مع ان الغرب ينظر اليهم بعين الريبة، فان الاخوان المسلمين يبدون اكثر براغماتية مما يعطون الانطباع، ويريدون ان يكونوا لاعبا اساسيا في عملية التغيير.


القاهرة: إنهم في قلب ميدان التحرير، وفي الصفوف الاولى للتظاهرات المناهضة للرئيس حسني مبارك، ومع ان الغرب ينظر اليهم بعين الريبة، فان الاخوان المسلمين يبدون اكثر براغماتية مما يعطون الانطباع، ويريدون ان يكونوا لاعبا اساسيا في عملية التغيير الجارية حاليا في مصر.

في ميدان التحرير يشاهد الاخوان وهم يوزعون الماء والطعام ويسعفون الجرحى ويحرسون المداخل المؤدية الى ميدان التحرير، ويقفون جنبا الى جنب مع المعارضين العلمانيين واليساريين وشبان فايسبوك وتويتر على الانترنت.

واذا كانت مشاركتهم واضحة في الانتفاضة الحاصلة في ميدان التحرير، لا يزال من الصعب جدا معرفة نسبة القوة التي يمثلونها وسط هذه الفئة الواسعة المتجددة من القوى السياسية في المجتمع المصري.

وكانت حركة 6 أبريل التي تضم شبانا ينادون بالديمقراطية من دون دوافع دينية اطلقت هذه الحركة الاحتجاجية بموازاة ثورة الياسمين في تونس.

وجمعت التظاهرة الاولى في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير نحو 15 الف شخص في القاهرة ما اربك السلطات التي احتارت في طريقة التصرف، فاستفاد الاخوان المسلمون من هذه الثغرة ونزلوا في التجمعات والتظاهرات ابتداء من الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي.

في هذا الاطار، يقول تامر وهو مصري يحمل ايضا الجنسية الاميركية quot;يكررون القول دائما في محطات التلفزة الاميركية ان الاخوان المسلمين سيتسلمون السلطة في البلاد في حال سقوط نظام مبارك. الا ان الامر ليس كذلك والشعب يعرف كيف يحافظ على حقوقه في الوقت المناسبquot;.

ويقول طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين العام 1928 والذي يعيش في جنيف ان quot;الذين ينزلون في شوارع مصر حاليا هم رجال ونساء ينشدون الحرية والديمقراطيةquot;.

ويضيف quot;من غير الصحيح القول ان المواجهة حاليا هي بين الاخوان المسلمين والنظام القائمquot; متابعا ان quot;حصة الاخوان المسلمين من تأييد الشعب المصري هي بين 20 و30% وهم لا يسيطرون على المعارضةquot;.

وللمرة الاولى دعت السلطات المصرية جماعة الاخوان المسلمين الى المشاركة في الحوار الذي يقوم به نائب الرئيس عمر سليمان، الا ان المسؤولين في الحركة رفضوا الدعوة مشددين على انهم يرفضون اي حوار ما دام الرئيس المصري لا يزال رئيسا للبلاد.

من جهته، ادلى السناتور جون ماكين بتصريح اعتبر فيه ان مشاركة الاخوان المسلمين في الحكومة الانتقالية ستشكل quot;خطأ تاريخياquot;.

واضاف ان quot;الاخوان المسلمين مجموعة متطرفة هدفها فرض الشريعة، وهم لا يؤمنون بالديموقراطية وينتهكون حقوق المرأةquot; بحسب ما قال في مقابلة مع مجلة در شبيغل.

الا ان الرجل الثاني في التنظيم الاسلامي رشاد البيومي قال في مقابلة مع در شبيغل ايضا quot;لا نريد ان تقدم الثورة على انها ثورة الاخوان المسلمين وثورة اسلامية. انها انتفاضة الشعب المصري، والغرب لا يريد ان ينصت الينا، نحن لسنا شياطينquot;.