الزنتان:تحول سيف الاسلام القذافي الذي كان ينظر اليه على انه وريث والده في السياسة، الى quot;مجرم ضعيفquot; يترقب في سجن في الزنتان غرب ليبيا ان تبدا محاكمته.
ويقول منسق الامور الصحية في المجلس الانتقالي الليبي ابراهيم تركي لوكالة فرانس برس quot;بالنسبة الى الزنتان، اصبح سيف الاسلام مجرد مجرم عاجز عن الايذاء. حياته ليست في خطر ولا مشكلة في ابقائه هنا حتى تبدا محاكمته اذا كان في هذا الامر مصلحة لليبياquot;.

ويضيف ان quot;السلطات الليبية هي التي ستحدد مصيرهquot;.
ويقول سكان الزنتان التي اصبحت معروفة بسجينها الاشهر، انه يجري نقل سيف الاسلام من موقع الى موقع باستمرار من اجل حمايته وخشية عليه من النهاية الدامية التي واجهها والده.

وكان العقيد الليبي الراحل معمر القذافي قتل في 20 تشرين الاول/اكتوبر برصاصة في الراس بعد اهانته وضربه من قبل مجموعات من مقاتلي المجلس الانتقالي.
واثار مقتل القذافي بهذا الشكل تنديدا دوليا واجبر السلطات الجديدة في البلاد على اطلاق تحقيق في ظروف مقتل العقيد الذي حكم البلاد لاكثر من 42 سنة بيد من حديد قبل ان تطيح به ثورة شعبية مسلحة.

ويشير بعض سكان الزنتان الى انهم اعتقدوا في السابق ان سيف الاسلام سيلقى مصير والده، الا انهم باتوا مقتنعين بان نجل القذافي سيبقى على قيد الحياة حتى يحضر محاكمته.
ويقول شعبان الواعر (48 عاما) quot;كنا نشعر بالقلق من احتمال ان يلقى سيف الاسلام مصير والده لكنه يتمتع اليوم بالامان ولا يشكل خطرا على الزنتان او ليبياquot;.

ويضيف quot;يمكن ان يبقى هنا لعام من دون ان تكون هناك اية مشكلة في ذلكquot;.
ويبقى مكان اقامة سيف الاسلام سريا وسط نفي السكان العثور على اي اثر له منذ اعتقاله في 19 كانون الاول/نوفمبر، علما ان مسؤولي المجلس الانتقالي اكتفوا بالقول انه لا يزال موجودا في الزنتان.

وقال نائب رئيس الحكومة مصطفى ابو شاقور للصحافيين في طرابلس الثلاثاء ان سيف الاسلام quot;موجود في مكان آمنquot;، وانه يلقى معاملة تتناغم مع معايير العدالة الدولية.
وفي الايام الاولى بعد اعتقال سيف الاسلام، ذكرت تقارير اعلامية ان المجلس العسكري في الزنتان يرفض تسليمه الى المجلس الانتقالي الليبي، الا في حال جرت تسمية قائد الوحدة التي قبضت عليه، اسامة جويلي، وزيرا للدفاع، وهوما حصل بالفعل.

ويمثل مصير سيف الاسلام تحديا للسلطات الجديدة في ليبيا التي تحاول ايجاد توازن بين مطالب الانتقام من ابن القذافي الذي كان يعتبر وريثه السياسي فيما مضى، ودعوات المجتمع الدولي الى توفير محاكمة عادلة له.
وقد اعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الجمعة ان محاكمة سيف الاسلام القذافي امام المحكمة الدولية الجنائية، في ليبيا، امر وارد.

وقال ان quot;المدعي اقترح امكانية ثالثة (على السلطات الليبية) ان تحاكم المحكمة الجنائية الدولية، بعد موافقة القضاة، سيف الاسلام في ليبياquot;.
واقترح المدعي ان يحاكم القضاء الليبي سيف الاسلام بتهمة ارتكاب جرائم غير التي وجهتها له المحكمة الجنائية الدولية التي ستحاكم سيف الاسلام بعد ذلك في لاهاي بتلك التهم التي وجهها له مورينو اوكامبو.

وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 حزيران/يونيو مذكرة توقيف دولية بحق سيف الاسلام القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال قمع الانتفاضة الشعبية التي تحولت الى حرب اهلية (15 شباط/فبراير 23 تشرين الاول/اكتوبر).
ولا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية ملاحقة مرتكبي عمليات ابادة او جرائم ضد الانسانية او جرائم حرب الا اذا رفض قضاء بلادهم القيام بتحقيق او ملاحقات ضدهم.

وشدد شاقور على ان سيف الاسلام سيلقى محاكمة عادلة، مضيفا quot;سيحدث الامر في الوقت المناسبquot;.
ورغم المخاوف الدولية حول سلامة سيف الاسلام، فان سكان الزنتان يعبرون عن رغبتهم في رؤية العدالة تاخذ مجراها، وان يظهروا للمرة الاخيرة ان ليبيا الجديدة لن تبنى على الانتقام.

ويقول سلام علي احمد الذي يملك محلا لبيع الخضار في الساحة الرئيسية للمدينة تملأ جدرانه صور اشخاص قتلوا خلال الثوارة الليبية، ان سيف الاسلام quot;يستحق محاكمة عادلة، وسيحصل على ذلك، انا متاكدquot;.
وبالنسبة الى واعر، فان quot;سيف الاسلام يبقى بريئا حتى تثبت ادانته، ولا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال محاكمة عادلة تبحث فيما اذا كان اصدر اوامر بقتل الليبيين خلال الثورة ضد والدهquot;.

وتابع quot;نريد ان نعرف ما ااذ كان قد استخدم الاموال الليبية لقتل الليبيين، لكنه ايضا قد لا يكون مذنباquot;.