انقرة: افاد محللون ان تركيا التي تصعد لهجتها حيال النظام في سوريا يوما بعد يوم، باتت تفكر في اقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا لحماية السكان المدنيين، في حال اتسعت وتيرة القمع للحركة الاحتجاجية.

وللمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف اذار/مارس الماضي اعلن رئيس الحكومة التركية رجيب طيب اردوغان ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد باتت معدودة.

وقال اردوغان موجها كلاما حادا للاسد بعد ان كانا حليفين وثيقين quot;سيأتي اليوم الذي ستغادر فيه انت ايضاquot;.

وتنسق الحكومة التركية مع الدول الغربية بشأن الملف السوري، وهي تهدد اليوم بفرض عقوبات اقتصادية على جارها الجنوبي.

وقال مصدر حكومي تركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه quot;نحن نعارض اي مبادرة من طرف واحد كما اننا نعارض تدخلا اجنبيا لتسريع تغيير النظامquot; في سوريا، الا انه لم يستبعد اتخاذ quot;اجراءات اضافيةquot; لحماية المدنيين في حال قام النظام بquot;اعمال وحشية واسعةquot; في البلاد.

وقد يكون من ضمن هذه quot;الاجراءات الاضافيةquot; قيام الجيش باقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية على الحدود بين البلدين لتجنب حصول تدفق كبير للنازحين الى تركيا في حال قيام القوات السورية بعمليات عسكرية في منطقة قريبة من تركيا مثل حلب، بحسب ما قال المعلق السياسي مراد يتكين في صحيفة راديكال.

الا ان مصدرا دبلوماسيا تركيا اعلن ان هذا الاجراء في حال اتخاذه سيكون quot;محض انسانيquot;.

من جهته يقول روبرت فيسك كبير مراسلي صحيفة الاندبندنت البريطانية ان دمشق تخشى ان تستخدم هذه المنطقة العازلة في حال اقامتها نقطة انطلاق للمعارضين السوريين المسلحين. وقال في تصريح لصحيفة الوطن في اسطنبول في ختام زيارة قام بها لسوريا ان quot;سوريا تخشى ان تتحول هذه المناطق العازلة الى جيوب لمقاومةquot; قوات النظام.

وتستقبل تركيا حاليا نحو سبعة الاف لاجىء سوري في محافظة هاتاي الجنوبية، بينهم عسكريون منشقون مثل العقيد رياض الاسعد الذي يقود ما يسمى quot;الجيش السوري الحرquot; الذي يقاتل القوات التابعة للنظام السوري.

وتنأى انقرة بنفسها عن هذا الجيش، الا ان تركيا تحولت بالمقابل الى مركز اساسي للمعارضين السوريين وخصوصا المنضوين منهم تحت لواء المجلس الوطني.

واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان تركيا تخشى بشكل خاص من تدفق كبير للنازحين السوريين الى اراضيها، كما تخشى من اندلاع حرب اهلية في سوريا على حدودها الجنوبية، مع ما يمكن ان يكون لهذا الامر من تداعيات على الداخل التركي ايضا.

وقال كاتب الافتتاحية سيدات ارجين في صحيفة حرييت ان quot;وزارة الخارجية التركية تعتبر انه بات بحكم المؤكد ان نظام بشار الاسد يتهاوى. وكل التقييمات تنطلق من هذه الفرضية. وكلما انهار النظام بسرعة كان الامر افضل لتركياquot;.

الا ان محللين اخرين ينتقدون هذه السياسة التصعيدية ضد سوريا في تركيا.

وقال المحلل العسكري التركي ارمكان كولوغلو quot;لماذا هذا التهافت المفرط؟ على تركيا الا تقيم منطقة عازلةquot;. واتهم انقرة بدفع دمشق الى لعب quot;الورقة الكرديةquot; عبر تسهيل عبور مقاتلي حزب العمال الكردستاني الى الاراضي التركية. مع العلم ان هذا الحزب كان صعد عملياته العسكرية خلال الفترة الاخيرة ضد القوات التركية.

ويتوزع الاكراد على دول عدة في المنطقة مثل تركيا والعراق وايران وسوريا.

وفي عام 1988 هددت تركيا بشن حرب على سوريا في حال لم تقم بطرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان من اراضيها، الامر الذي قامت به سوريا.