السوريون يؤكدون أن ثورتهم سلمية

يخشى ناشطون سوريون من مراوغة نظام الرئيس بشار الأسد بشأن طلب الجامعة العربية إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا، ويرون أن النظام ربما يمتنع عن عمليات القتل خلال تواجد البعثة، فيما أثارت دعوة الإخوان المسلمين إلى تدخل عسكري تركي جدلا ورفضا.


أثارت التصريحات التي أطلقها المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة والتي طالب من خلالها بالتدخل التركي لحسم المعركة ضد نظام بشار الأسد، ردود فعل متباينة، ففي حين اعتبر مراقبون أنه لايمثل السوريين، رأى آخرون أنه لم يذع سرا .
ورفض شيرزاد اليزيدي السياسي الكردي المستقل في تصريح خاص لـquot;ايلاف quot; تصريحات الشقفة متسائلا quot;من نصّب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين ناطقا باسم الشعوب السورية حتى يعلن اليوم ومن تركيا أن الشعب السوري يرحّب بالتدخل العسكري التركي في سوريا quot;.

وأكد quot;نحن كشعب كردي مثلا، كي لا أشير الى بقية المكونات السورية، نرفض رفضا قاطعا ومبرما أي تدخل عسكري تركي quot;.

وأضاف quot;آمل أن لا تنجرّ أنقرة خلف دعوات الاخوان المسلمين هذا إن افترضنا أن تصريحات الشقفة لم ُتطلق بالتنسيق والترتيب مع أنقرة التي ليس مرحّبا بها عسكريا وخاصة على الصعيد الكردي السوري وهي إن ارتكبت هكذا حماقة فسيكون من شأن ذلك تعميق الأزمة ومدّ طوق نجاة حتى للنظام المحتضر عبر خلط الأوراق وحرف الانتفاضة عن سلميتها وأهدافها في التغيير الديمقراطي الشامل وصولا ربما الى حرب أهلية قد تتطور حتى الى حرب اقليمية quot;.

وأشار اليزيدي الى quot;أن هذا كلّه ليس في مصلحة أحد وخاصة ليس في مصلحة السوريين بعربهم وأكرادهم ولا يخدم سعيهم المحموم للخلاص من هذا النظام الاستبدادي بل سيكون توظيفا لتضحياتهم العظيمة في خدمة مشاريع وأجندات فئوية وإقليمية غير نزيهة ومتعارضة مع المصلحة السورية العامة في حدوث تغيير ديمقراطي حقيقي يجمع كل السوريين على أنقاض البعث القاتل quot;. حسب قوله.

وكان زعيم الاخوان المسلمين في سوريا قال إن السوريين quot;يقبلون بتدخل عسكري تركيquot; في بلادهم بدلا من التدخل الغربي، لحماية الشعب من القوات الحكومية.

واضاف الشقفة في تصريحات صحافية، ان على انقرة والمجتمع الدولي عزل الحكومة السورية، وتشجيع الشعب على الاستمرار في نضاله لوضع نهاية لاربعة عقود من حكم اسرة الاسد، حسب قوله.

واعتبر أنه quot; في حال استجدت الحاجة الى تدخل عسكري، كالحماية الجوية مثلا، فالشعب السوري سيقبل بالتدخل التركيquot;.

وأضافquot;نحن وشعبنا معجبون بالتجربة التركية، وفي حال وصلنا الى السلطة سنتعامل مع الجميع، وسنسنّ قوانين تركز على الحرية والعدالة والمساواة، وكلها مبادئ من الاسلامquot;.

بعثة المراقبين العرب
وحول إرسال بعثة المراقبين العرب أعرب اليزيدي عن أسفه قائلاquot;حتى لو وافق النظام على بعثة المراقبة العربية فأعتقد أنها ستكون موافقة من قبيل المراوغة وكسب الوقت وسيحاول ربما التخفيف من جرائمه خلال وجود هكذا بعثة أي أن النظام سيناور ويلف ويدورquot;.

وأضاف quot;المهم هنا أننا أمام مأساة إنسانية ووطن بأكمله يسير نحو المجهول فاللعب على الوقت وعلى الكلام من قبل النظام هو تسفيه لكل هذه التضحيات الجسام والدماء الزكية التي يقدمها المنتفضون السوريون لحريتهم والحل ينبغي أن يكون في رضوخ النظام للإرادة الشعبية في التغيير والخلاص من الاستبداد quot;.

ومن هنا رأى quot;ان دور الجامعة العربية هام وملح لقطع الطريق على أدوار أخرى وخاصة الدور التركي الملتبس والمغرض والمثير للكثير من الحساسيات quot;، مؤكدا quot;الدور العربي يشكل قاسما وطنيا أعظم يجمع عليه مختلف السوريين والذي ينبغي أن يركز على الاعداد فورا للمرحلة الانتقالية عبر تأطير مختلف فئات المعارضة بكافة أطيافها ومكوناتها الرئيسة ضمن اطار عام وجامع ودون إقصاء لأي طرف رئيس كالطرف الكردي مثلا ووضع آليات وخارطة طريق لانتقال سلمي وسلس نحو حياة ديمقراطية وسياسية جديدة quot;.

