بات موقع فايسبوك مصدر قلق للحكام وللأنظمة المستبدة. وقد أثبتت الشهور القليلة الماضية قوة هذا الموقع المصنّف اجتماعيا في الإطاحة بالمستبدين بواسطة هزات أحدثها النشطاء الشباب من خلال الإعلام الاجتماعي بهدف استعادة الحقوق والحريات في بلدانهم.
إعداد إليان الجمّال: توسعت مهام وصفات موقع فايسبوك بسرعة لافتة، وتحولت من مهمة التواصل الاجتماعي الى مهمة تاجيج الثورات وتنظيم التظاهرات من أجل إستعادة الحريات في الدول التي تعيش في ظل القمع منذ عقود، كما أصبح الموقع مصدر قلق للحكام وللانظمة المستبدة. وقد اثبتت الشهور القليلة الماضية قوة هذا الموقع المصنّف إجتماعيا، وقوة الهزات التي يمكن ان يحدثها النشطاء من خلال الإعلام الإجتماعي من أجل استعادة الحقوق والحريات.
وكانت عدة تحركات احتجاجية اندلعت في تونس وأدت الى الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي قد نظمت عبر موقع فايسبوك حيث كان النشطاء يحددون مواعيد واماكن التظاهر على موقع فايسبوك الذي صار ينقل يوميًا تفاصيل التحركات بالصور ومقاطع الفيديو، كما يتضمّن خطة عمل اليوم التالي، الى حين لمست السلطات التونسية الخطر الذي يشكله هذا الموقع فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعية الاخرى واتخذت قرارات بحجب عدد من مواقع الانترنت لتضييق الخناق على الثوار الشباب.
لكن السلطات التونسية فشلت في خطتها واعادت خدمات الانترنت وقد أدت ثورة فايسبوك 1 في تونس الى عزل زين العابدين بن علي وهروبه الى المملكة العربية السعودية.
المشهد نفسه تكرر أيضا في القاهرة التي شهدت ثورة فايسبوك بحلقته 2، حيث إنطلقت الاحتجاجات في 25 كانون الاول- يناير بعد دعوات وجهتها حركة 6 أبريل وادت التظاهرت التي شهدتها القاهرة في ميدان التحرير الى اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي سيطر على البلاد لاكثر من ثلاثين عاما.
ومنذ اليوم الاول للاحتجاجات، وكما حصل في تونس، تاهبت الصفحات على فايسبوك وشهدت الدعوات الى التظاهر تتضمن تفاصيل واماكن التظاهر كما شكلت مراجاع استعملها المصريون وغيرهم حول العالم من المهتمين بمتابعة آخر التطورات التي تشهدها الثورة على الرئيس مبارك ونظامه الفاسد.
الخوف من الزلزال الذي قد يحدثه الاعلام الاجتماعي دفع السلطات المصرية بدورها الى وقف خدمات الاتصال والعمل على شبكة الانترنت، لكن الطابع السلمي الذي اتصفت به تظاهرات شباب 25 كانون الاول- يناير والضغط الدولي الذي تعرض له نظام مبارك ادى الى فك الحصار على حرية التعبير وتابع النشطاء تحركهم على الانترنت عامة وفايسبوك خاصة حتى اطاحوا بنظام الرئيس مبارك الذي اعلن تنحيه وانتقاله الى شرم الشيخ في 11 شباط- فبراير الماضي.
النجاح الذي حققته ثورتا فايسبوك في حلقتيهما 1- و2 دفع شعوب الدول العربية التي تعيش في القمع الى اللجوء الى هذا الموقع الاجتماعي واصدار الدعوات من اجل التحرك ضد الانظمة التي تحكمهم منذ عقود ومن اجل المطالبة بالاصلاح والقضاء على الفساد.
وفي هذا الاطار، شهدت كل من الجزائر، اليمن، البحرين، ليبيا، قطر، لبنان، إيران، سوريا، العراق، السعودية، سلطنة عمان دعوات على فايسبوك للتظاهر وقد تضاعفت على الموقع الاجتماعي عدد الصفحات التي تطالب بالتغيير في تلك الدول التي تشهد اليوم تظاهرات اطلقت شعلتها الاولى دعوة بسيطة على موقع فايسبوك.
كما أدى النجاح الذي حققته ثورتا تونس ومصر الى توجيه دعوات للتظاهر عبر فايسبوك في دول أوروبية، حتى ان الصين باتت تتخوف من وصول رياح التغيير ،التي تهز الانظمة العربية، اليها. فقد ولى زمن المناشير وحل زمن فايسوك، وبعد النصر الذي شهدته تونس ومصر يترقب العالم ضحية فايسبوك بنسخه المقبلة.
التعليقات