الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

الكشف عن هوية رئيس فرع وكالة المخابرات المركزية في بيروت من قبل حزب الله جزء من حرب سرية محتدمة بين الغرب وايران، إذ أعلن الحزب أنّه كشف غطاء 10 من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأميركية quot;سي آي آيهquot; الناشطين في لبنان.


بيروت: في أحدث جولة من حرب التجسس المتصاعدة، نشر تلفزيون quot;المنارquot; التابع لحزب الله، مقاطع فيديو تتهم وكالة الاستخبارات الأميركية بإدارة عمليات تجسس تحت غطاء دبلوماسي في السفارة الأميركية في بيروت. وتضمن الفيديو أسماء الرئيس الحالي لمكتب وكالة الاستخبارات المركزية في بيروت، بما في ذلك تاريخ ميلاده، والرئيس السابق للمكتب، وثلاثة ضباط آخرين، فضلاً عن أسماء حركية لخمسة آخرين.

في هذا السياق، اعتبرت الـ quot;ساينس مونيتورquot; أن الكشف عن غطاء الـ quot;سي آي آيهquot; في لبنان يشكل ضربة قوية للوكالة ويشل قدرتها على جمع المعلومات، في ظل حرب جواسيس مستعرة بين الغرب والجمهورية الإسلامية الايرانية.

يقول روبرت باير، ضابط سابق في المخابرات المركزية الأميركية الذي عمل في لبنان في الثمانينات: quot;من الواضح أن هناك حرب تجسس تجري في ايران، وأعتقد أن خسارة ذراع مهمة وأساسية لوكالة الاستخبارات المركزية في الشرق الأوسط يعتبر كارثياًquot;.

وشهدت ايران في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الانفجارات الغامضة في مرافق يعتقد أن لها صلة ببرامج الجمهورية الإسلامية لإنتاج الأسلحة النووية والقذائف، ما أثار تكهنات بأن الولايات المتحدة واسرائيل في خضم حرب استخباراتية سرية ضد ايران.

ويقول شريط الفيديو، الذي نشرته قناة quot;المنارquot; التلفزيونية، إن وكالة الاستخبارات المركزية تحاول تجنيد المسؤولين اللبنانيين والسياسيين والزعماء الدينيين والاجتماعيين.

ويشرح الفيديو: quot;عندما يتم تجنيد مخبر، يعد ملف شخصي مفصّل عنه وعن شبكة من الأشخاص الذين يعرفهم. وتجتمع وكالة الاستخبارات المركزية مع مخبريها في مطاعم مثل ماكدونالدز، بيتزا هت وستاربكس، أو يتجولون في سيارة في جميع أنحاء المدينةquot;.

ويضيف التقرير: quot;الرئيس الحالي للـ سي آي آيه في السفارة الأميركية في عوكر هو الضابط دانيال باتريك ماكفيلي من مواليد 29 حزيران 1966 وينتحل صفة دبلوماسي في السفارة ويصل عدد ضباط الفريق العامل معه الى حوالى عشرة ضباط من الرجال والنساء وجميعهم يحملون صفة دبلوماسيين وأبرزهم روسيندو سيدانو، تشاك ليزنبي، وسارة غيترquot;، واشار التقرير الى أن الضباط يستخدمون اسماء وهمية منها الضابط نيك، الضابط جيم، الضابطة ليزا، والضابط جون.

اغلاق وكالة المخابرات المركزية

سلّط التقرير التلفزيوني الضوء على المعلومات التي تم الكشف عنها مؤخراً، والتي تشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية اضطرت لإيقاف عملياتها في لبنان بعد أن كشف حزب الله عن هوية العديد من الجواسيس التابعين لها.

في حزيران، كشف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، انه تم إلقاء القبض على ما لا يقل عن اثنين من أعضاء منظمته، بتهمة التعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية.