ولفت الى quot;ان المسؤولية الأكبر على عاتق الجامعة تقع في التفاوض مع النظام على آلية تركه للسلطة وكف يده عنها وعن الناس الذين ما عادوا يقبلون الاستبداد البعثي بعد الآن وهذا كله طبعا مرهون بحدوث معجزة تقنع العقل القاتل الحاكم في دمشق بأن ساعة رحيل النظام قد دقت وأن طريق الدم الذي يسلكه لن يوصل الى نتيجة لجهة بقائه وديمومتهquot;، وأضافquot;كلنا أمل في اجتياز سوريا والسوريين هذا المخاض التغييري العاصف بأقل الخسائر الممكنة لكن مع الأسف يبدو أن ضريبة الحرية ستكون ثقيلة وثقيلة جدا quot;.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن الجمعة في بيان ان سوريا طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا.
من جانبه قال الدكتور عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)عبر صفحته على فايسبوك quot;النظام السوري وضع تعديلات على مبادرة الجامعة العربية بإرسال مراقبين من شأنها إفراغ الفكرة من محتواهاquot; ولفت القربي الانتباه الى طلب النظامquot; بأن لا تضم اللجان اي ناشط حقوق انسان، و ان يكون كل المراقبين الـ 500 من الموظفين الرسميين في الدول العربية quot;.

التيار القومي العربي يعقب على برهان غليون حول الطائفية

من جهة ثانية وتعقيباً على بيان الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي دعا فيه إلى نبذ الفتنة والاقتتال الأهلي، قالت لجنة التنسيق والمتابعة في التيار القومي العربي إن quot;الشعب السوري تحمّل لتسعة أشهر كل أصناف القتل والعنف المروع، حفاظاً على خيار الثورة الوطني وسلميتها، ورفض بشكل قاطع كل أساليب وألاعيب النظام في بث الفرقة والعبث في النسيج الوطنيquot;.

وتابع البيان:quot; ولم يعد خافياً على العالم كله أن الجهة الوحيدة التي تمارس القتل والترويع والخطف والقتل الطائفي وما شابه من أفعال شائنة،هو النظام وعصاباته وشبيحته وملحقاته الأمنية والعسكريةquot;.

وأضاف التيار القومي العربي في بيان، تلقت quot;ايلاف quot; نسخة منه quot;إن ما تمر به الثورة اليوم من ظروف حرجة، وما يعيشه الشعب من حالة مأسوية عبر القتل والاعتقال والتشريد والمعاناة الإنسانية، لاتسمح أبداً ببروز حالة من الإرتباك أو التعبير غير الدقيق أو التصريحات غير المدروسة وغير الموثقة، التي تسيء إلى الثورة والثوار الأبطال،الذين يتمتعون بإيمان قوي بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي وبإرادة لا تلين وتضحيات هائلة،وتفوق وطني أخلاقي على النظام المجرم وكل تنويعاته.quot;

وشدد البيان على quot;أن تصريحات الدكتور برهان غليون غير دقيقة وغير صائبة وغير سياسية وُمستغربة، خاصةً أنها جاءت في ظروف داخلية وخارجية حساسة للغاية، تفرض قدراً عالياً من الدقة والمسؤولية في التصريح والتوصيف ومقاربة القضايا الحساسةquot; .

ورأى quot;أنه على المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أن يوضح للرأي العام في سوريا موقفه من تلك التصريحات غير المسؤولة، وأن يعالجها بشكل موضوعي في داخله كمؤسسة وطنية اكتسبت شرعيتها من تبنيها أهداف الثورة، وألا تتكرر مثل تلك التصريحات الملتبسة حفاظاً على الأداء الجيد الذي ظهر فيه المجلس الوطني أخيراًquot;.

وأشار البيان الى أنه حتى يستقيم عمل المجلس الوطني ويتناغم كلياً مع نبض الثورة،quot;لابد من النزاهة والصدق والموضوعية في تصريحاته ومواقفه، لأن الشعب السوري ينزف دماً على مدار الساعة، وعليه لابد من تقبل بل سيادة النقد والمتابعة المستمرة لعمل المجلس،انسجاماً مع وظيفته وتصحيحاً لهفواته وتجذيراً لموقفه العام الذي نحرص على أن يتطابق كلياً مع سياق الثورة ويرتقي إلى مستوى أدائها السياسيquot;.

وشدد التيار القومي العربي في سوريا، على أنه quot;يرى في المجلس الوطني فصيلاً وطنياً مهماً على الساحة الوطنية، لذا يحرص كل الحرص على تفعيل أدائه العام ضمن سياق الثورة وتطور الأحداث، والثورة والشعب السوري ينتظران أقوالاً تعبر عن مشروعهما الوطني التحرري، وأفعالاً تلبي مطالبهما وتزيد عزيمتهما وتعمل على حشد كل الشعب حول الثورة، لا تصريحات ملتبسة تكررت في الآونة الأخيرةquot;.

وكان برهان غليون دعا جميع أبناء الشعب السوري إلى التوقف القطعي عن الاعمال المدمرة ونبذ روح الفرقة والانقسام، والعودة إلى روح الأخوة والوطنيةquot; التي أشعلت الثورة وكانت السبب الأكبر لاستمرارها وتقدمهاquot;. متحدثا عن وجود عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وquot;هو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد ويؤخر الانتصارquot; حسب قوله.

وقال quot;أتوجه بشكل خاص إلى أحرار حمص وثوارها الأبطال من كل الفئات والمذاهب وأدعوهم إلى تغليب حسّهم الوطني، ووقف الاعتداءات وعمليات الخطف والانتقام والترفع عن الاحقاد والالتفاف حول ثورتهم الجامعة وعليهم ضبط النفس ورفض الانجرار وراء ممارسات بغيضة تزكّي الحقد بدل المودة والألفة وتكرس الانقسام بدل الوحدةquot;
ودعا غليون جميع الثوار إلى نبذ تلك الممارسات المدمرة للشعب والثورة وإدانتها وتحريمها والعمل معا على إطلاق سراح كل المختطفين وتكوين اللجان المحلية للتعاون من أجل منع تكرارها.