تتخوف إسرائيل مما هوآتٍ في مصر، وتخشى من تعاملها مع نظام أكثر عدائية، ما جعلها تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها مستقبلاً، وربما يكون من بينها توسيع جيشها وتحصين حدودها مع مصر.


تستعد إسرائيل للتعامل مع نظام مختلف في مصر، على إثر التطورات الحاصلة في القاهرة. وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن الإسرائيليين يستعدون للتعامل مع نظام أكثر عدائية في مصر، في مرحلة ما بعد مبارك، وهو النظام الذي يتوقعون أن يدفع ببلادهم إلى توسيع جيشها، وتحصين الحدود الصحراوية التي تقع بين البلدين، وربما إعادة غزو قطاع غزة، الذي يسيطر عليه الفلسطينيون.

فبعد ثلاثة عقود من دخول إسرائيل في quot;سلام باردquot; مع مصر، قالت الصحيفة إن مسؤولين إسرائيليين يراجعون الآن الطرق التي يمكن أن تؤثر من خلالها عملية الانتقال التي تدعمها واشنطن في القاهرة على الدولة اليهودية.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مُطَّلعين على تلك المراجعة التي تقوم بها تل أبيب أن القيادة الجديدة في مصر، المتأثرة بدعم الإسلاميين والمشاعر الشعبية المناهضة لإسرائيل، سوف تُخَفِّض مستوى العلاقات الدبلوماسية والتجارية، ما يلقي بظلال من الشك على استمرار أو بقاء معاهدة السلام الموقَّعة بين الدولتين في عام 1979 على المدى الطويل.

كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين بارزين تحذيرهم من أن انهيار حكم الرئيس مبارك قد تسبب بالفعل في تقليص النفوذ الاستراتيجي للولايات المتحدة وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، في مواجهة أنظمة في إيران وسوريا تدعم الجماعات الإسلامية المسلحة، وتسعى الآن إلى جذب مصر إلى المعسكر الخاص بها.

وقد ردَّت إسرائيل على الاضطرابات التي تشهدها مصر من خلال تحركها صوب دعم إمدادات الغاز واتخاذ خطوات واعدة لدعم الاقتصاد الفلسطيني. وألمحت بهدوء إلى دعمها حدوث انتقال تدريجي مدعوم من الجيش وخاضع لسيطرة نائب الرئيس، عمر سليمان، الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات المصري لفترة طويلة، وتربطه علاقات وطيدة بوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وغيره من القادة الإسرائيليين.

وفي مسعى من جانبه إلى تعزيز أمن إسرائيل، سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتنياهو، بنشر مؤقت لـ 800 جندي مصري في شبه جزيرة سيناء المأهولة بالسكان ومنزوعة السلاح بموجب معاهدة السلام. وأوضحت الصحيفة أن نيتنياهو هدف من وراء تلك الخطوة إلى منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. كما أمر نيتنياهو الجيش بسرعة بناء سياج يبلغ ارتفاعه 13 قدماً، ويخضع لرقابة أجهزة الرادار.

وأكد مسؤولون ومحللون أن إسرائيل تُدرِج على رأس أولوياتها الآن احتمالية إعادة التخطيط على الصعيدين الاستراتيجي والعسكري، إذا تحولت العلاقات مع مصر إلى علاقات غير ودية. وقالت الصحيفة إن قلق إسرائيل ينبع أساساً من قوة الإخوان المسلمين، أكثر قوى المعارضة تنظيماً في مصر، وكذلك العلاقات الوطيدة التي تربط الإخوان بحركة حماس. لكن القادة الإسرائيليين غير مستقرين أيضاً بسبب شكوك متعلقة بمعاهدة السلام، سبق أن تحدث عنها المعارض المصري، محمد البرادعي.

وأوردت الصحيفة في ختام حديثها عن دان سكوفتان، مدير قسم دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا الإسرائيلية، قوله quot;إن بزوغ نظام أقل حميمية في مصر، حتى وإن لم يلغ معاهدة السلام، فسوف يخلق قدراً كاف من عدم اليقين بأن إسرائيل سوف تشعر بأنها مجبرة على توسيع جيشها وزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعيةquot;.