تثير كمية الأسلحة المتواجدة في مدينة حمص مخاوف من تفجر الحرب الاهلية في هذه المدينة التي تعتبر رئة سوريا الصناعية.


الجيش السوري اقتحم حمص ويخوض اشتباكات مع منشقين

نيقوسيا: تشكل مدينة حمص (وسط)، ثالث اكبر مدن سوريا، والتي طالبت المعارضة بتوفير quot;حماية دولية لهاquot;، مسرحا لتوترات طائفية حادة قد تؤدي الى اندلاع حرب اهلية بسبب الوجود الكثيف للاسلحة فيها.

واذا كانت دمشق العاصمة السياسية، وحلب (شمال) مركزها التجاري، فان حمص مع 1,6 مليون نسمة تمثل رئتها الصناعية.

والى الغرب والشرق من المدينة تقع مصافي النفط وحقول الغاز وخط تجميع سيارات شركة quot;ايران خودرو كومبانيquot; وغيرها من الصناعات الخاصة. بل ان الخطة الخمسية الحادية عشرة التي كان يتعين ان تبدأ هذه السنة، كانت تتوقع انتعاشة كبيرة للمدينة.

من جهة اخرى، فان مدينة حمص هي مفترق طرق مهم يشهد على سبيل المثال حركة ترانزيت للبضائع التي تصل من المتوسط باتجاه العراق.

لكنها الموقع الذي تتركز فيه التوترات الطائفية في البلاد والذي اتخذت فيه حركة الاعتراض على النظام طابعا عنيفا منذ بداية اذار/مارس. لان هذه المدينة منقسمة الى احياء سنية وعلوية ومسيحية ومختلطة شبه منغلقة على نفسها وتتعايش بصعوبة.

ومن المفارقة، ان الاكاديمية العسكرية في حمص، الاولى التي اسهها الفرنسيون في البلاد في 1932، هي التي تخرج منها منفذو انقلاب حزب البعث في 1963 وبينهم حافظ الاسد شخصيا، وايضا عدد كبير من المنشقين عن الجيش الذين يقومون اليوم بحسب المعارضة بحماية المحتجين على النظام.

ويعتبر السنة انفسهم سكان حمص الحقيقيين ولم يستسيغوا وصول العلويين بكثافة الى المدينة والبلدات الجديدة التي احاطت بها اعتبارا من نهاية الستينات.

وينظر الى العلويين بازدراء لان القسم الاكبر منهم متحدر من الارياف الفقيرة وايضا بغيرة لانهم استفادوا اكثر من السنة من عدد كبير من المناصب في الادارة والمؤسسات العامة.

وبعد حركة الاحتجاج التي انطلقت في اذار/مارس والقمع الدامي الذي واجهته، ظهرت اولى عمليات القتل الطائفية في ايلول/سبتمبر وتبعتها عمليات ثأر منتظمة. وهكذا قتل عشرة عمال سنة بيد مسلحين في مصنع في المحافظة بينما اشارت صحيفة الوطن القريبة من السلطة الى مجزرة اودت بحياة 11 علويا في حمص.

ومنذ اسابيع عدة، يحاول الجيش السيطرة على الاحياء السنية في وسط المدينة من خلال قصف مدفعي كثيف وايضا من خلال معارك شوارع. وتعيد عمليات القصف هذه الى الذاكرة تلك التي وقعت في 1982 ضد سكان حماه (20 الف نسمة، شمال).