سيول: المفاوضات حول الملف النووي الكوري الشمالي التي تراوح مكانها منذ اشهر والتي اعلنت بيونغ يانغ السبت، في نفس اليوم الذي توفي فيه زعيمها كيم جونغ ايل، استعدادها لاستئنافها، لم تسمح بدفع النظام الستاليني الى التخلي عن طموحاته الذرية بالكامل.

وبدأت هذه المفاوضات الشاقة بين ست دول (الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا) برعاية بكين في آب/اغسطس 2003 لحل الازمة التي اثارها قرار بيونغ يانغ اواخر 2002 استئناف برنامجها النووي، منتهكة بذلك اتفاقا ابرمته مع الولايات المتحدة قبل 12 عاما من ذلك.

وانضمت بيونغ يانغ في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 2006 الى نادي القوى النووية العسكرية المغلق بعد اجرائها تجربة نووية، وضربت بعرض الحائط تعهدا قطعته في ايلول/سبتمبر 2005 لشركائها في المفاوضات بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وتم اخيرا انتزاع اتفاق في 13 شباط/فبراير 2007 يتعهد الشمال بموجبه وقف تشغيل منشآته الذرية وتفكيكها مقابل مساعدة تبلغ مليون طن من النفط او ما يوازيه وتعد اساسية في البلاد التي تضم 23 مليون نسمة وتعاني من انقطاع مزمن في الكهرباء.

وبدت العملية متواصلة منذ وقف تشغيل موقع يونغبيون في تموز/يوليو 2007 وتدمير برج التبريد فيه في حزيران/يونيو 2008.

غير ان المفاوضات تعثرت بسبب اجراءات التأكد من نزع القدرة النووية.

وتطالب السلطات الاميركية بيونغ يانغ بالقبول بآلية كاملة للتدقيق، تشمل اخذ عينات من مواقع نووية.

لكن كوريا الشمالية اكدت ان العملية لا تنص على اكثر من زيارات خبراء دوليين، والاطلاع على وثائق ولقاءات مع تقنيين كوريين شماليين.

والمفاوضات متوقفة اليوم بعد اعلان بيونغ يانغ نهاية نيسان/ابريل استئناف نشاطاتها النووية ردا على عقوبات فرضتها الامم المتحدة.

وقد دان مجلس الامن الدولي في 14 نيسان/ابريل كوريا الشيوعية لاطلاقها في الخامس من نيسان/ابريل صاروخا مخالفة قرارا للامم المتحدة اعتمد في تشرين الاول/اكتوبر 2006 ويمنعها من اجراء اي تجربة نووية او بالستية.

وردا على ذلك اعلنت كوريا الشمالية انسحابها من المفاوضات السداسية ووقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واعادة تشغيل منشآتها النووية.

وقال خبراء انه من غير المرجح ان تتخلى كوريا الشمالية عن السلاح النووي، قدرة الردع الوحيدة التي تملكها للضغط على شركائها.