تشهد العاصمة الليبية طرابلس آخر معقل للزعيم الليبي معمر القذافي مواجهات دامية بين قوات النظام والمتظاهرين المطالبين برحيله،وتشير التقارير إلى أن هناك مجازر ترتكب بحق المواطنيين حيث تدخل قوات المرتزقة للبيوت.


طرابلس: افاد شاهد عيان في اتصال هاتفي مع فرانس برس عن سقوط قتيلين على الاقل الجمعة في حي فشلوم شرق طرابلس برصاص quot;ميليشياتquot; موالية للنظام. وأكد الشاهد طالبًا عدم ذكر اسمه،قائلاً: quot;هناك قتيلان على الاقل والميليشيات ما زالت تطلق النار على المتظاهرينquot;. واضاف quot;هناك حشد كبير في الشوراع وهناك مجزرةquot;. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن خمسة اشخاص قتلوا اليوم حين أطلقت قوات الأمن الليبية النار على متظاهرين في ضاحية الجنزور غربي العاصمة طرابلس.

وشهدت المدن الليبية كافة ومن بينها العاصمة طرابلس تظاهرات مليونية اليوم عقب صلاة الجمعة كما تشير الأنباء، هذا في وقت أعلن وزير الدفاع الايطالي اينيازيو لا روسا لتلفزيون quot;سكاي تي جي 24quot; الجمعة ان روما quot;تحضر لعملية عسكريةquot; لاجلاء ايطاليين عالقين من دون مواد غذائية quot;في جنوب شرق ليبياquot;. وقال quot;لدينا معلومات مفادها ان هناك ايطاليين في جنوب شرق ليبيا لم يعد لديهم اي مواد غذائية وسنقوم باجلائهمquot;.

واوضح الوزير quot;لقد حضرنا لعملية عسكرية للوصول الى مواطنينا وانتظر فقط الضوء الاخضر من وزارة الخارجية الايطاليةquot;. واضاف quot;لا اريد ان اتخذ القرار وحدي. قلقي الرئيسي هو اجلاء جميع الايطاليين الموجودين في هذه المنطقةquot; في ليبيا.

من جانبه أعلن دبلوماسي أوروبي ان دول الاتحاد الاوروبي تستعد لاحتمال فرض حظر جوي على ليبيا لمنع الطائرات العسكرية الليبية من التحليق اذا اعطى مجلس الامن موافقته. وصرح الدبلوماسي للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في المجر ان الاوروبيين يحضرون quot;خططًا طارئةquot; للسيطرة على المجال الجوي الليبي لكن quot;الاتحاد الاوروبي بحاجة الى قرار من مجلس الامن الدوليquot; يجيز له ذلك.

هذا وقد استقال احمد قذاف الدم المستشار المقرب للزعيم الليبي وابن عمه الخميس من كل مهامه الرسمية على ما اعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط (مينا) المصرية نقلاً عن بيان صادر عن مكتبه في القاهرة.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة الجمعة ان شبكة التموين بالمواد الغذائية في ليبيا quot;مهددة بالانهيارquot; في حين تخشى منظمات انسانية من استحالة فرار العديد من الاشخاص من البلاد.

هذا وشددت فيه واشنطن من لهجتها أمس الخميس ضد نظام معمر القذافي واجرت مشاورات مع حلفائها لتحديد الرد على اعمال العنف، وسارعت في المقابل الى اجلاء الاميركيين الذين لا يزالون في هذا البلد. وقالت الخارجية الاميركية ان واشنطن تريد طرد ليبيا من مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ردا على اعمال العنف التي تشهدها البلاد.

وهذا القرار الذي سيطرح على بساط البحث الجمعة في جنيف هو اول اجراء ملموس تدعمه ادارة اوباما ردًّا على احداث ليبيا. وقال المتحدث باسم البيت الابيض فيليب كراولي ان قرارًا سيتخذ quot;سريعًاquot; حول عقوبات محتملة مباشرة ثنائية او متعددة الاطراف ضد نظام العقيد معمر القذافي.

واضاف ان الجيش الاميركي quot;يشارك في هذه المباحثاتquot;. وبحسب مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه تدعم واشنطن ايضا فكرة انشاء لجنة تحقيق حول ليبيا في مجلس حقوق الانسان. وستشارك وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين في اجتماع لهذه الهيئة في جنيف ومن المحتمل ان تتخذ خلاله قرارات.

واكد البيت الابيض ان الولايات المتحدة والعالم بامكانهما مواجهة انقطاع في امدادات النفط بسبب الازمة في ليبيا. وفي باريس نشرت الرئاسة الفرنسية بيانًا quot;طالبquot; فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي quot;بوقف فوري لاستخدام القوةquot; في ليبيا.

كما اتصل اوباما الخميس برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ان اوباما وكاميرون قررا quot;التنسيق حول تدابير محتملة متعددة الاطراف بشأن ليبياquot;.

وقال البيت الابيض ان اوباما بحث في ضرورة ايجاد سبل quot;فعالةquot; للرد quot;الفوريquot; على اعمال العنف. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني quot;ندرس عدة خيارات والعقوبات جزء منهاquot;. ولم تقطع الادارة الاميركية الجسور مع النظام الليبي واتصل وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف الشؤون السياسية مرتين الخميس بالوزير الليبي موسى كوسا. لكنها تراهن على تعاون حلفائها.

ويعتقل معارضون لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في مدرسة بمدينة البيضاء quot;المحررةquot; التي تبعد 1300 كلم شرقي العاصمة الليبية، نحو 200 من انصار القذافي قال العديد منهم انه تم ارسالهم من دون تعليمات واضحة.

ووضع المعتقلون في ثالث اكبر المدن الليبية (210 آلاف ساكن) بعد طرابلس وبنغازي، تحت الحراسة في بعض فصول مدرسة، وبينهم تشاديون اضافة الى عناصر من قوات الامن الليبية، بحسب ما افاد مراسلون اجانب.

وقال تشاديون لصحافيين انهم لم يكونوا يعرفون ما عليهم فعله حين وصلوا الى البيضاء في حين قال بعض العسكريين الليبيين انه تم ارسالهم الى المدينة دون تعليمات واضحة. وقال احدهم quot;جئنا لحماية المطار. كانت الاوامر تتمثل في حماية المطارquot;.

وقال عسكري آخر انه جاء الى البيضاء للمشاركة في دورة تدريب، وخاطبه احد الحراس قائلا quot;لا تخف قل الحقيقة للصحافيين، النظام انتهىquot;. والخميس بدا ان المعتقلين يلقون معاملة جيدة ووفر لهم المتمردون اغطية وحشايا وسجائر وايضا رعاية طبية.

وقال سكان في وقت سابق انه تم اعدام عناصر موالية للنظام بعد معارك عنيفة في المدينة. وفي قاعة اجتماعات بالمدينة نظم اجتماع بين زعماء العشائر ووزير العدل السابق وضابط منشق عن الجيش. وقال الضابط فرج محمد علي quot;جئت بلباسي العسكري .. آمل ان نتمكن من الدفاع عن الامة (..) غادرنا ثكناتنا حتى لا تحدث صدامات مع الاهاليquot;.

واوضح انه من ضمن مجموعة من الضباط الذين انشقوا ثم عادوا نهاية الاسبوع لاستعادة ثكناتهم بعد معركة فر على اثرها انصار القذافي. وشكلت مدينة البيضاء مركزًا متقدمًا للصحافيين القادمين من مصر الى ليبيا. واستقبل سكان البيضاء بحرارة الصحافيين الاجانب ووفر لهم احد فنادق المدينة غرفه مجانًا.