تونس: تحول شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية الى ساحة لحرية التعبير والاحتجاج الا ان مظاهر الفوضى تتسع في رقعتها على كامل البلاد مع مرور الوقت.
ولعل هذا التوسع غير المحسوب في الاعتصامات والتظاهرات ينزلق بتونس في ظل تعالي المصالح الفئوية الضيقة الى انفلات مآله ارباك المؤسسات العامة في مواجهة تحديات المرحلة الدقيقة التي تعيشها الجمهورية التونسية.

فبين نجاح سياسي واجتماعي وانكشاف اقتصادي وامني يرزح المجتمع التونسي تحت وطأة الشائعات ووقع الدعوات الخاصة بتفريعاتها المهنية والاجتماعية وحتى السياسية.
ورغم حجم الانجاز دخلت تونس منذ سقوط النظام السابق في حالة من الفوضى المنظمة جعلت من استرجاع الحياة الى طبيعتها طموحا في حد ذاته.

فلم تقتصر الاضرابات والاعتصامات على فئة بعينها او هدف محدد وانما شملت الاحتجاج السياسي والرفض الشعبي والمطالب الاجتماعية حتى تحولت الى موجة كبيرة ركبها منتسبو وزارتي الخارجية والداخلية وموظفو النقل والبلدية وعمال الشحن والوقود والحراسة والنظافة رغبة في لفتة ادارية.

وفي مقابل تحرك هؤلاء السياسيين والناشطين الاجتماعيين والنقابيين والعاملين نحو مصالحهم المتشعبة ركن وقود الثورة من الشباب العاطلين عن العمل ممن واجه رصاص وقنابل الشرطة الى مقاعد المقاهي والحانات.
فمنذ ال14 من يناير الماضي بدأ الشارع التونسي ينساق خلف شائعات مربكة فمن اشاعة ما يتحول سريعا الى اخرى ثم غيرها مسرفا في تعبيره قبل تدبيره