راجت رسالة الكترونية اليوم في العالم وخاصة في ألمانيا، مفادها أن مرسلتها المجهولة التي تدّعي بأنها سوزان مبارك تطلب المساعدة من أجل تهريب مبلغ 15 مليون دولار إلى الخارج.
زويرخ: طلبت سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، المساعدة كي تتمكن من تهريب ثروة مالية تقدر بـ 15 مليون دولار، هذا بالضبط ما حملته رسالة إلكترونية أُرسلت علي نطاق واسع إلى العديد من الأشخاص في ألمانيا حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منها.
زعمت مرسلة الرسالة أنها هي زوجة الرئيس المصري، وفيها تطلب المساعدة من الأشخاص الذين تصلهم هذه الرسالة في المبادرة بإرسال بياناتهم الشخصية والحساب المصرفي لهم حتى تبدأ في عملية تحويل مبلغ 15 مليون دولار على الفور مقابل 20 %، أي ثلاثة ملايين دولار مقابل هذه الخدمة.
هذا وفق ما جاء في ماذكره quot;فرانك بيكرتquot; الذي يعمل في شركة أمن الأنترنت في برلين والذي من مهامه متابعة الأحتيال بالأنترنت ورصد عمليات النصب والإحتيال عبر الإعلانات والبريد الإلكتروني وقد دعم ذلك بنشر صورة من الإيميل المزعوم الذي يحتوي علي الرسالة كاملة .
بالفعل وصل هذا البريد إلى العديد من الألمان في مختلف الولايات الألمانية، وقد رصد على الفور، ونبهت إليه بعض المواقع الإلكترونية والمدونيين، وكثير من الصحف المحلية، وكلها حذّرت من الإنسياق وراء متطلبات هذا البريد، ونبهت من أن الذين أرسلوه هم محتالون، ربما يقيمون في نيجيريا.
يقولquot; فرانك بيكرتquot; إن القصة كلها خدعة، وإن الرد على مثل هذا الرسالة وتلبية متطلبات المحتالين قد يعرّض الضحية إلى عملية نصب تكلّفه الكثير من المال، فمن المعروف أن بداية عمليات الإحتيال بالبريد الإلكتروني بدأت في سنة 1988 في نيجيريا وساحل العاج وبلدان أفريقية أخرى، كان المحتالون فيها يستغلون الأوضاع السياسية والنظم الديكتاتورية والفساد والإنقلابات العسكرية في تلك البلدان.
كما يبعثون برسائل الكترونية إلى أشخاص يعيشون في أوروبا، يطلبون منهم مساعدتهم في نقل أرصدة من تلك الدول إلى الخارج، على أن يحصل المساهم على نسبة من استخدام حسابه المصرفي، كمحطة لنقل تلك الأرصدة إليها، والتي غالبًا ما تتراوح بين 10 مليون إلى 30 مليون دولار، وهو رقم يغري الكثيرين، خاصة بعض كبار السن، الذين يسهل الأحتيال عليهم، هذا وفق ماجاء في تقرير لمعهد quot;أولتراسكانquot; الهولندي، الذي أكد أن الاحتيال بهذه الطريقة وصلت خسائره إلى 6.7 مليار يورو في 2010.
بريد quot;سوزان مباركquot; يظهر بقوة إلى أي مدى يتفاعل المحتالون مع الأحداث الجارية، مستغلين تلك المواقف التي قد يسهل اصطياد الضحايا فيها.
مما جاء في رسالة quot;سوزان مباركquot; الإلكترونية المزعومة quot;أنا السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لقد حصلت على عنوانكم من القائمة الخاصة بالذين يمدون أيديهم للمساعدة، وفي هذا الموقف الحرج الذي أتعرّض له وعائلتي أرجو المساعدة. ربما تعرفون الظروف التي أمر بها والعائلة، إننا نقيم الآن في شرم الشيخ، وممنوعون من السفر، نريد تحويل مبلغ 15 مليون دولار إلى حسابكم، آملين في استثمار هذا المبلغ في بلدانكم عندما تهدأ الأوضاع.
وتابعت الرسالة quot;إذا كان لديكم الاهتمام في نقل هذا المبلغ إلى حسابكم في أي دولة من دول المجموعة الأوروبية، وبعد إتمام عملية نقل هذه الأموال سوف تحصلون على نسبة 20% من إجمالي المبلغ الكلي. وسوف يحضر ابني علاء إلى البلد التي أنتم فيها، بحيث يبدأ عملاً تجاريًا بمساعدتكم، وعلى هذا الرابط يمكنكم مشاهدة القصة كاملةquot;.
ملحوظة أرفقها صاحب الرسالة في الختام وهي كالآتي quot;أرجو منكم الاتصال بالمدعو quot;إمام دوديquot; على رقم أو تحت هذا الإيميل (موجود في صورة المنشورة)، وهو سوف يقوم بكل المساعدة بالطريقة الشرعية في إتمام تحويل النقود وحفظ حقوقكم.
هذه الخدعة يعرفها الكثيرون حول العالم، وقد وصل إلى الكثيرين رسائل قريبة من هذا المضمون، بعض الذين يقعون في شرك هذه العملية يجدون أنفسهم مطالبين بدفع نفقات محامين ورسوم مصرفية مقررة وغيرها من أموال، حتى تتم الصفقة كاملة، وطبعًا بعد دفع هذه الأموال لن يحصلون علي شيء.
ففي العام الماضي، فقدت سيدة في مدينة سالزبورج في النمسا 350 ألف يورو نتيجة وقوعها ضحية لعملية نصب منظمة من قبل نيجيريين استخدموا الطريقة عينها، وفي مدينة انيجيرلوه في شمال الراين ويستفاليا دفع عجوز مبلغ 145 ألف يورو نتيجة وعده بالحصول على مبلغ 30 مليون دولار.
التعليقات