تتواصل في لبنان التحركات المؤيدة لثورة الشباب في مصر، ويأمل المشاركون في هذه النشاطات الانسجام مع نبض الشارع المصري والعربي، الذي بات يرفض وبقوة كبيرة كل أشكال القمع والاستغلال الاقتصادي.


بيروت: يشهد لبنان العديد من المهرجانات والاعتصامات التضامنية مع الانتفاضة الشعبية في مصر، تم تتويجها بالمهرجان الشعبي والسياسي الحاشد، الذي أقيم في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ودعا إليه حزب الله والقوى المحسوبة على فريق الثامن من آذار والحزب الشيوعي اللبناني.

وكان أبرز المتحدثين فيه أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي أوضح أن التأخير في إقامة المهرجان، يعود إلى عدم إعطاء الفرصة لأحد باتهام حزب الله أو حركة حماس أو الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف وراء انتفاضة الشعب المصري، وأعلن نصرالله التأييد الكامل للانتفاضة، التي اعتبرها ثورة شعبية ووطنية واجتماعية وسياسية، ستغيّر وجه المنطقة والعالم، ووضع إمكانات الحزب بتصرف شباب مصر وشعبها.

وكان قد سبق المهرجان برنامج تضامني مع الانتفاضة الشعبية في مصر، جعل تقاطع الطرق المؤدي إلى السفارة المصرية في بيروت والأتوستراد المحاذي لها في منطقة بئر حسن يتحول إلى ساحة لتنظيم الإعتصامات والمهرجانات، تأييدًا للانتفاضة الشعبية في جمهورية مصر العربية، وحيث يحتشد في المكان يوميًا العديد من أنصار القوى السياسية وأعضاء هيئات المجتمع المدني والمستقلين وبعض العمال المصريين في لبنان، وخصوصًا القوى التي ينتمي بعضها إلى فريق 8 آذار، كالحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة الناصريين المستقلين quot;المرابطونquot;، وبعض القوى الإسلامية كالجماعة الإسلامية والقوى اليسارية وتنظيم الحزب الشيوعي اللبناني والمنتدى الاشتراكي وحركة الشعب.

ويوضح العضو في المنتدى الاشتراكي باسم شيت أن التحرك كان قد بدأ نهار الجمعة في الأسبوع ما قبل الماضي، ويهدف إلى تقديم الدعم والتأييد للشعب المصري حتى يتمكن من تحقيق أهداف الثورة التي أطلقها، ويقول شيت quot;يتم مسبقًا تعيين الوقت المحدد للقوى التي تنظم نشاطها التضامني بشكل جماعي كالقوى اليسارية أو القوى المحسوبة على فريق 8 آذار أو الجماعة الإسلامية والتي تبدأ من الساعة الثالثة بعد الظهر، وتمتد حتى ساعات المساءquot;.

ويلفت شيت إلى أن التحركات المؤيدة للشعب المصري ستأخذ في الأيام المقبلة أشكالاً أخرى، كالندوات والحفلات الموسيقية ...الخ. ويأمل المشاركون في النشاطات الداعمة للشعب المصري الانسجام مع نبض الشارع المصري والعربي، الذي بات يرفض وبقوة كبيرة كل أشكال القمع والدكتاتورية والاستغلال الاقتصادي.

ويؤكد النائب في كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي مروان فارس، أن التحرك التضامني مع الشعب المصري انطلق بشكل عفوي ومشابه للثورة العفوية للشعب المصري، وتشارك فيه أكثرية الأحزاب الوطنية والإسلامية، خصوصًا وأنه يشكل مرجعية كبيرة في العالم العربي، ويؤسس لنموذج جديد في إنتاج حالة الثورية ستعمّ الدول العربية الأخرى، مما يجعل الأنظمة العربية تشعر بقلق كبير لأن الثورة التي أطلقها الشعب المصري، باتت تهدد الكثير من الطغاة في العالم العربي الذين أصبحوا في حالة قلق شديد، مما يحصل على مصيرهم في المرحلة المقبلة.

وبحسب فارس، quot;تتمثل خصوصية النموذج المصري بمبادرة الشباب الذي بدأ يكون القيادة الخاصة باستكمال الثورة والتي ستحمل الكثير من الأفكار المبدعة والخلاقة التي تواكب مرحلة تاريخية، بدأت تؤسس لها انتفاضة الشعب المصري في كل أنحاء الوطن العربي، وستشكل إبداعًا سياسيًا، يعود فيه الحق للشعوب التي تنتج ثائرين وقيادات خاصة بها، تستبدل الطغاة الذين سرعان ما يتهاوون مع النظام القديم عينه، بعدما قام على القمع والظلم والاستبداد من جهة، وإفقار الشعوب من جهة أخرىquot;.