ستعود اثنتان من زوجات اسامة بن لادن احتجزتهما السلطات الباكستانية بعد الغارة التي قُتل فيها زوجهما في ايار/مايو الماضي ، الى بلدهما العربية السعودية، كما كشف مسؤولون باكستانيون.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر في وزارة الداخلية الباكستانية ان زوجة ثالثة لن تعود الى بلدها الأصلي اليمن بعدما رفضت السلطات اليمنية قبولها ولكنها قد تنتقل للاقامة في دولة قطر.

وكان الجيش الباكستاني احتجز الزوجات الثلاث بعد الغارة التي نفذتها قوة خاصة اميركية على منزل في مدينة ابوت آباد شمالي باكستان قُتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. كما أُخذ مع الزوجات الثلاث نحو 12 طفلا.

وبحسب المسؤولين الباكستانيين وتقارير صحفية سعودية فان الزوجتين السعوديتين خيرية صبار وسهام صبار استعادتا جنسيتهما السعودية مؤخرا ، في خطوة تتيح لهما العودة ربما خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان بن لادن تزوج من خيرية في عام 1985 ومن سهام في عام 1987 وكلتاهما خريجتان جامعيتان. وعندما جُرد من جنسيته السعودية عام 1994 شمل القرار زوجتيه ايضا. وقال المسؤولون الباكستانيون ان زوجات بن لادن يستطيعن الرحيل بحرية بعد ان انتهى التحقيق في ملابسات الغارة . واضاف ان السلطات الباكستانية تعمل مع المسؤولين السعوديين منذ المقابلات التي اجرتها اللجنة القضائية الخاصة بالغارة على ابوت آباد مع ارامل بن لادن.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر كبير طلب عدم ذكر اسمه quot;ان الحكومة السعودية وافقت على قبول اطفاله وزوجتيه ، ونعمل على التدابير اللوجستية الآنquot;. واضاف المصدر ان 8 من أطفال بن دلان سيغادرون مع النساء.

وأكد دبلوماسيون عرب في اسلام آباد التوصل الى quot;حلquot; في المحادثات التي جرت حول اعادة الزوجات ولكنهم لم يحددوا أي مواعيد لمغادرتهن.

ولم يصدر تأكيد رسمي من الرياض وقال السفير السعودي في باكستان ان لا لعلم له بأي انتقال مقبل.

ودعا مسؤولون غربيون في المنطقة الى التريث. وقال احد المسؤولين quot;لننتظر ونر. فان من المرجح ان يعدن الى العربية السعودية في مرحلة ما ولكن قد لا يكون ذلك وشيكاquot;.

وكانت تقارير صحفية سعودية ذكرت ان السلطات اعادت جنسية ارملتي بن لادن وكلتاهما من مواليد مدينة جدة ، بعد مناشدات من عائلتيهما وعائلة بن لادن الى السلطات السعودية.

وجدة هي مدينة عائلة بن لادن ايضا وفيها نشأ اسامة التي توفي عن 54 عاما.

وكان مسؤولون في الرياض صرحوا لصحيفة الغارديان في وقت سابق ان لا اعتراض على عودة الزوجتين الى العربية السعودية ، على الأقل من الناحية النظرية.

وقتل مع بن لادن في غارة ايار/مايو نجله حمزة (22 عاما) الذي دُفن هو الآخر في البحر مع والده. وقيَّد افراد القوة الخاصة الاميركية النساء والأطفال بالاصفاد قبل ان يغادروا المكان.

وقامت اجهزة الاستخبارات الاميركية بمقابلة زوجات بن لادن اللواتي أُصيبت احداهن في الغارة خلال احتجازهن لدى السلطات الباكستانية.

وأمضت الزوجات الثلاث نحو خمس سنوات في ظروف متقشفة نسبيا في المنزل الواقع في مدينة ابوت آباد شمالي باكستان. ويظهر من صور المنزل اثاثه البسيط وأفرشته المصنوعة من الاسفنج الاصطناعي ، بلا مكيفات مع اجهزة تلفزيون قديمة ولكن حديقة الخضروات كبيرة ويبدو انها كانت تُحاط بالعناية.

وكان بن لادن تزوج خمس مرات على الأقل. وتركته زوجته الأولى السورية في افغانستان قبل اسابيع على هجمات 11 ايلول/سبتمبر عائدة الى بلدها. وطُلقت زوجة ثانية في اوائل التسعينات. وتزوج من الخامسة وهي اليمنية امل احمد الصداح في عام 2000. وهناك بالطبع السعوديتان خيرية وسهام.

ورغم الخلاف بين بن لادن وعائلته التي تعتبر من أثرى العائلات التجارية في العربية السعودية فان جهودا بُذلت لرعاية الأرامل.

وكان اثنان على الأقل من ابناء بن لادن هما حمزة وسعد اعتنقا افكاره الراديكالية. وقال بن لادن في مقابلات صحفية انه يأمل بأن تحمل السلاح ابنته صفية ايضا التي يعتقد انها في الثانية عشرة الآن.
وقال مسؤولون باكستانيون لصحيفة الغارديان بعد ايام على الغارة انها بعهدة السلطات الباكستانية وانها كانت شاهدة على مقتل والدها.