أدين الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف بتهمةارتكابه جرائم مخلة بالشرف ضد عدد من المستخدمات إبان توليه منصبه الرئاسي،وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات من المقرر ان تبدأفي الثامن من أيار- مايو المقبل. وقد أثار هذا الحكم ردود فعل مرضية لدى المدعية quot;أquot;، في حين خيّمت على أسرة الرئيس وأقاربه ومحيطه أجواء الحزن.

كاتساف وزوجته

تل أبيب: ترجمت الدموع مشاعر الحزن والأسى المتبادلة بين الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف وأسرته، بعد الحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات على خلفية ارتكابه جرائم مخلة بالشرف ضد عدد من المستخدمات إبان توليه منصبه الرئاسي، ومن المقرر ان يقضي كاتساف فترة محكوميته في الثامن من أيار- مايو المقبل.

وخيّمت أجواء درامية على منزل الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف، بعد صدور الحكم القضائي بسجنه سبع سنوات مع الأشغال، على خلفية ثبوت أدلة الإدانة ضده بالتحرش جنسياً بإحدى مستخدمات مكتبه، إبان توليه مهام منصبه. فما إن لفظت الهيئة القضائية بالحكم، حتى غادر كاتساف مبنى المحكمة المدنية في تل أبيب، متوجهاً الى منزله في قرية quot;ملاخيquot;، حيث لم يكن في استقباله سوى سيل جارف من دموع زوجته وابنته، ولم يجب عليهما الرئيس الإسرائيلي السابق إلا بصمت وشرود تام وخلوة في غرفة شريكة حياته quot;جيلاquot;.

الخضوع للمحاكمة
وفقاً لتقارير نشرتها آلة الإعلام العبرية، كان أشقاء كاتساف وأبناؤه قد رافقوه إلى المحكمة، إلا انهم تركوه يعود إلى المنزل بمفرده بناء على طلبه، الذي كان ممهوراً بوجه عابس وغضب غير مسبوق. ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تجمعت أعداد غفيرة من سكان قرية ملاخي حول منزل كاتساف، وانشطرت مشاعرهم بين مؤيد للحكم وبين رافض له. وقال أنصار الفريق الثاني إنquot;الحكم قاس جداً، كان من الممكن تخفيفه نظراً إلى طول فترة محاكمة كاتسافquot;.
وعلى الرغم من انتشار عدد ليس بقليل من سيارات الشرطة حول منزل الرئيس الاسرائيلي السابق، إلا ان ذلك لم يردع أقرباءه من رشق كاميرات وسائل الإعلام بالحجارة، عندما حاولت إلتقاط الصور له فور وصوله إلى المنزل، لا سيما ان كاتساف رفض الحديث لأي من المراسلين، سواء في المحكمة أو أمام منزله.

لم تختلف ملامح الصورة حول منزل كاتساف عن قرينتها التي خيّمت على شوارع قرية ملاخي، إذ رأت شريحة كبيرة من السكان quot;أن تسريب التحقيقات إلى وسائل الاعلام، كان سبباً مباشراً في توقيع العقوبة على كاتساف، خاصة ان الجهات القضائية رأت بضرورة قسوة الحكم الصادر ضده، حرصاً على عدم تشويه صورة إسرائيل أمام الرأي العام الإقليمي والعالمي، ولعل ذلك هو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الإعلان فور توقيع العقوبة على كاتساف، ان كل المواطنين في إسرائيل سواسية أمام القانون، ولا فرق بين مواطن وآخر مهما كان منصبه او مستواهquot;.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أعرب أقرباء الرئيس الإسرائيلي السابق عن خيبة أملهم من الحكم الصادر في حقه، وقالوا إنquot;الحكم بالسجن سبع سنوات لن يضرّ كاتساف بمفرده، إنما سينعكس سلباً على أبنائه وأحفاده وعائلته بشكل عامquot;، بينما رأى فريق آخر من سكان قرية ملاخي، ان كاتساف يستحق الإدانة والعقوبة، فلا تعني السلطة إستغلال المستخدمين، وكان من اللازم توقيع هذه العقوبة لتكون رادعاً لمن تسوّل له نفسه إقتراف الخطيئة نفسها.

