الدوحة: اكد الرئيس الالماني كريستيان وولف هنا اليوم ان التحديات العالمية مدعاة للتحالف بين الحضارات مشيرا الى اهمية اضطلاع كل دول العالم بدور يسهم في خلق السلام والاستقرار.

وشدد وولف في كلمة له في منتدى تحالف الحضارات الذي بدأ اعماله بالدوحة اليوم على ضرورة اتاحة حرية التعبير والاعلام وتبادل وجهات النظر والتنافس بالافكار.

وقال في هذا الخصوص quot;يجب ألا يزعم احد انه يمتلك حق منع الناس من التعبير عن حريتهمquot; مؤكدا اهمية الحوار وقبوله وحماية الحقوق وكرامة البشرية ومن دونها لا يمكن ان يكون هناك حوارquot;.

واضاف quot;للناس حق اعتناق الدين الذي يريدونه.. الاسلام جزء من المانيا ويجب ان نكون شركاء ويجب اعطاء المسيحيين حقوقهم وعلى الناس ان يمارسوا شعائرهم الدينية كجزء من هويتهم وعلينا الا نحدد هوية الناس بناء على دينهمquot;.

واكد الرئيس الالماني ان الدوحة اصبحت بعقد هذا المنتدى مكانا مثاليا للتأكيد على اهمية حوار الحضارات والاديان وعلى الجميع احترام حقوق وكرامة بعضهم البعض بما يجعل الاديان سبيل للتعاضد والتفاهم بين المجتمعات وحتى داخل المجتمع الواحد.

ورأى ان اشراك المجتمع في القرارات التي تهمه امر مهم لتعزيز السلام والحد من الخلافات والصراعات مشيرا الى ان التغيرات التي تحدث في المنطقة العربية مدعاة لتعاوننا بشكل افضل من ذي قبل.

وشدد على اهمية قيم التسامح والاحترام المتبادل وضرورة عدم سعي اي جهة لفرض سيطرتها ووجهة نظرها المتعلقة بالعالم الاسلامي على الاخرين.

ودعا على صعيد اخر الى بذل الجهود الجماعية لحماية البيئة وتعزيز الروابط التجارية ومنع العنف مشيدا بالدور الذي تقوم به الجامعة العربية والامم المتحدة على اكثر من صعيد.

وأشاد في هذا السياق بالجهود القيمة والايجابية التي بذلتها دولة قطر لتحقيق السلام والاستقرار في اكثر من بلد.

وبين انه في ظل عالم اكثر تقنية الان يتعين ان يكون هناك اعلام مستقل يوفر تغطية عاجلة وصادقة وتعزيز الوعي نحو قضايا العالم المختلفة ليصبح العالم اكثر وحدة وتماسكا لا سيما عند البحث عن حلول موحدة تقود الى السلام ومكافحة الارهاب والحفاظ على البيئة. وتابع quot;اؤكد لكم ان ما يجمعنا اكثر مما يفرق بيننا وعلى كل منا ان يقوم بدوره في مواجهة التحديات والعنف لنكون جميعا جزءا من الحل وفي ذلك تعزيز للتحالف والتعاون بين الحضاراتquot;.

من جانبه قال الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات جورج سامبايو في كلمة مماثله ان منتدى الدوحة الرابع لتحالف الحضارات يظهر بوضوح الأجندة الاجتماعية التي تصب في أهداف التنمية ودعم الحوار للوصول الى النمو والرخاء ومحاربة التعصب.

وأضاف quot;ان المنتدى جاء في الوقت المناسب وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث تاريخية حيث يسعى هذا المنتدى الى تعزيز دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في المجتمع الدوليquot; موضحا أن الأحداث في العالم العربي تعطي دلالة واضحة بأن الديمقراطية هي الطريقة الوحيدة لارساء مبادىء الرخاء والاستقرار.

وشدد على اهمية التجانس الثقافي بين الشعوب مبينا أن المجتمعات المتعددة ليست مختلفة بالضرورة ما لم تكن تسود فيها صور نمطية وممارسات تهميش لبعض الفئات.

وأشار الى أن المنتدى يعبر عن الجهود الساعية للتنوع والمحافظة على كرامة البشرية حيث ينشط في كل الجهود التي تصب في هذا المضمار داعيا المشتركين في هذا المنتدى الى التوحد لتحقيق الأهداف المرجوة منه التي يصبو اليها جميع المؤتمرين.

وبين أن المنتدى تميز بمشاركة فئة من الشباب من مئة دولة اضافة الى مشاركة منظمات المجتمع المدني لافتا ان اهداف التنمية التي يسعى المنتدى الى تحقيقها تعبر عن قيم اعلان الأهداف الانمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة والموقع من 189 دولة حيث تتلخص تلك الاهداف في ترسيخ الحرية والمساواة بين الشعوب في عالم اكثر عدلا.