حيا سياسيون عراقيون ثورة الشعب المصري، معتبرينها عملاً بطوليًا جريئًا كسر حاجز الخوف، وفتح الأبواب أمام رياح التغيير.


وأشار هؤلاء السياسيون الذين تحدثواإلى quot;إيلافquot; إلى أن هذه الثورة تشكل جرس إنذار لكل الحكام الذين يجثمون على صدور شعوبهم أو الذين يستقوون بالخارج،مستبعدين أن يكون لما حدث في تونس أو مصر تأثير على الواقع العراقي، لأن الأمر مختلف جدًا على حد قولهم، باعتبار أن الحكومة العراقية منتخبة وديمقراطية وحديثة العهد.

زار أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي السفير المصري في بغداد شريف شاهين مقدمًا التهنئة للشعب المصري بقيام الثورة وإسقاط رأس النظام الحاكم الرئيس المخلوع حسني مبارك،قائلاً quot;إن هذه الثورة هي عودة الشرعية إلى أبناء الشعب المصري الذين ضربوا المثل الأعلى بصمودهم وتنظيمهم وانضباطهم العالي خلال أحداث الثورة، وأن هذه الثورة ستكون مثلاً يحتذى به لدى بقية شعوب المنطقةquot;، مشيدًا بوطنية الشباب الثائر وتشكيله اللجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والمؤسسات الوطنية، مثل المتحف المصري، الذي يحوي نفائس أثرية لا تقدر بثمن.

وأكد أن انتصار الثورة الشعبية في مصر هو انتصار لكل الأحرار في المنطقة،وسيؤدي إلى تعزيز الديمقراطية بين أبناء الشعوب العربية التي تتوق إلى الحرية.

وقال الجلبي، الذي يعد أول شخصية سياسية عراقية تقدم التهنئة للسفير المصري، إن مصر أنجبت الكثير من القادة البارزين، مثل أحمد عرابي وسعد باشا زغلول وجمال عبد الناصر، وهي تنجب اليوم هذا الشباب الوطني الذي أشعل شرارة الثورة بعفوية وبإخلاص، موضحًا أن نجاح الثورة في مصر سيغير الموازين في المنطقة، وسيعيد مصر إلى دورها الريادي الذي غاب بفعل سياسات النظام السابق، ومؤكدًا على أن عودة مصر ستؤدي إلى تحقيق التوازن في المنطقة، وأن مصر ديمقراطية ستكون خير عون للعراق ولبقية الدول العربية.

من جهتهرأى النائب عن التحالف الوطني علي الشلاهأن الحدث إيجابي جدًا، وأعطى أملاً بأن ما سادت من فكرة عن الدول العربية بأنها راكدة لم يكن صحيحًا، وأن هناك بوادر للتحرك ولإقامة أنظمة حديثة تليق بالعصر الحالي، والعراقيون فرحون بالثورة المصرية لأنهم أصحاب الديمقراطية اليتيمة في الوطن العربي، وهذا سيؤدي إلى تغييرات إيجابية تدعو إلى التخفيف من غلواء الأنظمة في الحريات العامة والثقافية، وتمنى أن لا تقع مصر أو تونس في إشكالات معقدة، وأن تسير الأمور بسلاسة لأننا نعرف أن الثمن الذي يدفع للحرية والديمقراطية باهظ، كما تمنى للشعوب الديمقراطية أن تعيش بدون مشكلات.

كما أضاف إنquot;الأمر مختلف في العراق عما سواه، إذ إن المشكلة هي مشكلة خدمات وكهرباء، وليست مشكلة النظام السياسي، فالناس الذين على سدة الحكم الآن ديمقراطيون، وما نسمعه من كلام له مصداقية، وعلى الحكومة الجديدة أن تتعامل بحزم مع الفساد، وتلبي طموحات المواطنين في الغذاء والكهرباء، والأمر واضح لدى الحكومة، وهناك عمل دؤوب لإيجاد أسلوب لحل مشاكل الكهرباء والبطاقة التموينية، والعمل جار على قدم وساق للبحث في سبيل أنجع من السبيل الذي ساد في السنوات الأخيرة.

كما أمل أن يتفهم الأشقاء في الكويت الحال العراقي، وأن يوفقوا المطالبات بالتعوبضات لسنوات عدة،ليبني الجانب الاقتصادي، وأن تبنى البنى التحتية العراقية لتستوعب العاطلين عن العمل الذين هم أهم مشكلة في العراق الآن.

أما الدكتور إبراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق فقال quot;لا يختلف اثنان على أن هذا التحول التاريخي أعاد مصر إلى شبابها وحيويتها، وأشعر أن ثورة الشباب هذه جعلت الآخرين ينتظرون اللحاق بعلي ومبارك، وبالتالي عندي إحساس أن ما سيحصل في الوطن العربي هو كالتغيير الذي حصل في أوروبا الشرقية، التغيير السلمي الذي يأتي من الداخل، وأعتقد أن ما حدث في تونس ومصر سيتكرر في مناطق متعددة التي فيها الأنظمة العربية الجاثمة على صدور الناس والتي أذن لها بالرحيل.

