يدور خلاف بين قيادة الثورة الليبية حول من يتزعّم حملتها العسكرية ضد معمّر القذافي في وقت يحاول الثوار إثبات مصداقيتهم في الغرب بعد خسارة المواقع التي كانت تحت سيطرتهم بدعم من قوات الحلف الأطلسي.

وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس الذي انشق عن القذافي بداية الثورة وتم تعيينه موقتًا قائدًا لقوات الثورة

بنغازي: أفادت تقارير بأن قيادة الثورة الليبية منقسمة بشأن ادارة حملتها العسكرية في وقت يحاول الثوار تأكيد مصداقيتهم في الغرب بعد خسارة كل المواقع التي سيطروا عليها سابقًا بدعم من الضربات الجوية لقوات التحالف الغربي.
ويأتي هذا الخلاف في وقت ما زالت القيادة العسكرية لقوات الثوار تواجه صعوبة بسبب انعدام الانضباط العسكري بينهم، متسببًا في تعطيل حملتها ومقتل 13 ثائرًا ومسعفًا في غارة جوية استهدفتهم بطريق الخطأ بعدما اطلق احدهم نيران مدفع مضاد للجو عشوائيًا في الهواء.
وتعترف قيادة الثورة في المجالس الخاصة بأن النصر العسكري مستبعد حتى باسناد جوي من التحالف الغربي، وهي تبحث عن مسار دبلوماسي أو تراهن على انهيار النظام من الداخل على الرغم من انها ما زالت تحاول التشجيع على قيام انتفاضات في المدن التي تسيطر عليها قوات القذافي، كما قالت صحيفة الغارديان البريطانية.

وهناك ادراك في عاصمة الثوار بنغازي بضرورة استمرار الحملة العسكرية كوسيلة للدفاع ومواصلة الضغط على القذافي. كما تدرك قيادة الثورة انها تحتاج الى بناء قوة عسكرية ذات مصداقية، وسط قلق متزايد في الغرب إزاء تصرف آلاف من الشبان غير المنضبطين لكنهم مسلحون حين يدخلون مدن اخرى تقع بأيدي الثوار، بحسب الغارديان.

وكان المجلس الانتقالي للثوار قرر تعيين عمر الحريري بمثابة وزير دفاع واللواء عبد الفتاح يونس قائدا لقوات الثوار بأمل ان يتمكن من كسب مزيد من الضباط الذيت ما زالوا في صفوف جيش القذافي. ويعول على هؤلاء ليكونوا العمود الفقري لقوات الثوار ولكن الدلائل ما زالت محدودة على نجاح هذه الخطوة.

وبسبب اداء اللواء يونس الذي خسر مرتين مكاسب تحقق ضد قوات القذافي أخذ الثوار يبحثون عن بديل. وقالت صحيفة الغارديان ان المواطنين الليبيين الاعتياديين في مدن الثوار كانوا ينظرون بعين الشك الى اللواء يونس بسبب خدمته الطويلة في نظام القذافي والاعتقاد بأن من المتعذر ألا توجَّه اليه اصابع الاتهام في بعض جرائم النظام حين كان وزيرًا للداخلية. ولاقى المجلس الانتقالي صعوبة بالغة في اقناعهم بقبول تعيينه.

وكان المجلس قد أعلن في وقت سابق تعيين العقيد خليفة بلقاسم حفتر قائدًا للحملة العسكرية. والعقيد حفتر قاتل في حرب ليبيا ضد تشاد إبان الثمانينات قبل ان يقع في الأسر وينضم الى قوة مناوئة للقذافي بادارة وكالة الاستخبارات المركزية ، كما قالت صحيفة الغارديان. ثما انتقل الى الولايات المتحدة للاقامة في ولاية فرجينيا. ولكن المجلس عاد واعلن تولي اللواء يونس مهام عمله من جديد. وحين سُئل اعضاء في المجلس عن هذا التأرجح نفوا وجود تغيير.

ولكل من اللواء يونس والعقيد حفتر قاعدته ومنتقديه بسبب ماضيهما. ونقلت صحيفة الغارديان عن اعضاء في القيادة السياسية للثوار ان حفتر عاد الى ليبيا بغطرسة متوقعًا ان يُسلم تلقائيًا مسؤولية الحملة العسكرية ضد القذافي.

وقبل ايام بدا أن العسكريين حاولوا تجاوز المجلس الانتقالي باعلانهم تعيين العقيد حفتر قائدًا لقوات الثوار واللواء يونس رئيس هيئة الاركان. ولكن المجلس لم يوافق على هذه التعيينات.