القاهرة: ألقت اليوم صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية الضوء على شخصية السفير السابق لدى مصر، فرانك ويزنر، الذي أوفد مؤخراً من جانب الإدارة الأميركية لمقابلة الرئيس المصري، حسني مبارك، وأشارت التقارير التي بثتها وكالات الأنباء أنه نقل رسالة من الرئيس باراك أوباما تفيد بأنه يتعين على مبارك ألا يرشح نفسه لولاية جديدة.
وفي مستهل حديثها، قالت الصحيفة إن السفير المتقاعد، الذي يبلغ من العمر 72 عاماً، ينتمي إلى فئة مميزة في واشنطن، خاصة بأولئك الأشخاص الواقعيين في تناولهم لشؤون السياسة الخارجية، الذين أتوا في وقت تفرض فيه الولايات المتحدة هيمنتها وتفوقها ويمتلكون من الثقل والخبرة ما يمكنهم من التعامل مع الأزمات الراهنة.
وفي الوقت الذي سبق أن دخلت فيه واشنطن في صِدام مع طهران بشأن ملفها النووي إبان حقبة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، الذي وصف إيران بأنها quot;جزء من محور الشرquot;، كان ويزنر واحداً من بين عدة مسؤولين سابقين ينتهجون عملية مختلفة للاتصال من القنوات الخلفية، من أجل إيجاد مخرج لتلك الأزمة.
وحين بدأ يفكر الرئيس جورج بوش في شن حرب على العراق، انضم ويزنر إلى إدوارد دجيريجيان، سفير سابق، ليحذران بصورة علنية من مغبة الإقدام على خطوة كهذه. وعندما احتاج بوش للمساعدة في تحقيق الاستقلال لكوسوفو، استعانت وزارة الخارجية بويزنر ليكون كبير المفاوضين هناك، وهي المهمة التي أنجزها بنجاح.
وأخيراً، تم إيفاد ويزنر من جانب الرئيس، باراك أوباما، إلى مصر، وهو مكلف بأن يحث صديقاً قديماً، هو الرئيس حسني مبارك، لكي يغادر ويتخلى عن السلطة. لكن قدرته على إنجاز تلك المهمة لم تتضح. وقد غادر ويزنر القاهرة يوم أمس الأربعاء بعد أن قاوم الرئيس مبارك طلب الرئيس الأميركي بإحداث نقل فوري وسلمي للسلطة.
وقال في هذا السياق ليزلي جيلب، الذي عمل لفترة طويلة في المجال الدبلوماسي ويمارس الآن مهنة الصحافة: quot;لم يوفد ويزنر إلى هناك ( القاهرة ) لكي يجامله (الرئيس مبارك ) أو يُمسِك بيده. بل أوفد نظراً لعلاقته الوطيدة للغاية بمبارك، ولأنه من نوعية الأشخاص الذين يتسمون بالقدرة على توصيل أو تسليم بعض الرسائل الصعبةquot;.
وتابعت النيويورك تايمز بقولها إن ويزنر قضى السنوات التي أعقبت تقاعده عام 1997 في العمل على العلاقة بين الدبلوماسية والشؤون التجارية. وقد شغل لمدة زادت عن العشرة أعوام منصب نائب رئيس شركة A.I.G العملاقة في مجال التأمينات، وقد غادر هذا المنصب في عام 2009، في الوقت الذي تم فيه إنقاذ الشركة من جانب دافعي الضرائب الأميركيين، ثم انضم بعدها إلى شركة باتون بوغز.
كما أنه ذائع الصيت في دوائر السياسة الخارجية، ومع هذا، فهو لا يحن إلى الأضواء. لكن بفضل كفاءته وخبرته، استطاع أن يصل إلى مراتب ومواقع متميزة على الصعيد الدبلوماسي. ونقلت الصحيفة هنا عن مورتون أبراموويتز، دبلوماسي آخر محنك يعرف ويزنر جيداً، قوله: quot;إنه شخصية غير مُحِبة للبهرجة، وإنما يتميز بالطابع القوي للغاية، كما أنه يدرس القضايا، ويتميز بالجدية ويعمل بهدوء وفعالية شديدين. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يعرف أيضاً كيف له أن يتعامل مع الناسquot;.
التعليقات