جوبا: اتهم مسؤولون سودانيون جنوبيون نظام الخرطوم بالسعي الى افتعال حرب بعد مقتل 12 شخصا واصابة اكثر من 20 بجروح في غارة جوية نفذها الجيش السوداني الخميس على مخيم للاجئين في جنوب السودان، وهو ما نفاه الجيش السوداني.

وقال ميابك لانغ، وهو مسؤول محلي في مدينة ييدا ان الجيش السوداني استهدف مدينة ييدا بعد الظهر وقصف مخيما لللاجئين من اهل النوبة الهاربين من المعارك في ولاية جنوب كردفان التابعة لشمال السودان، ولاجئين من مدينة جاو الحدودية مع شمال السودان.

واكد لانغ مقتل 12 واصابة 20 بجروح في القصف، لكن لم يتسن تاكيد هذ الحصيلة من مصدر مستقل.

وقالت ليز غراند، منسقة الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة في جنوب السودان quot;وصلتنا معلومات بان قنابل سقطت على ييدا. نحن قلقون للغاية على مصير اكثر من 20 الف لاجىء هربوا من المعارك في جنوب كردفان بحثا عن الامانquot;.

ولكن متحدثت باسم الجيش السوداني نفى شن غارات في جنوب السودان.

وينفذ الجيش السوداني منذ حزيران/يونيو هجمات دامية تستهدف المتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق، وهما ولايتان شماليتان حدوديتان مع دولة جنوب السودان. وكان جزء من سكان هاتين الولايتين حاربوا الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب (من 1983 الى 2005).

وتتهم الخرطوم جنوب السودان بتقديم الدعم للمتمردين الشماليين، ولكن جوبا تنفي ذلك.

وقبل وصول الانباء عن القصف على ييدا، قال رئيس جنوب السودان سلفا كير الخميس ان اتهام جنوب السودان بدعم المتمردين في الشمال انما يهدف الى اغراق البلاد مجددا في quot;حروب لا طائل منهاquot;.

وقال كير في اشارة الى المتمردين الذين يقاتلون في الشمال quot;لا شأن لنا بهم، لا سياسيا ولا عسكريا. ان كل هذه الاتهامات تستخدمها الخرطوم كمقدمة لتبرير اعمالها الجارية ضد جنوب السودانquot;.

واضاف quot;غدا، عندما يجتاح (الرئيس السوداني عمر) البشير جنوب السودان، يستطيع ان يقول انه اضطر للتدخل للانتقام من تحركات موجهة ضده. يريدون استدراج جنوب السودان الى حروب، حروب لا طائل منهاquot;.

ووصف كير تصريحات البشير التي تفيد ان جوبا تمول المتمردين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، بأن quot;لا اساس لها من الصحةquot;.

وتؤوي هاتان الولايتان اعدادا كبيرة من عناصر الحركة الشعبية لتحرير السودان-فرع الشمال، والتي كانت جزءا من حركة التمرد الجنوبية سابقا.

واندلعت المعارك بين الجيش السوداني والمتمردين اواخر حزيران/يونيو في جنوب كردفان، وفي مطلع ايلول/سبتمبر في النيل الازرق، فيما تسعى الخرطوم الى ارساء سلطتها في داخل حدودها الجديدة.

ورفعت الخرطوم في مستهل تشرين الثاني/نوفمبر شكوى جديدة الى مجلس الامن اتهمت فيها جنوب السودان بدعم المتمردين في هاتين الولايتين، وهو اتهام نفته جوبا على الدوام.

ودعا كير الى عدم طرح الخلافات امام الجميع والبحث عن حل لها داخليا.