو صفقة تبادل أو ماشبهquot;.

وقال دغلس: quot;قمت بالرد على القاضي وأكدت له أن الذي يقرر في مثل هذه الأمور هو الله عز وجل، وليس إسرائيل أو حكامها، وسنبتهل إلى الله دوما وكلنا أمل بالله وها هو اليوم الذي تأملناه قد أتىquot;.
وأكد أن هذه الصفقة تعد quot;صفقة مشرفة وعظيمةquot;، كونها فتحت عليهم السجون وحررتهم من ظلم السجن والسجان، منوها في الوقت ذاته أنه وحتى اليوم الأخير من اتمام الصفقة كان الشعور غريبا وفي حالة من عدم التصديق بما يحدث.

وقال: quot;فجر الثامن عشر من الشهر الجاري وبعد تجميع المنوي إطلاق سراحهم خرجنا من السجن الساعة الرابعة فجرا حتى وصلنا معبر كرم ابو سالم على حدود قطاع غزة وانتظرنا هناك قرابة الساعتين وتم تقسيم المبعدين الأربعين إلى ثلاثة أقسام 26 منهم في حافلة كبيرة و10 في حافلة صغيرة وأربعة في سيارة وبعد ذلك تم تقسيم العشرة الذين كنت من بينهم إلى ثلاث سيارات وطوال تلك المدة لم نصدق أن تفك قيود الأسر من ايدينا وأرجلناquot;.

وأضاف: quot;بكينا ونحن ندعو الله أن تتم الصفقة ويتم تحريرنا من القيود وعندما دخلنا منطقة حدود معبر رفح رأينا حافلات مكتوب عليها باصات أبو علبة للسفريات، عندها أصابتنا حالة من البكاء الهستيري والفرح بقرب إتمام الصفقةquot;.

وذكر محمد أن الأسرى المحررين الذين تقرر إبعادهم ضمن هذه الصفقة كانوا قد تبلغوا من قبل سلطات السجون بقرار الإبعاد رغم قساوته، مؤكدا أن الكل يفضل البقاء في أرض الوطن وعدم الإبعاد لأنها هي الأرض التي ضحوا واعتقلوا من أجلها ولكن الظروف التي عاشوها كانت قاسية جدا.

وأشار إلى أن لحظة التقائه بوالده بشكل مباشر لا يمكن وصفها بالكلمات بعد سنوات طوال من الحرمان لم يكن فيها سوى لقاء جاف من خلف زجاج وعبر سماعة هاتف.
وحول الضمانات مع إتمام هذه الصفقة، بين أن الاحتلال لا يعطي ضمانات لأحد في إشارة إلى إمكانية قيام الإسرائيليين إلى التعرض له أو اغتياله هو والأسرى المحررين والأمر متروك للزمن حسب تعبيره.

وقال: quot;إن بعض قادة الشاباك الإسرائيلي اجتموا بنا قبيل تنفيذ صفقة التبادل وقالوا لي إن ملفك قد انتهى وأنت يجب أن تعود دون اي عمل ضد إسرائيل وإذا لم تقم بأي عمل نحن لا علاقة لنا بك ورغم ذلك لا توجد ضماناتquot;.
وحول وضعهم في قطر، أكد أنه quot;ورغم بعدنا عن الوطن والأهل نحن الآن في قطر وفي ضيافة الأمير القطري ونقطن في فندق ووضعنا ممتاز ولا ينقصنا سوى العودة لفلسطينquot;.

الأب... وأخيرا تحقق الحلم
وفي سياق متصل، أكد وائل دغلس والد الأسير المحرر والمبعد إلى قطر في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;، أن إفراج السلطات الإسرائيلية عن محمد كان أشبه بالحلم كونها كانت قد حكمت عليه بالسجن أكثر من 1630 عاما عند محاكمته، لافتا إلى أن ابنه قضى في السجون الإسرائيلية أحد عشر عاما.

