أعلن عقيد اسمه طارق سعد حسين في بنغازي laquo;المحررةraquo; أنه يسعى الآن إلى جمع أكبر عدد ممكن من الجنود الذين انحازوا لصفوف المتظاهرين في شرق البلاد من أجل الزحف إلى طرابلس وتحريرها من القذافي وإقامة نظام مدني ديمقراطي.


العقيد طارق سعد حسين

بنغازي: في قاعدة جوية في ضواحي بنغازي، يجهّز العقيد طارق سعد حسين قواته استعدادًا للمعركة الحاسمة. فهو ورجاله، كبقية الثوار، يقولون إن العقيد القذافي سيقاتل إلى آخر قطرة من دمائه في سبيل تشبثه بالسلطة في طرابلس.

ورغم أن الشرق laquo;محررraquo; الآن، فإن حسين وجنوده وبقية أهل بنغازي يقولون إن البلاد لن تقسم إلى شرق وغرب، وإن الثورة لن تكتمل إلا بتحرير طرابلس من يد القذافي.

تصديقًا لهذا، فإن الشعارات التي تحملها اللافتات والرايات أمام مبنى المحكمة العليا في بنغازي تحثّ على الوحدة، ويقول بعضها laquo;ليبيا جسد واحد وطرابلس قلبهraquo;، والأئمة في المساجد يحثون المصلين على الوحدة الوطنية في الوطن الواحد.

وفي مكتبه ذي الأثاث القليل والضوء الخافت في القاعدة التي تعجّ بالمدفعية المضادة للطائرات، يقول العقيد حسين لمراسلة مجلة laquo;تايمraquo; إن ما يحدث في ليبيا الآن هو laquo;ثورة الشعبraquo;.

لكنه يضيف أن العسكريين الذين انشقوا على النظام وانحازوا إلى صفوف المتظاهرين - وهم 10 آلاف جندي من بنغازي إلى الحدود مع مصر - يقع على عاتقهم دور مهم.ويتابع laquo;نحاول الآن جمع أكبر عدد ممكن من الجنود للزحف إلى طرابلس وتحريرها من العقيد القذافي ونظامهraquo;.

ويضيف قوله إنه ينسّق الجهود حاليًا مع ضباط عسكريين آخرين وشيوخ القبائل ومتطوعين من سائر أجزاء الشرق من أجل المعركة الحاسمة. ويضيف أن هذه هي السبيل الوحيدة لإنهاء 42 عامًا من حكم القذافي.

حسين يشير إلى أن حوالى ألفين من الجنود والمتطوعين وصلوا إلى طرابلس فعلاً، وبانتظار انضمام المزيد إليهم قبل بدء المعركة التي يتحدث عنها.

وشدد على أن laquo;هذا سيكون أبعد شيء عن انقلاب عسكري. هذه ثورة شباب على النظام. ولم تكن هكذا حتى تصدى القذافي لاحتجاجاتهم السلمية بعنف موغل في الشراسة وأشبعهم تقتيلاً بأعصاب باردة. ولذا فقد حان الوقت للتدخل. أولئك الشباب هم من بدأ الثورة ومهمتنا هي إكمالهاraquo;.

وفي حال إسقاط القذافي بالقوة الحربية، فهل يعني هذا أن ليبيا ستنتقل من حكم عسكري إلى آخ؟ يجيب حسين بالنفي ويقول laquo;لا بد لنا من دولة ديمقراطية من الآن فصاعدًا. سئمنا الدولة العسكرية. مهمة القوات المسلحة هي حماية أرض الوطن وشعبه، وليست حكمه بأي شكل من الأشكالraquo;.

ولكن، من أجل تحقيق هذا الأمل يتعين على حسين ورجاله الاستيلاء على طرابلس مرورًا بعقبة كبرى تتمثل في مدينة سرت في نصف المسافة بين بنغازي والعاصمة تقريبًا، وتعتبر معقلاً للقذافي (تضم اكبر مجمع للمؤتمرات الشعبية في البلاد).

وهناك عقبة أخرى هي الأسلحة المتطورة التي تتمتع بها القوات الموالية للزعيم الليبي وقوات مرتزقة داخل طرابلس نفسها.

ويقول حسين إنه أجرى اتصالات في الآونة الأخيرة مع عسكريين ومدنيين في سرت. ويضيف قوله laquo;لا نريد معاملتهم على النحو غير الإنساني الذي ظلوا يعاملون به. ولا نريد أن نتصرف كقتلة. ولذا فقد ناشدناهم عدم التصدي لنا في طريقنا إلى طرابلسraquo;.

ويلفت إلىأن القذافي laquo;يخسر قطعة من نظامه في كل يوم يمرّ.. الضباط والوزراء والديبلوماسيون وموظفو الخدمة المدنية يهجرونه بالجملة. وفي المقابل فثمة هدف مشترك يوحد صفوف الثوار وهو إسقاط هذا النظامraquo;. وذكر أن قواته ستصل إلى طرابلس وستقصف باب بن غشير، الحي الذي يقول إن القذافي يختبئ فيه.

ويضيف laquo;لدينا طيارون أمرهم القذافي بقصف بنغازي وعصوا أوامره وانضموا إلينا هنا. ولدينا طيّارون على استعداد لعمليات انتحارية وتحطيم طائراتهم في أي مكان يوجد فيه الدكتاتور إذا لزم الأمرraquo;.

هل الهدف من كل هذا هو قتل القذافي؟ يبتسم حسين ويقول laquo;نفضل القبض عليه حياًraquo;. لكن لا أحد يتوقع للقذافي أن يرحل بهدوء. فبقية قواته جيدة الإعداد، وابنه خميس - كما يقول حسين - يقود كتيبة من 3 آلاف مقاتل نصفهم مرتزقة.

ويوم الخميس قال وزير العدل السابق مصطفي محمد عبد الجليل في لقاء مع laquo;الجزيرةraquo; إن القذافي يملك السلاح الكيماوي والنووي أيضًا.

لكن حسين ينفي هذا ويقول laquo;لا يملك قنابل نووية. وحتى السلاح الكيماوي فقد اضطر إلى تسليمه كجزء من صفقة لوكربي مع الغرب. كان يظن أن شراءه دعم بريطانيا وأميركا يضمن له البقاء في السلطة الى مماته..raquo;. ويكتم ضحكة قبل أن يضيف: laquo;لكنه نسي غضبة الشعب الليبيraquo;.