حذرت دراسة جديدة من ان موجات الحر الشديد كتلك التي يُقدر انها قتلت آلاف الأشخاص في اوروبا الغربية عام 2003 ستزداد تواترا خلال الأعوام الأربعين المقبلة عشر مرات على فترات حدوثها في الوقت الحاضر.

وتوصلت الدراسة الى ان موجة الحر التي اجتاحت اوروبا الشرقية عام 2010 متسببة في موت آلاف الأشخاص وتدمير المحاصيل كانت الأسوأ منذ بدأ حفظ سجلات وأدت الى أحر صيف في القارة منذ 500 عام.

كما تشير الدراسة الى ان احتمالات تكرار موجة الحر الشديد التي ضربت اوروبا الغربية عام 2003 ستزداد ما بين 5 الى 10 اضعاف تواترها حاليا خلال الأربعين عاما المقبلة لتقع مرة واحدة على الأقل كل عشر سنوات. ولكن موجة الحر التي حدثت عام 2010 كانت شديدة زادت حرارتها 10 درجات على متوسطها في الاسبوع الأول من آب ـ اغسطس خلال الفترة الواقعة بين 1970 و2000 ، حتى ان حدوث موجات مماثلة ليس متوقعا إلا مرة كل 30 سنة أو نحو ذلك.

ويقدر ان موجة الحر الشديد التي اجتاحت روسيا في تموز ـ يوليو وآب ـ اغسطس 2010 اسفرت عن مقتل 50 الف شخص. ونقلت صحيفة الغارديان عن باحثين في جامعة لشبونة البرتغالية ان معدل الوفيات في موسكو تضاعف مرتين بالمقارنة مع عام 2009 وان المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال جثث الضحايا الذين توفوا بسبب ضربة الشمس ومشاكل في جهاز التنفس. ويُقدر ان عدد القتلى كان أكثر في اوكرانيا ودول البلطيق وكازخستان.

كما تسببت موجة الحر في خفض محصول الحبوب في روسيا بنسبة 25 في المئة مؤدية الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية واحتراق مليون هكتار من الأراضي. وقدرت خسائر روسيا بنحو 15 مليار دولار.

ويتوقع علماء المناخ ان تؤدي زيادة تركيز الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري في الجو الى ارتفاع درجات الحرارة عموما وفي الصيف بصفة خاصة في اوروبا وبالتالي الى مزيد من موجات الحر. وقال رئيس فريق الباحثين الذين اجروا الدراسة ديفيد باريوبيدرو ان نتائج الدراسة تتفق مع توقعات علماء المناخ. واكد ان هذه الموجات ستصبح اكثر تواترا في ظل ارتفاع حرارة الأرض وستكون اشد حرارة في المستقبل.

وحذر باريوبيدرو من ان دراسة فريقه تبين وجود مخاطر حقيقية من الحاق اضرار صحية بالبشر ومادية بالمحاصيل في المستقبل ما لم يتحرك العالم. وكانت بعض البلدان اتخذت احتياطات اضافية بعد موجة 2003 الحرارية ، على سبيل المثال بإعداد منظومات انذار مبكر وتوفير غرف مبردة في دور المسنين واستحداث فضاءات خضراء في المدن تساعد في ترطيب الجو والتخفيف من الحرارة.