وقال: quot;عندما حكم عليه هذا الحكم أصبت بإحباط شديد لا يمكن وصفه، وتعرضنا لحالة من الهم الكبير نظرا للحكم الكبير ولاحقا تعرضت للاصابة بمرض السكري والضغط وغيرها من الأمور النفسية الأخرى خاصة عندما تم عزله عدة سنواتquot;.

وقال: quot;منذ اللحظة الأولى لسماع نبأ الإفراج عن محمد لم نصدق ذلك ولم نتمالك أنفسنا من البكاء فرحا لأننا سنلتقيه مباشرة سنلمس جسده بعد حرمان دام اكثر من أحد عشر عاما، وسنتمكن من عناقه وتقبيله بعد سنوات طويلة لم نتمكن من رؤيته والحديث إليه سوى عبر سماعة هاتف من وراء زجاج حين كنا نزوره في السجنquot;.

وأضاف: quot;مباشرة وعند الحديث عن إطلاق سراح الأسرى في صفقة التبادل توجهت إلى مصر لاستقباله هناك كون السلطات الإسرائيلية قررت إبعاده إلى الخارج، وتهت في القاهرة وأنا أبحث عن الفندق الذي سيتم إنزالهم فيه قرب مطار القاهرة ريثما يتم تسفيرهم إلى قطرquot;.

وأردف: quot;عندما وصلت الفندق المقرر ورأيت الوفود الرسمية في استقبالهم والأمن المصري يحيط بهم حاولوا منعي عدة مرات ولم أتمالك نفسي ووصلت له وأنا في حالة بكاء غير مسبوقة وهو كذلك وكانت لحظة تاريخة لن تنسى وذلك لأنني تمنيت تحقيق هذا الحلم منذ فترة طويلة أن ألمس ابني وأقبلهquot;.
وأكد أن سنوات طوال عاشها وأسرته أملا في لقاء ابنه محمد أو معانقته أو الحديث إليه أثناء وجوده في السجون الإسرائيلية، موضحا أن لحظة الالتقاء بمحمد كانت تاريخية وكانت كاميرات الصحافة المصرية تركزت عليه وابنه لكونه الوحيد الذي كان قد وصل إلى استقبال الأسرى المبعدين في الوقت المحدد ولكونهم لم يصدقوا الحكم الذي كان مفروضا عليه.

ولفت الأب إلى أنه سيطير إلى قطر للقاء ابنه وقضاء وقت واسع معه وذلك بعد أن أحصل على التأشيرات اللازمة، مؤكدا أنه لن ينتظر بقية أبنائه حتى ينتهوا من أعمالهم ومدارسهم، وقال: quot;سأتوجه هناك فور تسنح لي الفرصة حتى أراه ونتحدث ونعيش كبقية العائلاتquot;.

يذكر أن الأسير المحرر محمد دغلس، كان قد اتهم بالتخطيط وقيادة خلية عسكرية نفذت هجمات ضد إسرائيليين ومنها الخروج مع الأسيرة المحررة أيضا أحلام التميمي في جولةٍ في القدس المحتلة لتحديد هدف عملية تفجيرية، حيث تم التنفيذ في اليوم التالي بعد لقاء للخلية التي كان يقودها محمد وتمثل ذلك بقيام فلسطيني بعملية التفجير في مطعم quot;سباروquot; من خلال تفجير الجيتارة التي كان يحملها وقتلت نحو عشرين إسرائيليا وأصابت أكثر من مائة آخرين.

وكانت إسرائيل وحركة حماس وقعتا مطلع الشهر الجاري اتفاقا لتبادل الأسرى برعاية مصرية مقابل الإفراج عن الأسير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط برعاية مصرية.
وشملت الصفقة موافقة إسرائيل الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة على مرحلتين المرحلة الأولى وتشمل إطلاق سراح 477 أسيرا وأسيرا وإبعاد اربعين منهم إلى الأردن وسوريا وتركيا وقطر مقابل أن تفرج حماس عن الجندي شاليط، وتنفذ المرحلة الثانية من إطلاق سراح الأسرى في غضون شهرين.