القاهرة: شارك في التظاهرات المستمرة حتى الآن الآلاف من المصريين من مختلف الأعمار والفئات. الكل خرج ولديه مطلب مختلف عن الآخر، لكن الشارع وحّدهم وكسر حاجز الخوف الذي امتد لسنوات طويلة بسبب إحكام السيطرة الأمنية من قبل وزارة الداخلية وجهاز مباحث أمن الدولة.

المتظاهرون شجعوا غيرهم عن طريق الهتافات والأناشيد الوطنية، مما أدى إلى خروج الآلاف، وزاد الجميع إصراراً على الرغبة في التغيير.

وتحول ميدان التحرير في وسط القاهرة إلى منطقة خيام محصنة، حيث يؤكد آلاف المتظاهرين المرابطين بشكل دائم فيه أنهم لن يتراجعوا قبل أن يرحل الرئيس حسني مبارك، وهو واحد من مطالبهم الرئيسة.

الإرهاق يبدو على الجميع الموجودين، لكن هناك من يحاول حثّهم على البقاء حتى تحقيق مطالبهم، حيث يصيح أحد الناشطين موجهًا حديثه للمتظاهرين الذين ينامون في الميدان، رغم الليالي الباردة والإرهاق quot;لا تتعبوا .. لا تتعبوا، فالحرية لم تتحقق بعدquot;.

وفي محاولة للتهدئة، أعلن مبارك (83 سنة) عن تشكيل لجنة quot;تتولى دراسة وإقتراح ما تراه من التعديلات الدستورية للمواد 76 - 77 - 88 وغيرها من المواد الأخرى اللازمة لتحقيق إصلاح سياسى وديموقراطيquot; في إطار quot;الحوار الوطنيquot; الذي بدأ الاحد بين السلطة والمعارضة الحزبية والعامة، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تعد تطلق عليها الصحف الحكومية quot;الجماعة المحظورةquot;، والتي بات النظام يعترف بوجودها كقوة معارضة فاعلة على الأرض.

وتتضمن مواد الدستور هذه شروطًا quot;تعجيزيةquot; للترشح لرئاسة الجمهورية، ولا تحدد عدد للولايات الرئاسية. إلا أن هذه الإجراءات السياسية، ومنها تأكيد الرئيس عدم ترشحه لولاية سادسة لم تقنع المحتجين أو تهدأ من غضبهم، حيث أصرّوا على رفض أي حوار قبل رحيل مبارك فورًا.

ويقول عصام مجدي، وهو محام شاب في الخامسة والثلاثين، quot;لا يمكن أن يكون هناك حوار قبل رحيل مبارك. وعندما يحدث ذلك يمكن التحاور على كل شيءquot;. ويؤكد عاطف عوض، وهو نجار في الرابعة والثلاثين، وعضو في جماعة الإخوان quot;لا نريد دولة عسكرية ولا دينية. ما نريده دولة مؤسسات تقوم على انتخابات حرةquot;.

يذكر أن الانتفاضة المصرية اكتسبت زخماً جديداً مع ظهور الناشط وائل غنيم، الذي استقبل استقبال الأبطال في ميدان التحرير. واحتشد آلاف المتظاهرين حول وائل غنيم بمجرد وصوله بعد الظهر إلى ميدان التحرير بصحبة والدة خالد سعيد، وهو شاب مصري ضربته الشرطة في الإسكندرية حتى الموت في الطريق العام الصيف الماضي، ما أثار موجة عارمة من الغضب، دفعت غنيم إلى تأسيس صفحة quot;كلنا خالد سعيدquot; على موقع quot;فايسبوكquot;، التي تضم أكثر من 650 ألف عضو.