تشهدالعلاقات الباكستانية الأميركيةبرودة في الوقت الراهن جراء اعتقال الأميركي ريموند ديفيس، الذي قتل مواطنين في لاهور في أواخر شهر يناير/كانون الثانيالماضي، ويؤكد رجا ظفر الحق،رئيس حزب الرابطة الإسلامية quot;جناح نواز شريف أن هذه القضية ستحدد طبيعة العلاقة مع واشنطن.


في مستجد نوعي على الساحة السياسية الباكستانية، قام حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، الذي يقود حكومة إقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية سكانًا، بتنحية وزراء حزب الشعب الباكستاني من الحكومة الإقليمية، بعد إبداء عدم اطمئنانه إلى أداء الحكومة المركزية بقيادة حزب الشعب في تطبيق النقاط العشر التي قدمها حزب نواز شريف كخارطة لطريق إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها باكستان.

ورغم أن حزب الشعبظل متشبثًا بالتحالف حتى آخر لحظة وأن وزراءه لم يقدموا استقالتهم طواعية، اضطر إلى الجلوس على مقاعد المعارضة بعد حلّ مجلس الوزراء الإقليمي من قبل الحاكم بتوصية من رئيس الحكومة.

والآن يقود حزب الشعب المعارضة في إقليم البنجاب بتحالف مع حزب الرابطة جناحالقائد الأعظم بقيادة شودري شجاعت حسين، في حين أعلن 47 نائبًا منشقًا عن حزب القائد دعم الحكومة الجديدة. وهذا ما يسميه نقاد حزب نواز شريف بأنه عاد إلىلعبة شراء الذمم واعتناق المنحرفين.

كما إن العلاقات الباكستانية الأميركية تشهد برودة في الوقت الراهن جراء اعتقال الأميركي ريموند ديفيس الذي قتل مواطنين في لاهور في أواخر شهر يناير/كانون الثانيالماضي. وبعدها بدأت أميركا تحاول إطلاق سراحه مبررة ذلك بكونه دبلوماسيًا؛ إلا أن الأمور بدأت تنكشف مع مرور الوقت، فثبت أنه عميل لوكالة التحقيقات الأميركية المركزية.

وقد مارست واشنطن أشد الضغوط على باكستان في هذا الصدد اعتبارًا من أدنى مسؤول أميركي إلى الرئيس أوباما؛ إلاأن باكستان رفضت إطلاق سراحه، مبررة بأن يد القضاءتراخت في هذا الأمر، بينما أدت هذه القضية إلى توتير العلاقات بين الاستخباراتالباكستانية والأميركية وتعاونهما في الحرب الجارية على الإرهاب. وأشارت تقارير إلى أن الاستخبارات الأميركية في نهاية المطاف أكدت للاستخبارات العسكرية العامة الباكستانية بتقديم التفاصيل عن عملائها في باكستان.

في هذا الوضع المتأزم أجرت quot;إيلافquot; لقاء مع رئيس حزب الرابطةالإسلامية جناح نواز شريف السناتور راجا ظفر الحق ليلقي ضوءًا على ما يدور في الساحة السياسية الباكستانية فجاءت هذه المقابلة:

- الأحزاب السياسية عادة تحاول مواصلةالتحالفات الحكومية؛ لكن حزبكم قد فصل وزراء حزب الشعب عن الحكومة في البنجاب، رغم أن الأخير كان مصرّا على البقاء في التحالف. هل يمكن تفسير أسبابذلك؟

لا يخفى على أحد أداء حزب الشعب في الحكومة المركزية والأقاليم الثلاثة الأخرى التي يشكل حزب الشعب جزءًا من حكوماتها. وبالتالي فإن الجميع كانوا يقولون لنا إنكم معارضة صديقة ... وحلفاء لحزب الشعب ... وشركاء في أدائه في الحكم... وبناء عليه لم يمكن إزالة هذا الانطباع من دون فصل وزراء حزب الشعب من الحكومة الإقليمية. وقد أكد زعيم حزب الرابطة نواز شريف من قبل أكثر من مرة أن الحكومة المركزية إذا لم تعمل لتطبيق النقاط العشر المقدمة من قبل حزبه لتحسين وضع اقتصاد البلاد، فإن أول خطوة لحزب نواز ستكون بشكل تنحية وزراء حزب الشعب من حكومة البنجاب.

