تسببت القنبلة التي ألقيت أمس على المتظاهرين في تعز وقتلت شخصًا وأصابت أكثر من 45 شخصا أحدهم في حالة حرجة، بحالة من الالتفاف الشعبي بين مواطني المدينة والمناطق المجاورة حيث خرجوا بالآلاف لينضموا إلى المعتصمين في quot;ساحة الحريةquot;.


يوم دام شهدته اليمن بعد أسبوع من التظاهرات التي شهدتها محافظات صنعاء وتعز وعدن. ففي محافظة عدن سقط شاب ثالث في حين سقط رابع في تعز، بينما لا تزال حالة الشاب الخامس في حالة حرجة في العناية المركزة.
وشهدت محافظة تعز مهرجانا لعشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم ظهر أمس وتم تقديم وجبة الغداء لهم لينصرفوا بسلام.
تطور لافت شهدته المدينة بعد وقت قصير من انتهاء مهرجان المناصرة للرئيس حيث اقتربت سيارة تسبقها دورية عسكرية وحاول ركاب سيارة quot;اللاندكروزرquot; استفزاز المتظاهرين بالسلاح الناري وفجأة رميت قنبلة على جموع المتظاهرين لتخلّف قتيلا و 52 جريحا أحدهم في حالة حرجة.

وقال الناشط الحقوقي طلال الشرجبي لـ إيلاف إن غالبية الجرحى يرقدون في مستوصف quot;الصفوةquot; الخاص بينما أسعف خمسة آخرين في مستشفى الثورة الحكومي نظرا لصعوبة إمكانيات المستشفى السابق.
وأضاف الشرجبي أن هناك عيادة ميدانية تم ترتيبها في quot;ساحة الحريةquot; لكنه تحدث عن شحة إمكانات العيادة، خصوصا للحالات الطارئة الكبيرة التي حدثت اليوم.

وأوضح الشرجبي أنه تم إلقاء القبض وفقا للإعلان الرسمي على من ألقى القنبلة وستة آخرين.
وحول الوضع الميداني أكد طلال الشرجبي أن شرائح عدة تواصل انضمامها إلى المعتصمين من محامين وحقوقيين وأكاديميين في جامعة تعز.
وأصدر المعتصمون بيانا لهم موقعًا باسم quot;حركة شباب تعزquot; نددوا فيه بالجريمة مطالبين بمحاسبة مرتكبيها وداعين الناس إلى مواصلة المطالبة بحقوقهم المشروعة تحت راية تغيير النظام.
وأشار الشرجبي إلى أن المتظاهرين مصممون على عدم العودة إلى منازلهم مشيرا إلى أن المواطنين سئموا من الاحتقانات والقهر والفقر والبطالة وانتهاك الحقوق من قبل النظام.
واعتبر الحديث عن مبادرة الرئيس بأنها كانت عبارة عن تراجع عن أخطاء ولم تعد مقنعة الآن مشيرا إلى أن ما يجري حاليا هو حرب نظام على المواطنين داعيا الجيش والأمن إلى الوقوف مع إخوانهم المواطنين وحمايتهم.

استقالة محافظ عدن
في عدن أفادت مصادر متعددة أن محافظ عدن عدنان الجفري قدم استقالته من منصبه احتجاجا على تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين. الخبر تناقلته عدة وسائل إعلامية لكن لم يتسن التأكد من صحته.
ويأتي هذا الخبر بعد أن كان قد أعلن عن إقالة مدير أمن عدن عبدالله قيران لكن الخبر ظهر أنه كان غير صحيح وظهر على قناة الجزيرة يوم أمس بصفته ذاتها.

