تواصل الحكومة التركية تشددها في التعامل مع المتمردين الأكراد، حيث شدد اردوغان على أن الحملة ضدهم لن تتوقف.
اردوغان يقول إن الحملة ضد المتمردين الأكراد لن تتوقف |
انقرة: واصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خطه المتشدد حيال القوميين الاكراد مع تواصل حملة قضائية انتهت بتوقيف مئات المتهمين بالتعاون مع حركة التمرد الكردية.
وقال اردوغان محذرا الاثنين quot;بخصوص عمليات (التوقيف) الاخيرة التي استهدفت اتحاد الجماعات الكردية، ينبغي الا يتوقع احد ان تتوقفquot;، وذلك بعد اقل من شهر على اصداره الاوامر بشن عملية عسكرية في شرق البلاد وشمال العراق لسحق التمرد.
ويشكل اتحاد الجماعات الكردية منظمة سرية يشتبه في انها الفرع المدني لحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يخوض حركة نضال مسلحة منذ 1984 ضد الحكومة التركية من اجل استقلال او الحكم الذاتي للمناطق الكردية في تركيا، ويعتبر منظمة ارهابية في عدد من دول العالم.
وتتهم السلطات الاتحاد الذي يقود الحركة السياسية الكردية بالعمل على لعب دور المؤسسات الرسمية في شرق وجنوب شرق الاناضول حيث الاكثرية من الاكراد وتشجيع التمرد في تلك المناطق.
وقال اردوغان الاحد quot;لن تسمح تركيا على الاطلاق بدولة موازية. وموضوع القاء السلاح غير واردquot; امام حزب العمال الكردستاني، علما انه اطلق عام 2009 مبادرة quot;انفتاح ديموقراطيquot; تجاه الاكراد لم تحقق نتائج.
كما هدد الاثنين بملاحقة الصحافة وكل من يندد بعمليات المداهمة لمتتالية في الاوساط المناصرة للاكراد.
وقال quot;سواء كان في الاعلام او غيره، ينبغي الانتباه لما يقال عن اتحاد الجماعات الكردية، لان ذلك سيعني دعم الارهابquot;.
ومنذ 2009 اعتقل حوالى 700 شخص بحسب الحكومة وثلاثة الاف بحسب الاوساط الكردية بسبب الانتماء الى اتحاد الجماعات الكردية.
وتضاف عشرات الاسماء اسبوعيا على اللائحة.
واعتقل القضاء التركي مؤخرا مثقفين تركيين للاشتباه بعلاقتهما بمتمردين اكراد. ويشتبه بانهما حرضا على التمرد بحسب المدعين العامين.
واثار اعتقال بصرى ايرسانلي الخبير في العلوم السياسية المشارك في المشاورات البرلمانية حول اصلاح الدستور والكاتب والناشر راغب زاراكولو، استنكارا في تركيا.
ويرى المعلقون ان هذه التوقيفات تاتي بنتائج عكسية ويشجعون حلا سياسيا لقضية الاكراد البالغ عددهم حوالى 15 مليونا (من اصل 73 مليون نسمة).
وقال كاتب الافتتاحية في صحيفة ملييت الليبرالية حسن جمال quot;اعتقد ان العمليات (ضد اتحاد الجماعات الكردية) تؤخر احلال السلام والديموقراطيةquot;.
واضاف ان quot;حرية التعبير هي احدى الشروط الضرورية في ديموقراطية حقيقية. وان كانت تركيا ما زالت حتى اليوم ديموقراطية من الدرجة الثانية فان ذلك يرجع بشكل اساسي الى تقييدها لهذه الحريةquot;.
اما الخبير في الملف الكردي جنكيز جاندار فيقارن الاتحاد بالشين فين، الحزب القومي الايرلندي الذي انتمى عدد من قادته الى الجيش الجمهوري الايرلندي.
وقال ان quot;لندن نجحت في نزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي بالتفاوض مع الشين فينquot;.
وقد تكثفت هجمات حزب العمال الكردستاني في الاشهر الاخيرة ورد عليها الجيش في اواخر تشرين الاول/اكتوبر بحملة واسعة في شرق البلاد وفي شمال العراق حيث يلوذ المتمردون.
لكن رئيس كردستان العراق مسعود برزاني اعرب علنا عما يفكر به الكثيرون في تركيا وهو انه لا يمكن حل النزاع الكردي الا بالطرق السياسية.
وصرح برزاني في اسطنبول في الاسبوع الفائت quot;لا اعتقد انه يمكننا احراز نتيجة عبر الخيار العسكريquot;.
وتابع quot;ينبغي ان تكون المعركة في البرلمانquot; منددا في الوقت نفسه بهجمات حزب العمال الكردستاني وعملياته.
التعليقات