رفع تقرير داخلي النقاب عن أن laquo;بي بي سيraquo; تهدر أموالا طائلة كل عام لأن عددا هائلا من عامليها لا يؤدون وظائفهم على النحو المطلوب ويتلقون ترقيات لا يستحقونها.


لندن: تهدر هيئة الإذاعة البريطانية laquo;بي بي سيraquo; 80 مليون جنيه (128 مليون دوار) سنويا في المتوسط بسبب عدم التدقيق في كيفية صرف ميزانيتها على النحو الصحيح، خاصة في ما يتعلق بالرواتب.

فقد كشف تقرير سري داخلي أن الهيئة تجزل العطاء لآلاف العاملين الذين لا يؤدون مهامهم كما ينبغي وتكآفئهم، مع ذلك، بترقيات وزيادات في الرواتب.

ويأتي التقرير، الذي قالت laquo;غارديانraquo; إنها حصلت على نسخة مسربة منه، استجابة لطلب مدير بي بي سي، مارك تومبسون، الذي يسعى لخفض منصرفاتها بنحو 400 مليون جنيه (640 مليون دولار) في أعقاب تجميد ما يسمى laquo;رخصة التلفزيونraquo;.

وهذه الرخصة عبارة عن مبلغ سنوي يدفعه كل من يملك جهاز تلفزيون في عموم بريطانيا ويذهب الى خزانة بي بي سي لأنها ممنوعة من تلقي الأموال من الإعلانات التجارية.

ويذكر أن الهيئة أعلنت سلفا التخلص من ألف وظيفة في قطاع laquo;الخدمة العالميةraquo; وهو مجموعة القنوات الإذاعية الموجهة بلغات الدنيا المختلفة، وفي مواقعها على الإنترنت. وهي تزمع التخلص أيضا من آلاف الوظائف الأخرى خلال السنوات القليلة المقبلة.

وتمثل هذه الأخيرة 25 في المائة في الإجمال من قوتها العاملة البالغة 22 ألف موظف يبلغ إجمالي رواتبهم حوالي مليار جنيه (1.6 مليار دولار).

ويقول التقرير إن أداء العملين الضعيف يكلف الهيئة 50 مليون جنيه (80 مليون دولار) في السنة، وعلى هذا الأساس فهو يوصي بتقييم إداري جديد للكفاءات وكيفية الاستفادة منها بما يخدم مصلحة العمل.

كما أنه يصنّف أكثر من 900 من العاملين (5 في المائة من العدد الإجمالي) باعتبارهم laquo;ضعيفي الأداءraquo;، ويقول إن أقل من نصف عدد العاملين في مركز تلفزيون بي بي سي يتلقون تقييما منتظما لأدائهم بينما تبقى الأقلية بعيدة عن العين الفاحصة.

وتنظر الهيئة أيضا في خفض كبير في خدماتها الإذاعية الإقليمية المحلية ودمجها في محطاتها القومية مثل laquo;راديو 5 لايفraquo;.

لكن ناطقا باسمها قال لفضائيتها الإخبارية: laquo;لم نتخذ قرارا بعد في هذا الخصوص وسيكون من الخطأ التكهن بما سيحدث بالضبط. ما نسعى إليه في الوقت الحالي هو فتح قنوات الحوار مع العاملين وممثليهم لأن آراءهم مهمة لصياغة مستقبل بي بي سيraquo;.

وثمة أشياء أخرى ستحدد تشكيل المحطات الإذاعية ومنها الرأي العام والرغبات الشعبية. وعلى سبيل المثال، أوردت laquo;إيلافraquo; الأربعاء الماضي قول ناطق باسم الهيئة إنها تعيد حاليا النظر في أمر إزاحة laquo;ايشيان نتويركraquo; (الشبكة الآسيوية) من دائرة محطاتها الإذاعية الرقمية المسموعة على نطاق القطر.

وقال: laquo;لم نتخذ قرارا بعد بهذا الشأن، وأي قرار يتخذ يجب أن يحظى بموافقة مجلس الأمناء قبل وضعه موضع التنفيذ، تبعا للوائح هيئة الإذاعة البريطانيةraquo;.

ويبدو أن الناطق كان يشير إلى تنامي شعبية هذه الإذاعة وسط الآسيويين البريطانيين.

فقد أوضحت الأرقام الواردة من هيئة laquo;راجارraquo;، الموكل اليها مهمة أبحاث الراديو في بريطانيا، أن عدد مستمعيها وصل إلى قرابة نصف المليون شخص في فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بزيادة قدرها 33 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2009.