القذافي وتشافيز- أرشيفية

واصلت القوات الأمنية الموالية للزعيم الليبي معمّر القذافي استهداف المدن التي يسيطر عليها المناهضون للنظام، وشنّت الطائرات غارات عدة على مدينة البريقة في شرق ليبيا. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الخطة التي اقترحها الرئيس الفنزويلي لحلّ أزمة الليبية هي محل بحث.


طرابلس: توجه معارضون ليبيون اليوم الخميس إلى البريقة لتعزيز مواقعهم تحسبا لهجوم محتمل للقوات الموالية للزعيم الليبي وذلك غداة تصديهم لهجوم مضاد. وكانت قد وقعت خلال يوم الأربعاء معارك عنيفة استمرت ساعات بين المعارضين والجيش المدعوم من السلاح الجوي والمدفعية الثقيلة، قتل خلالها 10 أشخاص على الأقل.

وقال ناطق باسم الثوار الليبيين ان المعارضة المسلحة اسرت حوالى مئة مقاتل موالين للعقيد معمر القذافي خلال مواجهات عنيفة في مرفأ البريقة شرق ليبيا.

وقال الناطق طالبا عدم كشف هويته في بنغازي معقل الحركة الاحتجاجية على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس quot;لدينا الكثير من الاسرى لا اقل من مئةquot;. وفي البريقة قال مسؤول في مستشفى المدينة عبد الفتاح المغربي ان المتمردين أسروا خمسة مهاجمين quot;هم ثلاثة ليبيين وافريقيانquot;، موضحا انهم نقلوا الى بنغازي لاستجوابهم.

هذا وسيعاود المجلس الوطني الليبي الانتقالي الموقت الاجتماع اليوم لإعادة النظر في مسألة دعوته المجتمع الدولي إلى توجيه ضربة عسكرية للمرتزقة الذين يستخدمهم القذافي، حسبنا أفاد quot;راديو سواquot;.

وقد خرج الآلاف من مؤيدي القذافي مساء يوم الأربعاء إلى الساحة الخضراء في العاصمة الليبية طرابلس، يلوحون بالأعلام الليبية ويرفعون صور الزعيم الليبي، ويرددون شعارات معادية للولايات المتحدة وبريطانيا.

وجاءت المسيرة بعيد خطاب القذافي الذي حذر خلاله من حصول ما أسماها فيتنام أخرى، ومن سقوط آلاف القتلى، في حال تم التدخل الأجنبي في بلاده، وتعهد القتال حتى آخر رجل وآخر امرأة دفاعاً عن ليبيا.

وأفاد شهود عيان بأن مسلحين موالين للقذافي شنوا الأربعاء سلسلة غارات، اختطفوا خلالها عدداً من سكان طرابلس، ممن شاركوا في تظاهرات تدعم المتمردين، بعد التعرّف إلى وجوههم من خلال الصور وأشرطة الفيديو.

تشافيز والقذافي يبحثان اقتراحاَ لتسوية النزاع في ليبيا

هذا اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مساء الخميس ان الجامعة العربية quot;تدرسquot; اقتراح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز للقيام بوساطة سعيا لايجاد حل سلمي للازمة في ليبيا. وقال موسى quot;أخطرنا بخطة الرئيس تشافيز لكنها لا تزال قيد البحث. تشاورنا مع عدد من الزعماء أمسquot;، دون أن يحدد موعدا للموافقة عليها أو رفضها. وأضاف موسى أن القذافي لم يوافق على خطة تشافير.

من جانبه قال وزير الاعلام الفنزويلي اندريس اثارا لوكالة الأنباء الفرنسية ان الحكومة الليبية وليبيا ترحبان بالوساطة الدولية التي عرضها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لايجاد تسوية سلمية للازمة الليبية. وقال المسؤول الفنزويلي الخميس quot;نؤكد اهتمام ليبيا بقبول هذا الاقتراح وكذلك اهتمام الجامعة العربية. وفنزويلا تواصل حاليا مساعيها في العالم العربي والعالم اجمع للتوصل الى إحلال السلام في ليبياquot;. وأشار الى ان تشافيز ناقش هذا الاقتراح مع القذافي.

وأعلن متحدث باسم المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة في شرق ليبيا الخميس أن المعارضة ترفض بشكل قاطع العرض الذي تقدم به الرئيس الفنزويلي بين النظام الليبي والمعارضة.

وقال المتحدث مصطفى الغرياني في تصريح من بنغازي quot;لن نقبل ابدا بالتفاوض مع اي كان على دماء شعبنا. الشيء الوحيد الذي يمكن ان نتفاوض بشأنه مع تشافيز هو رحيل القذافي الى فنزويلاquot;. واضاف quot;بعدها سنطالبه بتسليمنا القذافي لتقديمه الى العدالةquot;.