لكن لماذا يصرّ حزب الشعب على مواصلة التحالف....؟
لأنهم يريدون تحميلنا مسؤولية فشلهم...

هل سيبقى وزراء حزبكم في بلوشستان في الحكومة بقيادة حزب الشعب؟
لا. إنهم سينسحبون خلال يوم أو يومين.

بعد فصل طريقكم عن حزب الشعب في البنجاب، هل لديكم خطة للاتصال بالأحزاب الأخرى من أجل تشكيل جبهة معارضة؟
طبعًا هذا أحد الخيارات. وقد دعا مولانا فضل الرحمن القيادات السياسية على مأدبة عشاء. ويمكن أن يبدأ حراك في هذا الصدد.

يقال إنكم عدتم مرة أخرى إلى سياسة شراء الذمم في البنجاب بالتحالف مع النواب المنشقين عن حزب القائد... ليس الأمر هكذا.

لم ينضم أي واحد منهم إلى حزب نواز. وشراء الذمم يعني انضمام نائب إلى حزب آخر بعد انتخابه على لوائح حزب. والحقيقة أنهم كونوا حزبًا لهم، وتحالفوا مع حزب نواز. وهذا ثمرة ما زرع مشرف بإنشاء حزب الرابطة جناح القائد؛ لأن الحزب بدأ يتحول إلى مجموعات من جديد، كما كان قبل مشرف، بسبب فقدان المظلة التي كانت تظللكل تلك المجموعات.

هل التقارب بين حزب الشعب وحزب القائد سيمثل أي تهديد لحزبكم في البنجاب مستقبلا؟
لا أرى ذلك؛ لأن كلمتهم ليست واحدة.

هدد نواز شريف بتنظيم مسيرة طويلة ضد الحكومة، هل يمكن تحديد موعد لذلك؟
لا يزال حزب الشعب ينظر إلى الوراء، متوقعًا أننا سندعوه مرة أخرى إلى التحالف. وقد اتصل رئيس الوزراء بنواز شريف قبل يوم مؤكدًا له أن الحكومة ستقوم بتطبيق النقاط العشر، وأنها ترغب في التواصل مع حزبه، ولو لم يكن حزب الشعب جزءًا من حكومة البنجاب.

قضية المواطن الأميركي ريموند ديفيس الذي قتل مواطنين في لاهور في وضع النهار، قد أصبحت الشغل الشاغل في باكستان. كما إنها أدت إلى حصول برودة في العلاقات الباكستانية الأميركية. كيف تنظرون من منظور سياسي إلى هذه القضية؟
أنا أرى أن قضية ريموند ديفيس سوف تحدد ملامح العلاقات الباكستانية الأميركية من جديد. وقد بدأت مفاوضات بين وكالة التحقيقات المركزية الأميركية والاستخبارات العسكرية العامة الباكستانية، إضافة إلى الاتصالات المتواصلة بين القيادات العسكرية والسياسية للبلدين.

أشارت تقارير إلى أن 400 عميل للـ سي آي أيه لجأ إلى السفارة الأميركية بعد قضية ريموند وأنالولايات المتحدة تواجه صعوبة في نقلهم من باكستان بسبب توتر العلاقات واحتمال ملاحقة الاستخبارات الباكستانية لهم....
(ضاحكًا) هذا الأمر لا يصعب عليهم بفضل الميزات التي منحهم الجنرال مشرف. إنهم سيركبون السيارات إلى المطار ومن هناك يستقلون طائرات خاصة بهم، وسيطيرون إلى الولايات المتحدة.