جثمان كيممسجّى لإلقاء نظرة الوداع عليه

منذ وفاة كيم جونغ إيل السبت الماضي ولهب التكهنات يتأجّج في الغرب حوله. ويقال الآن إن جنازته ستكون بدون مدعوين أجانب، عدا ساحرة يابانية، كان كيم مغرماً بها. وقيل أيضًا إنه توفّي على سريره، وليس أثناء رحلة عمل له.


لندن:بدأت كوريا الشمالية فترة حداد رسمي على زعيمها الراحل كيم جونغ إيل تبلغ أوجها مع تشييع جثمانه في 28 من الشهر الحالي.

وورد من داخل هذه الدولة، التي تضرب حول نفسها ستارًا سميكًا من السرّية، أن حكومتها لم تدع أيًا من قادة العالم غلى حضور مراسم الجنازة (عدا، ربما، ممثلين متوسطي المستوى من الصين وروسيا وفنزويلا وكوبا).

كما ورد أيضًا أن تقارير الاستخبارات الأجنبية أوضحت أن الزعيم الكوري الشمالي لم يفارق الحياة أثناء رحلة عمل له في القطار، كما جاء في الرواية الرسمية، وإنما على سريره. لكن يبدو أن سلطات بلاده أرادت أن يكون ختام حياته مرتبطًا بتأديته الواجبتجاه بلاده وشعبه، ولهذا خرجت برواية القطار.

في غضون هذا، قالت مجلة laquo;فورين بوليسيraquo; الأميركية إن الامتناع عن دعوة الأجانب - خصوصًا من العالم الرأسمالي - بدون استثناء ليس ملفتًا للنظر. وقالت إن مصدرًا موثوقًا به أطلعها على أن الشخصية الوحيدة التي تلقت الدعوة إلى حضور مراسم الجنازة الرسمية هي ساحرة يابانية شهيرة إقليميًا، تدعى تينكو هيكيتا، وتعرف بلقب laquo;الأميرة تينكوraquo;.

جاء على لسان المصدر قوله إن تينكو تلقت الدعوة عبر الهاتف من أحد أقرب أقارب الزعيم الراحل. لكن هذه الساحرة اليابانية، التي تتمتع بشعبية كبيرة في كوريا الشمالية، لم تحسم أمرها بعد في مسألة تلبيته الدعوة. وكانت هذه المرأة قد زارت بيونغ يانغ عددًا من المرات خلال الفترة 1998 - 2000، وحضرت عددًا من مآدب الغداء والعشاء مع الزعيم نفسه في قصره المنيف.

وفي جو السرّية، الذي يغلّف الشؤون الكورية الشمالية، فقدسرت شائعات روّجت لها الصحافة الآسيوية والغربية عن laquo;علاقة عاطفيةraquo; جمعت الساحرة اليابانية وكيم. ولا دهشة في تآلف القلوب، إذا علمنا أن حكومة بيونغ يانغ نفسها تضفي شيئًا من السحر على شخصية كيم، وتروّج أنباء،مفادها أن البلاد شهدت انهيارًا طينيًا في منطقة جبل ماييكتو، مسقط رأس كيم، بعيد وفاته السبت الماضي، وأن الجبل نفسه صار يشع بضوء غريب في تلك الليلة.

كذبة حول مكان الوفاة

لقطة أرشيفية لكيم داخل قطاره الخاص

على صعيد الأقاويل نفسه، اتضح أن الرواية الكورية الشمالية عن وفاة كيم (69 عامًا) مشكوك في صحتها.

وورد في هذه الرواية أن laquo;الزعيم المحبوبraquo; توفي في الثامنة والنصف من صباح السبت الماضي بسكتة قلبية بسبب الإرهاق الذي عاناه، وهو يطوف على حقول البلاد بقطاره الخاص.

لكن الصحافة الغربية نقلت عن وين ساي هون، مدير الاستخبارات الكورية الجنوبية، قوله إن صور الأقمار الفضائية الملتقطة لمحطة السكك الحديدية في قلب بيونغ يانغ توضح أن هذا القطار الخاص لم يتحرك من مكانه قيد أنملة في الآونة الأخيرة، وخاصة خلال الأيام التي سبقت وفاته.

ويقول خبراء كوريون جنوبيون في شؤون الجارة الشمالية إن المعروف عن الزعيم المحبوب تمضيته معظم الليل في اللهو بمختلف أشكاله، ونهوضه من النوم في وقت الظهيرة.

لذا فإن الرواية الرسمية، التي تحدد وقت وفاته عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا وهو يطوف على البلاد بقطاره، لا تتفق مع نمط حياته عمومًا. وطرح هؤلاء الخبراء السؤال الآتي أيضًا: laquo;إذا كان كيم قد توفي في جولة بقطاره على الحقول، فلماذا لم يحضر وفاته أي شخص على الإطلاق، سواء من الشعب، الذي كان يزور قطاعاته، أو مرافقوه، وأولئك القائمون على خدمته داخل قطاره الخاص؟raquo;.

بالطبع فإن هذا يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول سبب الرواية الرسمية للوفاة، بما في ذلك الاحتمال غير المرجّح القائل إنها ربما كانت laquo;مدبّرةraquo;. لكن المراقبين يميلون إلى تفسير أكثر بساطة، وهو أن سلطات بيونغ يانغ أرادت فقط إعطاء الانطباع بأن كيم laquo;توفي أثناء أدائه واجب الراعي الأكبر المتفقد شؤون شعبه على الدوامraquo;.

ويقول أولئك المراقبون إن إعلان وفاته وهو على سريره laquo;لا يناسب نوع الثقافة البطولية، التي تسود في تلك الرقعة من العالم... والموت على السرير ليس كالموت على أرض المعركة من أجل الوطنraquo;.