وكان الرئيس الفنزويلي، الذي يعتبر زعيم اليسار المتشدد في اميركا اللاتينية، عرض الاثنين تشكيل لجنة سلام دولية تتكون من عدة دول صديقة للقيام بمهمة وساطة بين القذافي والمتمردين. وتباحث الرئيس الفنزويلي نفسه بشأن هذا الاقتراح مع القذافي وشجب مسبقا اي تدخل دولي محتمل معتبرا انه سيشكل quot;كارثةquot;.

وقد حدث تقارب كبير بين ليبيا وفنزويلا في السنوات الاخيرة. وصرح تشافيز خلال زيارة قام بها القذافي لبلاده عام 2009 بان البلدين quot;متحددان في مصير واحد وفي معركة واحدة ضد عدو مشتركquot; هو الامبريالية الاميركية.

وكانت الأنباء قد أفادت في وقت سابق الخميس بأن الزعيم الليبي والأمين العام للجامعة العربية وافقا على خطة لتشافيز تقضي بإرسال بعثة وساطة تضم ممثلين لدول في أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط إلى ليبيا سعيا إلى حل سلمي بين القذافي والقوات المتمردة على حكمه.

وأكد وزير الاتصالات الفنزويلية اندريس ايسارا الأربعاء أن تشافيز والقذافي بحثا اقتراح فنزويلا لتسوية النزاع في ليبيا. وقال الوزير في رسالة على موقع تويتر quot;نؤكد حصول محادثات بين القائد تشافيز والقذافي حول اقتراح إرسال بعثة سلام إلى ليبياquot;، لكنه لم يعط تفاصيل إضافية.

هذا وأعلن تشافيز في الأيام الأخيرة تأييده لحكومة القذافي لكن ليس كل قرارات هذا الأخير. وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء الفنزويلي يوم الجمعة الماضي quot;لا يسعني أن أقول أنني أؤيد وأدعم وأحيي كل قرار يتخذه أي صديق أينما كان في العالمquot;. يذكر أن العلاقات بين فنزويلا وليبيا شهدت تقاربا كبيرا في السنوات الأخيرة.

الجنائية الدولية تفتح تحقيقاً بجرائم ضد الانسانيّة في ليبيا

إلى ذلك، أعلن لويس مورينو أوكامبو، مدَّعي عام المحكمة الجنائية الدولية، فتح تحقيق بحق 10 إلى 15 مسؤولا ليبيا quot;يُشتبه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وقيامهم بأعمال خطرة جدا بحق السكان المدنيينquot;. وقال أوكامبو إن التحقيق بجرائم ضد الإنسانية في ليبيا سيستهدف العقيد معمر القذافي ومسؤولين كبارا، في دائرته الضيقة.

وأضاف أوكامبو أن قوات القذافي الأمنية هاجمت متظاهرين مدنيين، في عدد من البلدات والمدن، منذ فبراير الماضي، وأن القذافي وأعضاء دائرته الضيقة، هم مسؤولون عن هذه القوات إما بشكل رسمي أو بحكم الأمر الواقع.

وكان أوكامبو قد صرح في مقابلة أجرتها معه صحيفة البايس الإسبانية ونشرتها في عددها الصادر الخميس، قد قال إنه يتوقع أن تصدر المحكمة في وقت لاحق من اليوم قائمة بأسماء الأشخاص الذين سيجري التحقيق معهم بشبهة علاقتهم بجرائم يمكن أن تكون قد ارتُكبت في ليبيا.

أسر ثلاثة جنود هولنديين

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الهولندية الخميس أن رجالا مسلحين أسروا ثلاثة جنود هولنديين يوم الأحد الماضي خلال عملية إجلاء مدنيين من ليبيا. وذكرت صحيفة دي تلغراف الهولندية الشعبية أن الجنود الهولنديين الثلاثة احتجزوا لدى رجال مسلحين تابعين للقذافي فيما كانوا يشاركون في عملية إجلاء مدنيين، هولندي وأوروبي آخر من سرت عبر مروحية.

وأضافت الصحيفة أن الجنود الهولنديين تعرضوا للهجوم بعد هبوط المروحية، وقام الليبيون بتسليم المدنيين إلى سفارة هولندا وقد غادرا ليبيا بعد ذلك. وقالت وزارة الدفاع الهولندية إن quot;مباحثات دبلوماسية مكثفة جارية للإفراج عن الأسرىquot;.