يبدأ اليوم السبت الحوار بين أحزاب الوفد والتجمع من جهة ونائب رئيس الجمهورية عمر سليمان فيما لا يزال شباب المعارضة يرفضون الحوار.



في الوقت الذي يبدأ فيه أول حوار حقيقي بين النظام وجزء من المعارضة اليوم من خلال لقاءات يعقدها نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان والدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء، يرفض عدد كبير من الشباب والحركات الاحتجاجية الدخول في حوار قبل رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة.

ووافق التجمع والوفد في ساعة متأخرة من مساء أمس على الدخول في الحوار ما يظهر انقسام جديد للمعارضة المصرية إذ ترفض عدد من الحركات الاحتجاجية مثل شباب 6 أبريل وكفاية و الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدد كبير من الشباب المعتصمين في ميدان التحرير هذا الحوار، فيما تتحفظ جماعة الأخوان على الدخول في حوار حيث سبق وأن أبدت رفضها وإن كان موقفها الان بات قريبا من الموافقة لاسيما بعد أن بددت المخاوف من سيطرتها على الحكم بإصدار بيان رسمي وتصريحات من قيادات يؤكد عدم اعتزامها عدم ترشيح أي من رجالها في انتخابات الرئاسة المقبلة.

ويأتي الاجتماع الذي بدأ صباح اليوم بعد اجتماع تم يوم الخميس الماضي بين نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ورؤساء أحزاب 21 حزب يطلق عليهم المصريون الأحزاب الورقية التي تفتقد التواصل الجماهيري إذ لا يتجاوز عدد أعضائها مجتمعة 100 ألف .

وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع لـquot;إيلافquot; أن الموافقة على الحوار جاءت بعد الهدوء الذي ساد أمس في ميدان التحرير لافتا إلى أن القرار جاء بعد دراسة متأنية داخل الحزب.

وعن رفض عدد كبير من الشباب الحوار قبل رحيل الرئيس قال السعيد أن كل فرد له وجهة، لهم الحرية التامة في اختيار الطريقة التي يتعاملون بها مع الأزمة موضحا أن الحزب رأي أن الحوار هو الأفضل خاصة أنه جاء بمطالب محددة وواضحة بحيث يستمع كل طرف إلى وجهة نظر الطرف الأخر.


وأكد السعيد أنه في حال التوافق على رؤية مشتركة يمكن العمل بها سيكون هذا أفضل لإخراج البلاد من حالة الغليان الشعبي التي تمر بها مشيرا إلى أن نجاح الحوار يتوقف على مدى الجدية النظام ورغبته في إنهاء الاحتجاجات الشعبية.

ونفى الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد لـquot;إيلافquot; أن تكون الأحزاب تحاول سرقة ثورة الشباب مؤكدا على أن الثورة هي ثورة حقيقة للشباب وليس للأحزاب والقوى السياسية.

واعتبر البدوي أن اختلاف وجهات النظر تجاه الحوار أمر طبيعي ودليل على الديمقراطية مطالبا باحترام الاختلافات في وجهات النظر في طريقة التعامل مع الأزمة التي تمر بها مصر.
وشكك القيادي في المعارضة المصرية جورج إسحاق في نية النظام للتحاور بشكل جدي مؤكدا على انشقاق المعارضة في اتخاذ موقف موحد من رفض الحوار حتى رحيل الرئيس أضعف موقفها أمام الجماهير.
وأكد إسحاق على أن الأحزاب في حال اتفاقها مع النظام في ظل استمرار الرئيس مبارك فلن ينجحوا في تنفيذ ما اتفقوا عليه لأن الشباب المتواجد في ميدان التحرير لديهم مطالب يغفلها ممثلو الأحزاب التي قبلت الحوار .

من جهته اعتبر الدكتور حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير السابق لـquot;إيلافquot; أن انقسام المعارضة هو أمراض النخبة السياسية مؤكدا على عدم وجود مبرر لقبول حوار في الوقت الذي يستمر فيه الشباب بالاعتصام في ميدان التحرير ويحققون كل يوم انجازات جديدة ويجبرون النظام على تقديم تنازلات.

وأوضح نافعة أن الحوار مع النظام أمر مرفوض جملة وتفصيلا لأنهم في النهاية يتلقون التعليمات من الرئيس مبارك الذي يطالب الجماهير به مستنكرا موقف الأحزاب من التخلي عن مطالب الشباب الذين يعتبرون أصحاب الثورة الحقيقية.