قرب البريقة: يبدو ان الزعيم الليبي معمر القذافي بدأ يبحث عن مخرج دبلوماسي من النزاع فيما قررت الولايات المتحدة الاثنين اطالة امد ضرباتها في ليبيا والتي تباطأت بسبب سوء الاحوال الجوية بعد اكثر من اسبوعين على بدء التدخل الدولي.

وصباح الاثنين غداة معارك عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي على مشارف مدينة البريقة، لم تسمع نيران اسلحة على بعد عشرة كلم شرق هذا المرفأ النفطي الواقع على بعد 800 كلم شرق طرابلس كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقال احد الثوار ويدعى محمد جهمي quot;ربما تكون قوات القذافي ابعد بقليل وربما لا. لقد حلقت طائرات تابعة لحلف الاطلسي فوق المنطقة هذا الصباح، ولم يتم القاء اي قنبلةquot;.

وعلى الصعيد السياسي، واجه النظام الليبي نكسة جديدة مع استقالة علي التريكي مستشار العقيد القذافي وعميد الدبلوماسيين، بعد اربعة ايام على انشقاق وزير الخارجية موسى كوسا.

وهذه الضربة الجديدة للقذافي الذي تتزايد عزلته تأتي فيما افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد ان اثنين من ابناء القذافي على الاقل، هما سيف الاسلام والساعدي، اقترحا الانتقال الى ديموقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي احدهما المرحلة الانتقالية.

لكن الثوار سارعوا الى رفض ذلك.

واكد المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين الاثنين انه يرفض فكرة مرحلة انتقالية يقودها احد ابناء الزعيم معمر القذافي.

وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبد المولى متحدثا من بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا ان هذه الفكرة quot;يرفضها المجلس بشكل تامquot;. واضاف quot;على القذافي وابنائه ان يرحلوا قبل اي مفاوضات دبلوماسيةquot;.

وكانت الصحيفة الاميركية نقلت عن دبلوماسي لم تكشف اسمه ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح انه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الاسلام القذافي ادارة المرحلة الانتقالية.

من جهة اخرى، التقى نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الاحد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في اثينا.

ونقل موفد القذافي الى اثينا رسالة تظهر ان النظام quot;يبحث عن حلquot; للنزاع في ليبيا بحسب quot;الكلمات التي استخدمها المبعوث الليبيquot; كما قال وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دروتساس.

وبدأت حركة الاحتجاج على نظام القذافي (68 عاما) الذي يحكم البلاد منذ حوالى 42 عاما في 15 شباط/فبراير بانتفاضة شعبية تحولت الى حرب بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي.

وبدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، تدخلا في ليبيا في 19 اذار/مارس بعد يومين على اعتماد قرار في الامم المتحدة يجيز التدخل. وتولى حلف شمال الاطلسي الخميس قيادة العمليات.

وكان الجيش الاميركي يعتزم سحب طائراته المقاتلة وصواريخ توماهوك من ميدان العمليات اعتبارا من نهاية الاسبوع.

لكن البنتاغون اعلن انه quot;بسبب رداءة الطقس في ليبيا، فان الولايات المتحدة ردت ايجابا على طلب من حلف شمال الاطلسي بتمديد ضرباتهاquot;.

والاحد تركزت المعارك في شرق البلاد في محيط البريقة على بعد 240 كلم جنوب بنغازي، معقل المعارضة.

وبعد استيلائهم على مجمع نفطي كبير عند المدخل الشرقي للمدينة، اضطر الثوار للتراجع امام نيران القوات الموالية للقذافي.

وسمع دوي انفجارات قوية من مواقع قوات القذافي فيما اوقفت طائرات الاطلسي تحليقها فوق المنطقة بعدما ادت ضرباتها الجوية في الايام الماضية الى وقف الهجوم المضاد الذي كانت تشنه قوات القذافي في اتجاه الشرق.

واعلن حلف شمال الاطلسي الاحد انه سيواصل التحقيق في احتمال حصول خطأ بعد مقتل تسعة ثوار واربعة مدنيين بضربة شنها الحلف على بعد 15 كلم شرق البريقة، كما قال الثوار.

وصباح الاحد دمرت طائرات فرنسية مجددا عدة مدرعات تابعة لقوات القذافي قرب ميناء راس لانوف النفطي على بعد 60 كلم غرب البريقة كما اعلنت هيئة الاركان الفرنسية.

ووصل وفد من دبلوماسيين بريطانيين مساء السبت الى بنغازي لاجراء quot;اتصالات مع شخصيات بينها اعضاء في المجلس الوطني الانتقاليquot; كما اعلنت لندن.

وعلى الصعيد الانساني غادرت سفينة استاجرتها منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية بعد ظهر الاحد مصراته (200 كلم شرق طرابلس) المحاصرة والتي تتعرض لقصف منذ 40 يوما من قبل قوات القذافي متوجهة الى صفاقس في تونس وعلى متنها 60 جريحا.

من جهة اخرى، قالت الصحف التركية الاثنين ان مقاتلات وسفينة حربية تركية شاركت في عملية قامت بها تركيا لاجلاء 460 جريحا ولاجئا من ليبيا على متن سفينة مستشفى.

واوضحت السلطات التركية في تصريحات نقلتها الصحف ان عبارة تركية تم تحويلها الى مستشفى ومحملة بادوية ومساعدات انسانية نقلت 270 شخصا من مصراته و190 آخرين من بنغازي quot;عاصمةquot; المتمردين، شرقا.

وامنت 12 طائرة اف-16 وسفينة حربية تركية في القوة البحرية وضعتها انقرة بتصرف حلف شمال الاطلسي لفرض احترام حظر الاسلحة على ليبيا، دعما جويا للعبارة لتتمكن من الرسو في مصراتة ورافقتها خارج المياه الاقليمية الليبية كما ذكرت صحيفتا حرييت وميلييت.