تبعا لمصادر إعلامية عديدة، وُضعت قوات بريطانية خاصة في حالة التأهب بغرض التدخل في ليبيا laquo;إذا استدعت التطورات الأمنية والإنسانية وجود القوى الأجنبيةraquo; على أراضيها.


لندن: وضعت وزارة الدفاع البريطانية الكتيبة الثالثة laquo;بلاك ووتشraquo; في الفوج الاسكتلندي الملكي في حالة التأهب بغرض نشرها في ليبيا بغضون 24 ساعة إذا استدعى الأمر ذلك، وفقا لتقارير إعلامية في لندن السبت.

لكن ناطقا باسم الوزارة شدد على أن مهمة القوات البريطانية laquo;لن تكون قتالية وإنما لتسهيل عمليات الإغاثة في حال تدهور الوضع الأمني بما يهدد بكارثة إنسانيةraquo;.

وأضاف أن الكتيبة، التي قاتلت في أفغانستان وعادت إلى قاعدتها في إنفرنيس الاسكتلندية في 2009، laquo;وضعت في حالة الجاهزية خلال 24 ساعة تحسبا للطوارئraquo;.

ويشير الخبراء العسكريون والسياسيون إلى أن التحرك البريطاني يأتي وسط قلق متزايد إزاء أن تشبث العقيد معمر القذافي الدامي بالسلطة سيقود الى اندلاع حرب أهلية بين أنصاره والثائرين على نظامه، وأن هذا قد يؤدي بدوره الى مآس إنسانية قد لا ينجح في وقفها إلا تدخل عسكري أجنبي.

وكانت الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي laquo;الناتوraquo; قد اتفقت يوم الجمعة على وضع خطط للطوارئ تدور حول الكيفية التي ستتصرف بها قواتها إذا صار التدخل العسكري هو الخيار الوحيد.

وشددت الولايات المتحدة على أن استعداداتها لأي تدخل محتمل لقواتها سيتم فقط على أسس إنسانية.

وقالت تقارير إعلامية غير مؤكدة إن بريطانيا تنوي أيضا إرسال دبلوماسيين ومستشارين خاصين الى بنغازي المحررة من قبضة القذافي للاتصال بقادة المعارضة وتقييم الأوضاع وأيضا تقديم المشورة في كيفية الدفاع عن أنفسهم وربما في كيفية تحسين جهودهم لإسقاط القذافي. ومع أن رئيس الوزراء، ديفيد كامرون، لم يستبعد في السابق تزويد الثوار بالسلاح، تقول أنباء جديدة أنه حسم هذا الأمر بقراره الامتناع عن إمداد السلاح.

وقالت تقارير أخرى إن المعدات التي استخدمها سلاح الجو والبحرية البريطانين لإجلاء رعايا البلاد من العاملين في مجال النفط بالمناطق الصحراوية، تُركت laquo;عمداraquo; على الأراضي الليبية أو قربها برغم أن مَن تبقى من البريطانيين هناك لا يزيد عن حفنة قررت البقاء طوعا واختيارا.

وتشمل تلك المعدات فرقاطتين ومروحيات laquo;شينوكraquo; وطائرات وأجهزة إنذار مبكر محمولة جوا.

لكن بعض كبار الضباط البريطانيين يقولون، وفقا لتقارير أوردتها صحف رصينة مثل laquo;تايمزraquo; وlaquo;تليغرافraquo; وlaquo;إندبندنتraquo;، إن التزامات البلاد في أفغانستان مضافة الى التخفيضات الهائلة في ميزانية الدفاع - كجزء من خفض الإنفاق العام - تعني أن دخول لندن في حرب أخرى غير وارد تقريبا.

ويبدي هؤلاء الضباط أيضا مخاوفهم من سيناريوهات التسلل، التي يرسل فيها الجنود لتأمين حقل جوي من أجل إيصال المساعدات الإنسانية مثلا.

ويقولون إن هذا التسلل قد يكون غير شرعي بموجب القوانين الدولية ويهدد أيضا بامتصاص القوات البريطانية داخل ماكينة القتال.

ويذكر أن التلفزيون الليبي عرض شريطا لأفراد طاقم مروحية عسكرية هولندية قبض عليهم أثناء عملية لإجلاء رعايا بلادهم، لكن السلطات قالت إنهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني واعتبرتهم غزاة أجانب على هذا الأساس.