قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن المحيطين بالعقيد القذافي يجرون اتصالات مع أناس في الخارج تدور حوال السؤال: ما المخرج؟ وقالت إن هذا قد يعني أن الزعيم الليبي بدأ بالتفكير في جهة آمنة يلجأ إليها.


يبحث العقيد معمر القذافي حاليًا في سبل الخروج من الأزمة التي تعصف ببلاده بما في ذلك لجوؤه الى بلد صديق، وفقًا لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وتبعًا لما أوردته وسائل الإعلام البريطانية ظهر الأربعاء نقلاً عن لقاء للوزيرة مع قناة laquo;ايه بي سيraquo; التلفزيونية الأميركية، فإن الإدارة الأميركية تلقت تقارير تفيد أن المحيطين بالعقيد بدأوا اتصالات مع أناس في أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط تدور حول السؤال: laquo;ما المخرج من هذه الورطةraquo;؟ وقالت: laquo;لا يوجد لدي ما يفيد أن القذافي أجرى أيًّا من هذه الاتصالات شخصيًّا، لكن التقارير الواردة الينا تفيد أن أناسًا من حوله يتحركون نيابة عنهraquo;.

وأضافت كلينتون قولها: laquo; حتى في أفضل الأحوال فإن من الصعب التكهن بما ينوي القذافي عمله. هذه التحركات قد تكون فقط على سبيل الاستكشاف، لكنها تنطوي ايضًا على الاحتمال القائل إن القذافي يريد التحسب لمستقبله والهرب الى جهة يضمنها في حال ضاق الأمر عليه الى درجة اضطراره للتخلي فعلاً عن الحكمraquo;.

وقالت وسائل إعلام بريطانية إن تصريح كلينتون نفسه laquo;يمكن ان يفسر على أن الولايات المتحدة على استعداد لترتيب منفى للزعيم الليبي في حال حدوث هذا السيناريو الأخير. وأضافت أن الوزيرة ألمحت أيضًا الى أن laquo;أحد أبناء القذافي ربما قُتلraquo; من دون تسميته.

وربما كانت كلينتون تشير الى التقارير التي تحدثت عن مقتل خميس القذافي بعدما قيل من هجوم طيار انتحاري على طريقة laquo;الكاميكازيraquo; على مجمع الأسرة في طرابلس. لكن الوزيرة الأميركية قالت إنها لا تملك اي دليل ملموس على صحة الرويات التي تتحدث عن هذا.

وإذا كان القذافي يبحث عن منفى له فعلا فإن الخبراء يرشحون فنزويلا ويعتبرونها أفضل خياراته بسبب العلاقات الطيبة التي تربط القذافي بالرئيس هوغو شافيز وتبادلهما المودة والزيارات. بل ان اسم الرئيس الفنزويلي أطلق على ملعب لكرة القدم في ليبيا، كما يقال إن القذافي من جانبه يتردد على جزيرة فنزويلية مفضلة لديه في ما يبدو.

لكن للزعيم الليبي وشائج قوية أقامها مع دول افريقيا السوداء بعدما يئس من الوحدة العربية. ويقول اديكايي اديبايو، مدير laquo;مركز حل النزاعاتraquo; في جامعة كيب تاون: laquo;للقذافي ما يكفي من الأصدقاء الأفارقة ليجد الملاذ عند أحدهم. لكن المشكلة هي أن هؤلاء مذعورون الآن من مجرد فكرة طلبه استضافته على أراضيهمraquo;.

ويشير اديبايو الى أن القذافي متورط أيضًا في تمويل حركات التمرد في ليبيريا وسيراليون، وهذا سبب لقلق الزعماء الأفارقة بعد مصير تشارلز تيلر متهما بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لحربه في بلاده وتدخله في تمويل حرب سيراليون.