سيف الإسلام خضع لاستئصال طرفي إبهامه وسبابته

يواجه سيف الإسلام القذافي محاكمتين: الأولى تتعلق باتهامه بالفساد، والثانية بارتكابه جرائم حرب خلال الثورة. لكن جماعة لحقوق الإنسان تبدي قلقها إزاء أنه محتجز لدى ميليشيا الزنتان في غرب ليبيا وليس لدى حكومة طرابلس، وأن هذه الميليشيا تحرمه من حقّه في التمثيل القانوني.


أعربت laquo;هيومان رايتس ووتشraquo;، أبرز الجماعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء أن سيف الإسلام القذافي يظل من دون محام رغم أنه يواجه محاكمتين في بلاده تتعلقان باتهامه بالفساد وارتكاب جرائم حرب. ويتوقع لأولاهما أن تبدأ الشهر المقبل، وهو ما تصفه الجماعة نفسها بأنه موعد مبكر يستدعي قلقا إضافيا على مصيره.

وتقول هيومان رايتس إن سيف الإسلام، الذي اعتقل في 19 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي في جنوب ليبيا، يخضع منذ ذلك الوقت للحبس الانفرادي ومن دون منفذ الى تمثيل قانوني له. وأضافت أن جراحه وقت إلقاء القبض عليه حدت بأطباء السجن لاستئصال طرفي إبهامه وسبابته بيده اليمنى، وأنه يعاني جرحا آخر في إصبعه الوسط.

وممّا قاله سيف الإسلام لزواره من الجماعة الدولية أن جراح يده كانت نتيجة لقصف جوي من قوات حلف شمال الأطلسي laquo;الناتوraquo; قبيل اعتقاله على يد الثوار. وأضاف أن أطراف أصابعه أصيبت بالغنغرينا ولذا استوجب استئصال اثنين منها.

ويحتجز سيف الإسلام لدى ميليشيا مدينة الزنتان في منطقة جبال نفوسا في غرب البلاد (تعرف أيضا باسم laquo;الجبل الغربيraquo;). ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن رئيس مجلس السلطة المحلية، عثمان تركي، قوله إن استجوابه لم ينته بعد وإنهم سيسلمونه الى الحكومة المركزية في طرابلس بعد انتهاء التحقيق معه.

وأضاف قوله إن laquo;من غير المسموح لسيف الإسلام بمحام له في الوقت الحالي، ولن يحصل عليه الا بعد اكتمال فترة التحقيق هذهraquo;. ومضى يقول: laquo;من غير المسموح له ايضا التواصل مع أي جهة كانت. هذا ليس قراري شخصيا وإنما نحن نتبع القوانين واللوائح الليبيةraquo;.

لكن هيومان رايتس تقول إن من حق الإنسان التمتع بمحام له في غضون 48 ساعة من إلقاء القبض عليه. وأضافت أن شكوى سيف الإسلام الرئيسة هي أنه معتقل من دون أي منفذ له الى العالم الخارجي. وقال فريد ابراهام، وهو أحد ممثلي الجماعة الدولية والتقاه في الزنتان، إن المسؤولين الليبيين أخبروه بأن لديهم أدلة قوية للغاية - تشمل مكالمات هاتفية في ما يُعتقد - تثبت أنه متورط في جرائم الحرب إضافة الى أدلة تدمغه بالفساد.

وفي طرابلس قال عبد الرحمن بوسن، وهو ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، إن سيف الإسلام سيتمتع بالتمثيل القانوني بسبب قرب بدء محاكمته، ربما في وقت ما من يناير / كانون الثاني المقبل. لكن ممثل هيومان رايتس يقول إن هذا الموعد laquo;مبكر بشكل غير مقبول ويضيف المزيد الى قلقنا إزاء محاكمته بشكل عادلraquo;.
وقالت laquo;تايمزraquo; إن أسرة القذافي في المنفى استأجرت المحامي الإسرائيلي نِك كاوفمان للدفاع عن سيف الإسلام. لكن هذا المحامي نفسه يقول إن المستحيل عليه أداء مهمته هذه إذا لم تتح له السلطات الليبية لقاءه. ويضيف أن الوضع الحالي لا يصنّفه في خانة المحامي الرسمي لنجل القذافي.

وتقول مصادر دبلوماسية غربية إن على الأرجح أن تنظر المحاكمة الأولى في تهم الفساد. أما تلك المتعلقة بجرائم الحرب فستكون من اختصاص المحاكمة الثانية. وهي عريضة وجادة بحيث إن المحكمة الجنائية الدولية استصدرت بشأنها أوامر قضائية عدة. ويذكر أن ليبيا طرف موقع على قرار الأمم المتحدة 1970 القاضي بقبول سلطة المحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية. ومثّل ليبيا وقتها العقيد معمر القذافي إضافة الى ابنه سيف الإسلام نفسه وعبد الله السنوسي مدير الاستخبارات وقتها.

ومع ان السلطات في الزنتان وعدت بتسليم سيف الإسلام الى المجلس الوطني الانتقالي، فإن المسؤولين في طرابلس يقولون في مجالسهم الخاصة إن ممثلي ميليشيا الزنتان هم القوة السياسية الأكبر في العاصمة نفسها. وربما كان أفضل دليل على ذلك تعيين قائد تلك الميليشيا، أسامة الجويلي، وزيرا للدفاع في حكومة المجلس الوطني.