ورأى أنهناك ملامح صورة جديدة للمنطقة، وعام 2011 سيكون انعطافة في المنظومة العربية، ووصف ما حدث في مصربأنه بداية التحدي، وقد تمكن الشباب من كسر الحاجز وتغيير النظام، وهي عملية موفقة، ويمكنهم أن يستفيدوا من تجربة العراق لوضع أسس ناحجة للتغيير .

وأشار إلى أن البوابة فتحت، وتحتاج جهدًا مشتركًا من أجل استكمالها،خاصة إيجاد منظومة للحريات والحقوق وتحسين الوضع المعاشي للفقراء والأمية، ومن المهم التركيز في المرحلة المقبلة على التعليم وفتح آفاق جديدة في مكافحة الأمية التي تنتشر بين طبقات المجتمع المصري، كما يجب أن يكون دخول الشباب إلى معترك السياسة بخطوات مدروسة لضمان التغيير، ومن أجل أن لا تكون هناك التفافات من الكتل السياسية المخضرمة على هذه الثورة.

أما النائبة عن الكتلة العراقية عالية نصيف فتعتقد أن الأحداث في مصر هي قمة ثورات الشعوب، وهي الدرس الذي يلقن للحكام بعدم الاستقواء بالخارج على شعوبهم لأن الخارج يتخلى عنهم في أية لحظة، وأن الشعوب هي صاحبة التفويض، الدرس المصري وقبله التونسي بليغ للحكام العرب لكي ينتبهوا إلى أبناء بلدهم.

وأضافت quot;إن الثورة المصريةكانت ثورة سياسية وخدماتية معًا نتيجة تسلط حكام دكتاتوريين على مقدرات الشعوب، وأعتقد أن هذا ناقوس إنذار لجميع الحكام من أجل أن يرجعوا من مسألة الاستقواء بالخارج، الدرس موجه للحكومات التي ليس بين شعوبها فوارق طبيعية.

وتابعت quot;أنا ذكرت أن الثورة المصرية سياسية، لكن في العراق الانتفاضات خدماتية، فليس لدينا حكام مرت عليهم سنوات طويلة، بل إن الحكومة منتخبة، ولم يمر عليها وقتًا طويلاً، ولكن يجب ألا نهمل مظاهرات الخدمات، ويجب على الحكومة العراقية أن توفر الخدمات، خاصة تلك المتعلقة بالكهرباء والبطاقة التموينية.

النائب الكردي عادل برواري يتصور أن ما حدث في مصر هو بداية النظام الديمقراطي للشعب المصري، وإذا ما نمدح أنفسنا نحن العراقيون بأن هذا امتداد للنظام الديمقراطي الذي قام به الشعب العراقي بقادته الوطنيين، حيث إن النظام البرلماني بعيد عن الشرق الأوسط، وخاصة الدول العربية منه، وكذلك العراق، الذي كان يرزخ تحت دكتاتورية النظام البائد.

Heavy traffic is pictured on the streets of downtown ...
عودة الحياة الى شوارع القاهرة

واعتبر أن هذه الانطلاقة المصرية أخذها الشعب المصري من الشعب العراقي في إقامة النظام الصحيح المبني على احترام حقوق كل إنسان، وقد نجحت في عموم الكرة الأرضية، وخاصة في الغرب كأميركا وأوروبا.

ويعتقد أن هذه الثورة المصرية بداية جديدة للنهوض التي يقوم بها الشعب المصري مشكورًا، وهو المعروف بمواقفه الوطنية، فهو شعب حي ولديه ضمير يفهم معنى الإنسانية والديمقراطية والحرية، وقد أسقط الحزب الواحد الحاكم لثلاثين عامًا بمصائر 85 مليون مصري، فهو شعب موطن الحضارات.

وحول إذا ما كانت التظاهرات هذه ستمتد إلى العراق قال quot;حتى لو حدثت فإنها لا تحدث ضد النظام العراقي الحالي، بل ضد النظام الدكتاتوري الفردي، والحكومة العراقية الحالية انتخبها الشعب العراقي من خلال صناديق الاقتراع، ولكن من حق الشعب أن يخرج في مظاهرات سلمية ضد تدني الخدمات والكهرباء، على غير ما حدث في تونس ومصر، حيث كانت المظاهرات من أجل إسقاط النظام الفردي المركزي لأكثر من ثلاثة عقود، حيث يحكم البلدين حزب واحد، ورئيس دكتاتوري كان مسيطرًا على كل زمام الأمور.

كما أشار إلى أن المظاهرات العراقية التي كانت في كل المحافظات ليست ضد الحكم، ولا تريد تغيير النظام، بل إنها من أجل الخدمات، والعراقيون يفهمون أن الحكومة الحالية وطنية ومنتخبة، وتضم كل القوميات والمكونات والأديان، ويفهمون أيضًا أن العراق خرج من حرب طالت سنين، وكان يسيطر حزب حاكم واحد لمدة 35 سنة، هو الذي أدى الى دخول العراق في حروب وعدم استقرار.