يوم الحزن
كاتساف أمام المحكمة
أما تسيون أمير محامي كاتساف، فاعتبر أن تاريخ صدور حكم ضد الرئيس الإسرائيلي السابق بهذه القسوة هو quot;يوم حزن للمجتمع الاسرائيليquot;، واضاف في حديث للإعلاميين بعد خروجه من قاعة المحكمة quot;من يعتقد ان اليوم هو يوم عيد للديمقراطية في إسرائيل فهو مخطأ، إنني على قناعة بأن هذا اليوم هو يوم الحزنquot;.
ومن المقرر ان يقضي موشي كاتساف، وهو الرئيس الثامن للدولة العبرية، فترة محكوميته بداية من 8 أيار- مايو المقبل.
وفي تعليقها على الحكم، قالت والدة المجني عليها المشار إليها بالحرف quot;أquot;: quot;ان الحكم الصادر في حق كاتساف هو يوم عيد لنا، ومعجزة من السماء، على الرغم من ذلك كنت أتوقع عقوبة أشد قسوة من تلك التي حصل عليها كاتساف، حتى تتناسب مع حجم الألم الذي لحق بابنتي جراء أفعال كاتساف بها، فكان من الواجب ان يدفع عمره ثمناً لأفعاله المشينة، لكننا في الوقت نفسه سعداء بأنه سيعاقب بالسجن لمدة سبع سنواتquot;.

ولم يكن محامي المجني عليها دانيئيل سرور أقل نشوة من والدة المجني عليها، إذ قال في تصريحات لصحيفة معاريف: quot;أشعر بالسعادة الغامرة من توقيع عقوبة السجن سبع سنوات على كاتساف، واليوم اتضح للجميع أن هناك قضاه شرفاء في تل أبيب، وباتت المجني عليها quot;أquot; في حالة نفسية جيدة جداً، إذ شعرت ان القضاء الإسرائيلي إنتقم لها من الرئيس السابق quot;المغتصبquot;.
وأضاف سرور: quot;المحكمة قضت الى جانب الحكم بالسجن، بتغريم كاتساف مبلغ 100 ألف شيكل تعويضاً للمجني عليها، غير ان ذلك لا يتناسب مع حجم الضرر الذي لحق بهاquot;. وحول رأيه كمواطن اسرائيلي قال سرور: quot;إنني على يقين بعيداً عن كوني محامي المجني عليها، ان هذا اليوم مؤسف للغاية، فالعالم أصبح شاهداً على أن لدينا رئيساً quot;مغتصباًquot;، وسيدخل السجن في شهر أيار- مايو المقبلquot;.

جرائم الشرف متجذرة في إسرائيل
إسرائيليات يطالبن بإدانة كاتساف أمام المحكمة
لم يكن موشي كاتساف هو المسؤول الاسرائيلي الوحيد الذي أدين بجرائم مخلة بالشرف، وإنما سبقه في ارتكاب مثل هذه الجرائم عدد آخر من المسؤولين والشخصيات العامة الإسرائيلية، يأتي في صدارتهم يتسحاق مردخاي وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، الذي أدين عام 2001 بإرتكاب جرائم جنسية إعتماداً على نفوذه السياسي والعسكري، ونسبت له لائحة الإتهام في حينه إرتكاب جرائم جنسية بحق 3 نساء، وصدر ضده حكم قضائي بالسجن لمدة 18 شهراً مع إيقاف التنفيذ.

ومن مردخاي الى حاييم رامون وزير العدل الإسرائيلي السابق، الذي ارتكب هو الآخر جريمة مخلّة بالشرف، اقتصرت لائحة الإتهام الموجهة إليه في حينه على مراودته إحدى ضباط الجيش الإسرائيلي عن نفسها بعدما قام بتقبيلها، وحكم عليه آنذاك بغرامة مالية قدرها 15 الف شيكل، و120 ساعة عمل خدمة إضافية. ولم يكن العميد الإسرائيلي المتقاعد عاطف زاهر بعيداً عن تلك القائمة السوداء، إذ كان مداناً بإغتصاب إحدى المجندات التي كانت تحت إمرته، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وخفض رتبته العسكرية.

يأتي دور عوفير جلزر زوج سيدة الأعمال الإسرائيلية سراي اريسون الذي أدين بإغتصاب سيدتين، إحداهما كانت تعمل ممرضة لزوجته إثر خضوعها لجراحة في احدى المستشفيات، وحكم عليه في حينه بالسجن لمدة ستة اشهر، ودفع تعويضات مادية للمجني عليها.
وفي ذيل القائمة يأتي حنان جولدنبلت نجم السينما الإسرائيلية، الذي أدين عام 2008 باغتصاب سيدتين، والتحرش جنسياً بست سيدات أخريات، وحُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات مع الشغل، وعامين آخرين مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 25 الف شيكل لكل مجني عليها.