وقال الإعلامي سامي الكاف من عدن لـ إيلاف إن المحافظ كان قد طالب بإقالة مدير الأمن قبيل إقامة بطولة quot;خليجي 20quot;، لكنه لم يتم الاستجابة إلى طلبه.
وتحدث سامي الكاف عمّا يدور في عدن مشيرا إلى أن المحلات في شوارع المنصورة أغلقت بشكل شبه كلي وهي المديرية التي خرج المتظاهرون فيها منذ سقوط مبارك، وسقط أول القتلى فيها في حين ما زالت جثته في المستشفى بعد رفض أسرته استلام جثته حتى يتم محاسبة المسؤولين عن قتله.
وأشار سامي إلى أن تعامل السلطات مع ما حدث وتهميش قضية مقتل المتظاهرين أثار سخط الناس ما سبب تزايد حالات الاحتجاجات وانتشار حالة غضب واسعة.
وأضاف أن الاحتجاجات في عدن قد تشهد حدة أكثر إذا لم تتخذ السلطات معالجات عاجلة للوضع.

إلى ذلك سيطر مساء أمس مئات المحتجين على ميدان الساعة في قلب مدينة كريتر في عدن، في حين علق المجلس المحلي في خور مكسر أعماله احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين.
كما خرجت مسيرات سلمية في عدة مدن في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وكذلك في محافظة شبوة وذلك عقب صلاة الجمعة.
ومن المقرر خروج مسيرة في منطقة يافع في محافظة لحج يوم غد السبت تحت قيادة ما يسمى بالحراك الجنوبي.

جرحى في تظاهرات حاشدة في صنعاء
وفي صنعاء خرج الآلاف إلى الشوارع الرئيسة وسط العاصمة بعد أن تم تحويل منطقة جامعة صنعاء الجديدة إلى ثكنة لمساندي النظام حيث كان مقررا إقامة الاعتصام المناهض للنظام هناك.
وكالعادة تعرض المتظاهرون الذين هتفوا بإسقاط النظام وبعبارة quot;سلمية، سلميةquot;، تعرضوا لاعتداءات من قبل من يطلق عليهم quot;البلطجيةquot; بالخناجر التقليدية والعصي الكهربائية والخشبية.
وقال شهود عيان إن عدد الجرحى الذين سقطوا يتجاوز العشرة أشخاص في حين أصيب أكثر من 45 شخصا في تظاهرات أمس الأول.
إلى ذلك ما زال الموقف السياسي غامضا حيث لم يعلن أي جديد من السلطة والمعارضة.

فرنسا تحذر وأميركا تتخوف
دوليا دعت فرنسا رعاياها في اليمن إلى توخي الحذر والابتعاد عن التظاهرات، وعدم السفر إلى اليمن.
وقال الخارجية الفرنسية في بيان لها إن التظاهرات في الشارع التي حصلت منذ بداية فبراير في كبرى مدن اليمن، quot;التي غالبا ما كانت عفوية وغير متوقعة، تستدعي مضاعفة الحذر والابتعاد عن أي تجمع جماهيريquot;.

وأضافت الوزارة quot;ننصح، أكثر من أي وقت مضى، بعدم السفر إلى اليمنquot;.
وكانت سفارة واشنطن في صنعاء أدانت الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون اليمنيون من قبل أنصار النظام معتبرة أنها تتنافى مع التعهدات التي التزم بها الرئيس علي عبد الله صالح لحماية حقوق المواطنين اليمنيين في التجمع السلمي للتعبير عن آرائهم.

وجاء في بيان للسفارة صدر عصر اليوم إن quot;سفارة الولايات المتحدة الأميركية لاحظت في الأيام الأخيرة ارتفاعا مقلقا في عدد الاعتداءات وحدتها ضد المواطنين اليمنيين الذين يتجمعون سلمياً للتعبير عن آرائهم حول الوضع السياسي الراهنquot;.
وأضاف البيان أن السفارة لاحظت أيضا quot;تقارير تفيد بتواجد مسؤولين حكوميين أثناء وقوع هذه الاعتداءاتquot;.
ودعت السفارة الأميركية الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمسؤوليتها في حماية حياة وممتلكات كافة اليمنيين وصون حقوقهم الأساسية الإنسانية والمدنية ومنع حدوث أي اعتداءات أخرى ضد التظاهرات السلمية.
وبعد البيان ظهر الرئيس أوباما ليعلن عن قلقه الشديد حول ما يدور في اليمن وكذلك ليبيا والبحرين.