وقال عضو كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب نوار الساحلي يوم الثلاثاء إن الحرب الاستخباراتية مع إسرائيل والولايات المتحدة ما زالت جارية. وأضاف: quot;لدينا أدواتنا ونحن نراقب تحركاتهمquot;، مشيراً إلى أن حزب الله سيكشف المزيد حول هذه القضية.

وقال باير، الذي نشر ثلاثة كتب بناءً على تجربته مع وكالة المخابرات المركزية، إن الوكالة يجب ان تخضع لتقييم أضرار شامل قبل أن تنظر في استئناف عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في لبنان.

وأضاف: quot;مع تقدير الأضرار، يجب أن تغلق الوكالة أبوابها وتحقق لمعرفة (كيف حدث هذا الأمر)، وهو أمر يثير الشبهة. كما عليهم أيضاً الأخذ في الإعتبار أن السفارة، أو أياً كان المكان الذي يعملون فيه بات معرضاً للخطر. انها مهمة شاقة وتستغرق وقتا طويلاً، وربما سنواتquot;.

وأشار باير إلى أنه من الضروري أن تسحب الوكالة جميع أفرادها من لبنان، وتعمل على توظيف غيرهم تحت غطاء جديد، إضافة إلى تعليمهم اللغة العربيةquot;.

وأُدرج أرشيف باير أثناء إجراء مقابلة معه من قبل محطة تلفزيون لبنانية عن نشاطاته السرية السابقة في بيروت، كخلفية في فيديو المنار الذي فضح عمليات وكالة الاستخبارات المركزية في لبنان.

اعتبرت الـ quot;ساينس مونيتورquot; أن حزب الله لديه قسم قوي وعدواني متخصص في مكافحة التجسس، وهو مجهز بتقنيات رصد متطورة ومعدات مراقبة لتعقب عملاء العدو. ففي السنوات الثلاث الماضية، تم القبض على اكثر من 100 شخص في لبنان للاشتباه في تجسسهم لصالح اسرائيل.

حزب الله يستخدم معدات أميركية لكشف الجواسيس؟

على الرغم من أنه لم يكن هناك أية أعمال عنف خطيرة على طول الحدود المضطربة بين لبنان واسرائيل منذ حرب تموز 2006، إلا أن الطرفين انخرطا في حرب المخابرات السرية باستخدام معدات متطورة للغاية.

اكتشف تقنيو حزب الله الأسبوع الماضي، جهاز تنصت إسرائيليا تم تركيبه في شبكة اتصالات حزب الله الخاصة في جنوب لبنان، وتم تدمير الجهاز في انفجار بالتحكم عن بعد من قبل الإسرائيليين بعد وقت قصير من اكتشافه.

يُعتقد ان حزب الله قد كشف عن شبكة وكالة المخابرات المركزية من خلال عملية تحليل مواقع الاتصالات الهاتفية المشتركة، الذي يحلل الملايين من المكالمات الهاتفية في لبنان لتمييز انماط معينة من المكالمات.

ما يثير السخرية، هو أن المعدات التي يستخدمها حزب الله للكشف عن شبكة المخابرات المركزية تم استقدامها في الأصل من قبل الولايات المتحدة لمساعدة الحكومة اللبنانية في تعقب قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الذي اغتيل في انفجار شاحنة عام 2005 وفقاً لتقارير صحافية.

وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مذكرات جلب بحق أربعة من أعضاء حزب الله للإشتباه في دورهم باغتيال الحريري.

وقال باير إن وكالة الاستخبارات المركزية أصبحت ضعيفة في مجال توظيف الجواسيس والبحث عن موارد الاستخبارات البشرية على مدى العقد الماضي، ما أدى إلى أخطاء مكلفة في لبنان.
وأضاف quot;المشكلة هي أنهم قضوا السنوات الـ 10 الماضية يتصرفون وكأنهم يتعاملون مع عدو في العراق وأفغانستان، لا كعدو متطور مثل حزب اللهquot;.