أثار تراجع السيد ريتشارد غولدستون عن نتائج التقرير الذي يحقق في المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة استياء الجانب الفلسطيني معتبرين منطلقاته غطاءً للعدوان.


رام الله: استنكرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدوافع غير المبررة والمفهومة لتراجع السيد ريتشارد غولدستون عن نتائج تقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي حمل اسمه، للتحقيق في المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة نهاية العام 2008.

واعتبرت اللجنة في بيان وصل إلى وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الأحد، أن هذا التراجع المفضوح لا يلغي المصداقية الكبيرة لهذا التقرير، خاصة وأنه بني على مشاهدات وتحقيقات عينية وملموسة وذات مصداقية لنتائج العدوان الإسرائيلي على غزة.

ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه، إن السلطة الوطنية لن تتوقف عن بذل كل مساعيها لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإن إسرائيل بعدوانها على المدنيين تجاوزت كل الحدود.

وتابعت: اللجنة 'لقد بدا واضحًا من تصريحات غولدستون ومحاولة تبريره للقتل المتعمد للمدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم أسر كأسرة السمّوني التي راح ضحيتها 29 فردًا، بأنه تورط فردي لبعض الجنود؛ أن منطلقاته منطلقات سياسية لا تتمتع بأي مصداقية قانونية أو أخلاقية'.

وأضاف البيان أن التبرير السياسي لدموية المجازر التي ارتكبت في قطاع غزة، وفي هذا الوقت الذي تحضّر فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوان جديد على قطاع غزة، تحت ذرائع واهية، إنما يعطي غطاءً مباشرًا لهذا العدوان، وإطلاق يده في ارتكاب المزيد من المجازر، وإلا، فبماذا يفسّر السيد غولدستون رفض إسرائيل التعاون مع بعثة لجنة التحقيق في نتائج العدوان على غزة؟!

وقال البيان: 'إننا نأسف بشدة، لانحدار السيد غولدستون إلى مستوى إعفاء الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه، ولتورطه في تزييف الوعي الدولي بحقيقة هذا الاحتلال وجرائمه اليومية على المدنيين الفلسطينيين وأرضهم'. وأكد أن تصريحات السيد غولدستون هي جزء من حملة منسقة لإعفاء الاحتلال من عواقب أعماله، ومحاولة فاشلة لتخفيف الحصار الدولي المتصاعد ضد الاحتلال وجرائمه، مؤكدا أن تشويش الضمير الإنساني تجاه مجازر إسرائيل وتجميل وجه الاحتلال لم يعد ممكنًا، مهما اشتدت مظاهر النفاق وسياسة الكيل بمكيالين'.

وتابع: 'نحن على ثقة تامة بأن تصريحات غولدستون لن تنطلي على أحد، وبالذات على المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والإنسانية.

وقال أبو ردينة إن تقرير غولدستون هو تقرير أممي، وليس تقرير لـ 'غولدستون'، فعلى الأمم المتحدة متابعة مساعيها لمعرفة الحقيقة، سواء حافظ 'غولدستون' على موقفه أم غيره نتيجة لضغوط معروفة وغير حقيقية.

إلى ذلك، عبرت حركة حماس اليوم الاحد عن استغرابها موقف القاضي الدولي ريتشارد غولدستون الذي تراجع عن جزء من تقرير اعده عن الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في نهاية 2008 بداية 2009.

وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في بيان ان الحركة quot;تستغرب موقف القاضي الدولي ريتشارد غولدستون الذي ابدى تراجعه عن جزء من التقرير الدولي وتقبله للرواية الاسرائيليةquot;.

واشار ابو زهري الى ان غولدستون قام بهذه الخطوة quot;رغم ان الاحتلال الاسرائيلي رفض استقباله أو التعاون معه مقابل استقباله في غزة وتقديم كل التسهيلات لعمل فريق غولدستونquot;.

ودعت حماس الامم المتحدة الى quot;تنفيذ ما ورد في تقرير غولدستون لانه اصبح احد الاوراق والوثائق الدوليةquot;.

وشددت على ان quot;التقرير ليس ملكا شخصيا لغولدستون:quot;، مشيرة الى ان quot;فريقا من القضاة الدوليين شاركوا في وضعه (...) واعتمد على جملة من الوثائق وشهادات شهود العيان في الميدان مما يزيد من قوة التقرير ومصداقيتهquot;.