تحولت كتابات أحمد مراد المصور الشخصي لحسني مبارك إلى رواية وجدت صدى بين القراء الذين أقبلوا على شرائها بعد نشرها.
أحمد مراد المصور الشخصي لحسني مبارك (يسار) |
القاهرة: أحمد مراد كان المصور الشخصي لحسني مبارك حين كان رئيسا لمصر، وشهد الكثير من لقاءاته الرسمية وجلساته العائلية. كان يعايش ما يجري في مصر ويغضب لقمع الحريات ولكنه لا يجرؤ على التفوه بكلمة، خوفاً من الاعتقال وربما التعذيب، ويؤدي عمله بصمت لا يقطعه سوى صوت آلة التصوير بينما يأخذ صوراً متلاحقه للرئيس وضيوفه.
لكن غضب مراد لم يبق مكبوتاً، إذ كان يفرغ ما في داخله من مشاعر متأججة على الورق، وذلك ليلاً بعد أن يطمئن الى أنه في مأمن، فتحولت كتاباته إلى رواية وجدت صدى بين القراء الذين أقبلوا على شرائها بعد نشرها، رغم أن مراد لم يكن يظن أنها ستنشر حين بدأ بكتابتها في عهد مبارك.
quot;في النهار أقضي وقتي في أوساط حسني مبارك، وفي الليل أستمع إلى أصدقائي يلعنونه ويشتمونهquot;، قال أحمد مراد في مقابلة مع صحيفة الـquot;غارديانquot; البريطانية، كاشفاً أنه كان يعيش حياة مزدوجة.
quot;كنت أحس بنفسي مثل دكتور جاكل ومستر هايد، شخص بحياتين، وما كان يغيظني هو أنني كنت أحس أن المصريين بإمكانهم أن يتمتعوا بحياة أفضل لولا مباركquot;.
وتتحدث رواية quot;فرتيغوquot;، التي ترجمت إلى الانكليزية،عن جشع رجال الأعمال واستغلالهم للفقراء، وهي بمثابة مساهمة ثورية تدعو الشعب الى فتح عيونه والتحرك ضد النظام الديكتاتوري والفاسد.
وتتناول quot;فرتيغوquot; حكاية مصوّر الأفراح الشاب أحمد كمال، الذي أدت به الصدفة إلى أن يلتقط صورا لمعركة دموية بين كبار رجال الأعمال فى مصر فى بار quot;فيرتيغوquot; الشهير، والذي ترتاده نخبة المجتمع، فيتحوّل المكان فى ثوانٍ إلى بركة من الدماء والجثث، ويضطر أحمد إلى الهرب من القتلة والاختباء ليبدأ رحلة تكشف العديد من الأسرار والفضائح التى يحاول أصحابها التكتم عليها بأى ثمن.
ينظر أحمد إلى كتاباته باعتبارها عملا ثوريا، فيقول: quot;كان هذا واجبي تجاه بلدي، كان من واجبي أن أصرخ وأوقظ الناس حتى يروا الحقيقةquot;. وأشار إلى أنه لم يعتبر روايته جديرة بالنشر، غير أن زوجته شيرين، شجعته على ذلك.
ورداً على سؤال، ما إذا كان يخاف من أن تصل روايته إلى يد النظام قبل سقوط مبارك، أجاب مصور الرئيس ساخراً: quot; النظام لم يقرأ الرواية لأنه لم يكن يحب القراءة على الإطلاق. أعتقد أني كنت محظوظاquot;.
وأضاف مراد: quot;حاول مبارك أن يكون جيداً، لكنه فشل وخسر سمعته واحترام شعبه، مشيراً إلى أن الرئيس السابق لم يعامله معاملة سيئة، لكن الكثير من الناس يقولون انه كان عدوانياً مع خدمه ومستشاريه.
لم يستقيل أحمد من وظيفته لأنه يعتبر أنه من الصعب إيجاد فرص العمل في مصر، لكنه استطاع أخيراً في 11 شباط/ فبراير، بعدما سقط الرئيس مبارك، أن ينضم إلى أصدقائه في حفل في الميدان حيث صرخ quot;مصر الحرةquot;.
بعد تسعة أشهر لا يزال مراد في القصرالجمهوري، في انتظار رئيس جديد ليصوره. ومثل الكثير من المصريين، يخشى أن يكون خليفة مبارك شخصية مماثلة له، فالحكم العسكري في مصر لم يفعل شيئاً لطمأنة الشعب المصري بسبب إجراءاته القمعية. لكن من الناحية النظرية، فإن الطريق الطويل والوعر نحو الديمقراطية قد بدأ.
أحمد مراد روائي مصري، ومصور من مواليد القاهرة عام 1978، حصل على البكالوريوس بترتيب الأول على شعبة التصوير السينمائي بالمعهد العالي للسينما عام 2001. وحصلت أفلامه على عدة جوائزَ فى مهرجانات أوروبية.
وتعاقدت دار بلومزبري ndash; مؤسسة قطر للنشر مع المؤلف من أجل نشر وتوزيع الرواية باللغة العربية فى الوطن العربي.
التعليقات